شباب ليبيون: خطاب الكراهية محرك للصراع الاجتماعي ومعالجته تستلزم جهوداً مشتركة من الجميع

24 نوفمبر 2024

شباب ليبيون: خطاب الكراهية محرك للصراع الاجتماعي ومعالجته تستلزم جهوداً مشتركة من الجميع

طرابلس - 21 تشرين الأول/ نوفمبر 2024 - في ورشة عمل عبر الإنترنت عُقدت كجزء من برنامج "الشباب يشارك" التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ناقش أربعة وعشرون مشاركة ومشارك من جميع أنحاء ليبيا سبل مكافحة خطاب الكراهية السائد في ليبيا، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وسلط الشباب، وهم 13 مشاركة و11 مشارك، الضوء على مدى كون خطاب الكراهية عامل من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي، مع وجود خلط واسع النطاق بين ما يعدّ انتقاداً مشروعاً وبين ما يمكن وصفه بـ "خطاب كراهية". وقالوا إن الاستقطاب الحاد في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في تفاقم خطاب الكراهية وانتشار المعلومات المضللة في البلاد.

وقالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: "يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية"، مضيفة أن الاختيار الخاطئ لمفردات اللغة يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة.

وأكد المشاركون أن النساء والشباب كانوا في كثير من الأحيان المستهدفين في خطاب الكراهية، وأن بعضهم يتضرر بهذا الأمر في حياتهم اليومية. مضيفين أنه من الصعب على الشباب، وخاصة الفتيات، رفع أصواتهم دون مواجهة العواقب.

وقال أحد المشاركين أنه "من الصعب مكافحة خطاب الكراهية في ليبيا، وأكثر الصفحات التي تعج بخطاب الكراهية وتنشره موجودة على الفيسبوك، ومعظمها تابعة لأشخاص مؤثرين، الأمر الذي يجعل مكافحة هذا الخطاب صعب وخطير على الشباب."

وقد أوصى المشاركون في ورشة العمل بما يلي للحد من خطاب الكراهية في المجتمع الليبي:

  • معالجة خطاب الكراهية في مراحل مبكرة وذلك من خلال التثقيف في المدارس حول منع التنمر والجرائم الإلكترونية وإلحاق الأذى بالآخرين.
  • دعم السلطات لمكافحة خطاب الكراهية وزيادة الوعي بالمخاطر المحيطة بخطاب الكراهية بين الشباب من خلال مراكز الشباب والمجالس الشبابية.
  • تنظيم حملات مناصرة لدعم تغيير القوانين الليبية يهدف إلى تعريف خطاب الكراهية وضمان احترام هذه القوانين.
  • دعم المجتمع المدني واتحادات الطلبة ومنظمات تقصي الحقائق لإعداد حملات المناصرة.
  • العمل بشكل وثيق مع منصات التواصل الاجتماعي لتشخيص خطاب الكراهية في ليبيا ومواجهته.
  • دعم ضحايا خطاب الكراهية لبناء قدراتهم على التكيف والصمود وتعزيز الحوار.
  • جمع مختلف المجتمعات المحلية سوية للتغلب على الحواجز وإزالة الانقسامات الاجتماعية.
  • دعم استقلال وحرية وسائل الإعلام بحيث لا يتم تضخيم وجهات النظر المستقطبة، وإطلاق مبادرات إعلامية تعزز تجارب التعايش السلمي في جميع أنحاء ليبيا.
  • وضع دليل"مهني" شامل ومدونة قواعد السلوك لوسائل الإعلام للحد من الخطاب التحريضي والمعلومات المضللة في التقارير الإعلامية.

يقول أحد المشاركين إن "معالجة خطاب الكراهية في ليبيا تتطلب جهوداً مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والمواطنين"، مضيفاً أن "السلام والاستقرار لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال تعزيز وحدة الهوية الوطنية، والتأكيد على القيم المشتركة التي توحد جميع الليبيين".

وكانت ورشة العمل هذه جزءاً من سلسلة من ورش العمل التي تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في إطار برنامجها "الشباب يشارك"، والذي يهدف إلى إشراك 1000 شاب وشابة في جميع أنحاء ليبيا في مواضيع مختلفة. والهدف هو جمع أفكار المشاركات والمشاركين وتوصياتهم لإثراء عمل البعثة مع الشباب في جميع أرجاء ليبيا وإيصال أصوات أولئك الذين يتم في العادة استبعادهم لمن يجب أن يسمعها.