شباب من المنطقتين الشرقية والجنوبية يناقشون سبل النهوض بالعملية السياسية والتصدي لخطاب الكراهية
بنغازي –21 كانون الأول/ديسمبر – اجتمع شبان وشابات من مختلف أنحاء المنطقتين الشرقية والجنوبية مطلع الأسبوع الجاري في بنغازي للمشاركة في ورشة عمل امتدت ليومين نُظِّمت في إطار برنامج #الشباب_يشارك التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وفي اليوم الأول من الورشة، تعرّف المشاركون، البالغ عددهم ثمانية وعشرون، على مفهوم خطاب الكراهية ودوره في النزاعات في أصقاع العالم. كما عملوا على بناء مهاراتهم في التواصل من خلال العمل ضمن مجموعات عكفت على إعداد حملات تواصلية موجهة تحول دون تفشي خطاب الكراهية في أوساط المجتمعات المحلية في عموم البلاد.
وفي معرض تقديمه للحملة التي عمل عليها فريقه، والتي تناولت التقريب بين الليبيين من أجل إنجاح المصالحة الوطنية، اعتبر أحد المشاركين أن "خطاب الكراهية يزيد من حجم مشاكل ليبيا." بينما رأى آخرون أن لجوء بعض الأفراد لخطاب الكراهية إنما هو وسيلة لكي "ينفّسوا عن استيائهم من الوضع في ليبيا ويلقوا باللائمة على الآخرين."
وفي اليوم التالي، تباحث الحضور حول تفويض البعثة والعملية السياسية التي أعلنت عنها نائبة الممثل الخاص للأمين العام، السيدة ستيفاني خوري، في إحاطتها أمام مجلس الأمن في 16 كانون الأول/ديسمبر.
وأثناء عمل المشاركين مع بعضهم البعض لحصر التحديات المستعصية التي تواجهها البلاد، خرج المشاركون بسلسلة من التوصيات والأفكار ووسائل العمل التي تمكن الشباب من الانخراط في العملية السياسية على نحو يفضي إلى فائدة أكبر، مبينين بأن تحجيم الانقسامات السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة ومشاطرة موارد البلاد على نحو منصف، كلها عوامل كفيلة بالوصول إلى المزيد من الاستقرار.
وذكرت إحدى المشاركات بأن "كل منطقة تشعر بالتهميش" وبأن، "جميع المناطق تحتاج للدعم على قدم المساواة." مضيفةً بأن صدور دستور وطني توافقي سيساعد على تجاوز هذه النقطة. وشعر بعض المشاركين بأن غياب دستور دائم حال دون مشاركة العديد من الشباب على نحو فاعل في العملية الانتخابية.
أما عن الانتخابات، فقد أعرب المشاركون عن قلقهم إزاء الحملات القائمة على نشر الشائعات والأقاويل، وهو الأمر الذي قاد بعض الليبيين إلى النظر إلى الانتخابات على نحوٍ سلبي. واعتبروا بأن الصحافة المهنية، أي تلك التي تشجع على المشاركة في الانتخابات، ستكتسي أهمية كبيرة عند التحرك لتجاوز الأزمة السياسية.
وأصدر المشاركون التوصيات التالية:
- دور المجتمعات والقبائل والأسرة وقيادات المجتمع المحلي في الحؤول دون تفشي خطاب الكراهية محوري في توعية الناس من كافة المشارب والأطياف الاجتماعية والسياسية بعدم استخدام لغة تنطوي على الكراهية.
- المصالحة الوطنية أساسية لاستدامة السلام والانتقال بالبلاد نحو الانتخابات.
- ضرورة تعزيز منظمات المجتمع المدني لدعم الشباب والمجتمعات المحلية للحد من خطاب الكراهية وتوعية الناس بشأن الانتخابات وإخضاع المؤسسات الموحدة للمساءلة.
- إعداد برنامج للحد من العنف في المجتمع وخصوصاً في مناطق مثل أوباري ومرزق للتوعية بشأن النزاعات في الماضي وإيجاد السبل الكفيلة بالتخفيف من حدة التوترات.
- التعاون مع الليبيين في المهجر في جميع أنحاء العالم للنهوض بالوعي حول الانتخابات ومشاركة الشباب.
- ضرورة تمكين النساء من الاختيار في مجال السياسة باستقلالية ودون ضغوطات من المجتمع.
- تكثيف العمل على مستوى الجامعات مع الطلاب والاتحادات الطلابية لتوعية الشباب بشأن الإعلام ودورهم في الحؤول دون خطاب الكراهية وتجاه مشاركة الشباب في الحياة السياسية.
- ضرورة إتاحة خيارات لإعادة التأهيل للشباب المنخرطين في أعمال عدائية بما في ذلك مشاركتهم في خطاب الكراهية.
- ضرورة تمكين كل من برلمان شباب ليبيا ومجالس الشباب من الناحية السياسية للاضطلاع بأدوار في صنع القرار، وضرورة مشاركتهم على نحو فاعل وتدريبهم على كيفية الحؤول دون تفشي خطاب الكراهية.
- ضرورة تحري الوضوح والشمول بشكل أكبر في تشريعات تتصدى للعنف الإلكتروني. وضرورة إعدادها بالتشاور مع الشباب.
- ضرورة ضمان أمن الانتخابات بحيث تشعر جميع المجتمعات بالأمان حين تشارك في العملية الانتخابية.
- قيام منصات التواصل الاجتماعي بتحديث نماذج الذكاء الاصطناعي الذي لديها على نحو يفهم اللهجة الليبية وقادر على كشف خطاب الكراهية بشكل تلقائي عبر منصاتها.
وتدخل هذه الورشة في إطار سلسلة من الورش التي نظمتها البعثة ضمن مبادرة #الشباب_يشارك. وهي مبادرة تهدف لإشراك ألف شاب وشابة من جميع أنحاء ليبيا في مختلف القضايا، وتجميع أفكارهم وتوصياتهم كي تسترشد بها البعثة في تنفيذ استراتيجيتها التي تستهدف شريحة الشباب، وكذلك لتعزيز المشاركة الشاملة وإعلاءِ أصوات أولئك الذين يتعرضون في العادة للإقصاء.