منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري: ”ليبيا: الأزمة الإنسانية التي لا ينبغي أن تكون“

1 Feb 2016

منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري: ”ليبيا: الأزمة الإنسانية التي لا ينبغي أن تكون“

(تونس، ١ فبراير/شباط ٢٠١٦) يترافق تدنِّي درجات الحرارة في فصل الشتاء الليبي مع ركود التمويل الداعم لخطة الاستجابة الإنسانية في ليبيا و يتزايد القلق من أن معاناة الضعفاء و المتضررين من النزاع في ليبيا ستستمر بسبب عدم تقديم الدعم المُجدي في الوقت المناسب. فالجهود النبيلة التي تبذلها بعض المؤسسات و المنظمات الليبية سواء بقدراتها الذاتية أو بدعم من الخارج لا تكفي لتلبية طلبات الكثيرين من المتضررين من هذا النزاع.

لقد تم إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية في ليبيا رسمياً في تونس في 9 كانون الأول/ديسمبر 2015 حيث طالبت بتوفير ما يقرب من 166 مليون دولار لمساعدة مجموعة مستهدفة قوامها 1.3 مليون شخص من أصل 2.4 مليون شخص متضرر. وببساطة، فإن المساعدات المنقذة للأرواح التي يُنْوى تقديمها للأشخاص المتضررين جراء سنوات من النزاع المنهك والمزعزع للاستقرار تعادل 127 دولار للشخص خلال فترة 15 شهراً (من تشرين الأول/أكتوبر 2015 إلى كانون الأول/ديسمبر 2016). والآن وبعد أكثر من ستة أسابيع من إطلاق النداء ، نجد أن هذا النداء العاجل قد تلقى 2.1 مليون دولار فقط، وهو مبلغ زهيد من إجمالي المبلغ المطلوب.

و إذ يقوم المجتمع الدولي حالياً بتوفير دعمٍ هادفٍ وفعّال لحكومة الوفاق الوطني الوليدة – حيث تقوم البلدان بالتعهد بتمويل مشروعات بالملايين لدعم حكومة الوفاق الوطني– وهنا ينبغي الإشادة بهذا التعهد وتشجيعه، فإنه من المستغرب غياب التمويل المطلوب للجهود الإنسانية الملحة.

ربما ينبغي التذكير أن خطة الاستجابة الإنسانية تمثل أفضل خطة متماسكة وفعالة يمكن للحكومة الليبية و للمجتمع الدولي أن يستخدماها لمساعدة المتضررين، حيث تبين الخطة بوضوح ما هو الدعم المطلوب وأين تكمن الحاجة إليه ومَن يحتاجه. لكننا لا نستطيع حقا أن نفسر للمتضررين ولعشرات الطلبات التي تصلنا للمساعدة الإنسانية من الداخل الليبي لماذا هذا التردد في الاستجابة لأوضاع لا تخفى على أحد ونؤكدها باستمرار، مع خشيتنا أن يؤدي هذا التقاعس لمزيد من الآلام و المآسي الانسانية.

قد تمتلك حكومة ليبيا إمكانية تمويل الخطة ربما بعد تعافيها سياسيا وأمنيا وإستقرار مؤسساتها ، غير أن الواقع اليوم يختلف ففي الوقت الراهن، ليبيا ليست قادرة على ذلك وهي بحاجة إلى دعم دولي إنساني عاجل و طارئ و مشرًّف.

إنني أناشد المجتمع الدولي بحكوماته ومنظماته المدنية اليوم، نيابة عن الفئات الأكثر ضعفاً في ليبيا، لمدّ يد المساعدة الصديقة لا اليد المترددة دعماً لهؤلاء المتضررين.

كما ألتمس من الإعلام تسليط الضوء على هذه الحالة الإنسانية الخطيرة بكل أوجهها وإبقاءها حيةٌ في الضمير العالمي.