رسالة حول اليوم العالمي للاجئين من السيد علي الزعتري منسق الشؤون الإنسانية لليبيا

20 Jun 2016

رسالة حول اليوم العالمي للاجئين من السيد علي الزعتري منسق الشؤون الإنسانية لليبيا

20 حزيران/يونيو 2016 - تدفع الصراعات الجديدة والمتكررة والأشكال التي تثير القلق أكثر من أي وقت مضى من العنف والاضطهاد، الناس إلى الهروب بحثاً عن الأمان داخل بلادهم أو لعبور الحدود الدولية كطالبي لجوء أو لاجئين. وقد وصل النزوح القسري على المستوى العالمي مستويات غير مسبوقة، حيث تم تشريد أكثر من 65 مليون شخص من منازلهم على مستوى العالم.

ومنذ بداية العام، عبر آلاف المهاجرين واللاجئين البحر المتوسط في زوارق غير صالحة للإبحار وقوارب رديئة. وللأسف لم ينج 2859 من هؤلاء من هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر – وهو ما يشكل شهادة مأساوية على فشلنا الجماعي في معالجة محنتهم بالشكل المناسب. وقد شرع عدد كبير منهم في هذه الرحلة إلى المجهول انطلاقاً من ليبيا، وانجرفت الكثير من الجثث إلى شواطئ ليبيا حيث تم دفنهم هناك.

وفي ليبيا حيث تشتعل الأزمة الإنسانية بلا هوادة، يواجه اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون مشكلات كبيرة متعلقة بالحماية واحتياجات إنسانية، تشمل الحرمان من الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية أو الحصول عليها بشكل محدود. وكان إجمالي عدد الأشخاص المحتاجين ضمن فئة المهاجرين واللاجئين في خطة الاستجابة الإنسانية لليبيا لعام 2016 هو 250000 شخص منهم 100000 شخص من اللاجئين وطالبي اللجوء. وإضافة إلى ذلك فإن أحدث الأرقام التي سجلتها المنظمة الدولية للهجرة تتحدث عن 417123 من النازحين. وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلا أن خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال ضعيفة التمويل مما لا يمكن من تقديم استجابة إنسانية مناسبة لاحتياجات المتضررين.

إن اليوم العالمي للاجئين هو الوقت الذي يتم فيه حصر التأثير المدمر للحرب والاضطهاد على حياة من أجبروا على الفرار وتكريم شجاعتهم وقدرتهم على المقاومة. كما أنه وقت الإشادة بالمجتمعات والدول التي تستقبلهم وتستضيفهم. والكثير من هذه الأمثلة الإيجابية موجودة في منطقتنا. فهناك العديد من المجتمعات الليبية التي تستضيف اللاجئين الذين يعبرون مناطقهم وتقدم لهم المساعدات الأساسية، وإن كان ذلك من خلال وسائل وموارد محدودة. ونحن نحييهم ونتعهد بمساعدتهم بكل ما أوتينا من قدرات.

وهناك حاجة عاجلة للاستفادة من هذه الأمثلة الإيجابية وتوسيعها. ويجب أن تكون استجابتنا للاجئين مرتكزة على قيمنا المشتركة من مشاركة المسؤولية وعدم التمييز وحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين، بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية. ويجب أن نقف معاً مع الرجال والنساء والأطفال الذين يهربون من منازلهم كل عام لكي نضمن حماية حقوقهم وكرامتهم أينما كانوا وأن يكون هذا التضامن والتعاطف في قلب استجابتنا الجماعية.