برنامج «بصيرة» يعزز مهارات البحث الرقمي وتدقيق المعلومات للإعلاميين الليبيين
طرابلس — شارك ثلاثون صحافيًا وعدد من الإعلاميين، بمن فيهم أساتذة وطلبة إعلام ومدققي الحقائق، يوم الخميس، الماضي في جلسة تدريبية عبر الإنترنت نظمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك في إطار برنامج «بصيرة» لصقل مهاراتهم في البحث الرقمي وتدقيق المعلومات، وذلك في إطار جهود أوسع لتعزيز قطاع الإعلام الليبي في وجه انتشار المعلومات والأخبار الكاذبة.
واستعرضت باميلا كسرواني، من مبادرة جوجل للأخبار، المحتوى التدريبي الذي أوضح بالتفصيل كيفية استخدام أدوات جوجل للتحقق من المعلومات، وبحث الصور العكسي، وخدمتي خرائط جوجل، وجوجل إيرث، وميزة لوحات التحقق من صحة الأخبار على يوتيوب؛ وقالت: «كل هذه الأدوات لا تُغني عن عملنا، بل تُساعدنا فقط، فمن الضروري أن نتحقق من الصورة أو الخبر بأنفسنا قبل نشره للجمهور».
وأشارت كسرواني إلى تزايد المخاوف بشأن التلاعب أو تلفيق المعلومات والصور والمقاطع الصوتية والفيديو، مع تزايد اعتماد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار، وانتشار استخدام الذكاء الاصطناعي، مستشهدةً بدراسة نشرها مركز بيو للأبحاث، والتي وجدت أن الناس يعتبرون المعلومات المضللة على الإنترنت تهديدًا عالميًا أساسيًا، بعد خطر التغير المناخي. مضيفةً: «أصبح التلاعب بالصور أو مقاطع الفيديو– سواء بتغيير السياق أو تعديل المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي– أمرًا شائعًا خلال الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة. في بعض الأحيان، وحتى أكبر وسائل الإعلام قامت بنشر صور في سياق خاطئ».
وأكد المشاركون أن التدريب على البحث الرقمي والتحقق من المعلومات أمران ضروريان للعاملين في مجال الإعلام الليبي، نظرًا لكثرة الشائعات والتلاعب وانعدام الشفافية في وسائل الإعلام المحلية، ومحدودية الوصول إلى المصادر الأصلية، وبيئة وواقع سريع التغير. كما أعربوا عن قلقهم إزاء تأثير نشر المعلومات الخاطئة والمضللة عبر الإنترنت على الوضع الأمني، من خلال تعميق الانقسامات أو التحريض على الصراع.
قال محمود مختار، وهو مدقق حقائق من طرابلس المشاركين في التدريب، إنه يجد صعوبة متزايدة في التمييز بين المحتوى الأصلي والمحتوى المُنتَج أو المُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي أو غيره من التقنيات. مضيفًا: «التمييز أصبح صعبًا جدًا حتى بالنسبة لمتمرسي برمجيات التصميم الفني مثل الفوتوشوب، والمضطلعين على كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، والمدربين على تدقيق المعلومات – وحتى عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي للكشف عن استخدامه من عدمه في المحتوى المشتبه فإن كفاءته تظل محدودة».
وأكد المشاركون، في استطلاع رأي لاحق، أن المهارات التي تعلموها، مثل إرشادات التحقق من المصادر، والتحقق من صحتها، ورصد التحيز، ستُعزز من عملهم.
وقالت سعاد كشلوط، وهي صحافية من زليتن: «أشعر بثقة أكبر في اكتشاف المعلومات المضللة بعد هذه الجلسة لأنني تعلمت أساليب تمكننا من التحقق من المحتوى خطوة بخطوة، وساعدتني في كيفية تحديد المؤشرات التحذيرية بفعالية أكبر».
حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة
UN






