كلمة الممثلة الخاصة للأمين العام، السيدة تيته، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
سعادة رئيس الهيئة العامة للصحافة، السيد عبد الرزاق الداهش،
حضرات الصحفيين الكرام،
سيداتي وسادتي،
إنه لشرف عظيم أن أنضم إليكم اليوم للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. أود أن أبدأ بالإعراب عن خالص تقديري للهيئة العامة للصحافة لتنظيم هذا الحدث الهام. إن جهودكم لعقد هذا اللقاء ليس فقط للاحتفاء بدور وسائل الإعلام، بل وأيضًا للتأكيد مجددًا على التزامنا المشترك بصحافة حرة ومسؤولة.
أتمنى أن أتقدم بخالص التهاني إلى جميع الصحفيين الليبيين – نساءً ورجالًا – الذين يسعون جاهدين للتمسك بقيم النزاهة الصحفية في ظروف صعبة، بما في ذلك الاستقطاب السياسي والرقابة والمخاوف الأمنية والإهمال المزمن لهذا القطاع. لقد كان النضال من أجل حرية الصحافة الحقيقية طويلًا – زميلتكم الراحلة خديجة الجهمي، التي كرمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مؤخرًا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الليبية، كانت تتحدث علنًا ضد هذه التحديات منذ ستينيات القرن الماضي. إن صمودكم يلهمنا بشده.
في هذا الوقت الحساس من تاريخ ليبيا، تلعب وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في تهيئة بيئة مواتية لتوحيد البلاد ومؤسساتها وإرساء الاستقرار والازدهار الدائمين.
وكما صرح الأمين العام للأمم المتحدة: "إن الصحافة الحرة والمستقلة هي منفعة عامة أساسية. إنها العمود الفقري للمساءلة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان."
أشجع الصحفيين الليبيين على تسهيل الحوارات التي تعزز التفاهم والتعاون وتسوية النزاعات. يمكن لوسائل الإعلام، بل ويجب عليها، أن تساعد في سد الفجوات وإيجاد سبل لبناء السلام.
تلعب الصحافة الاستقصائية والتقارير الشفافة دورًا حاسمًا في محاسبة الجهات السياسية الفاعلة. من خلال تسليط الضوء على الفساد والظلم وسوء المعاملة، يمكن لوسائل الإعلام أن تساعد في بناء ثقة الجمهور في بلد لا يزال فيه الحكم مجزأ والعديد من المؤسسات معطلة.
كما أن الصحافة القوية ضرورية لمكافحة التهديد المتزايد للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية والتحريض.
تقوض هذه الممارسات الضارة ثقة الجمهور وتعمق الانقسام وتهدد الأسس ذاتها للحوار الديمقراطي. في ليبيا، كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، تتفاقم هذه المخاطر بسبب عدم الاستقرار السياسي وغياب أطر تنظيمية قوية. لقد شهدنا بشكل مباشر كيف يمكن للمعلومات المضللة أن تشعل التوترات وتعوق طريق السلام.
يضيف الذكاء الاصطناعي طبقة جديدة من التعقيد إلى هذه البيئة الصعبة بالفعل. تتمتع أدوات الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تعزيز الصحافة من خلال التحقق من المحتوى والأتمتة وتحليل البيانات. ومع ذلك، عند استخدامه بشكل غير مسؤول أو سيئ، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يسرع من انتشار المعلومات الكاذبة وخلق منتجات التزييف العميق (دييب فييك) واستهداف الجماهير الضعيفة بالمعلومات المضللة بسرعة ونطاق غير مسبوقين.
تدعو بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى حلول ليبية لمكافحة خطر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وتحقيقًا لهذه الغاية، تشاورت مع مئات المهنيين الإعلاميين والشباب والنساء والجهات الفاعلة في المجتمع المدني وغيرهم. أحد الأمور التي تم تسليط الضوء عليها هو الحاجة إلى فرص التطوير المهني لقطاع الإعلام.
مع أخذ ذلك في الاعتبار، ستطلق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في 7 مايو برنامجًا جديدًا للتطوير المهني للعاملين في وسائل الإعلام والطلاب، والذي سيشمل ورش عمل وندوات عبر الإنترنت منتظمة للمساعدة في بناء المهارات في التحقق الرقمي من الحقائق والتقارير الاستقصائية وتقارير النزاعات وغير ذلك الكثير. ستكون المناقشات الأولى حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الجوانب السياسية واستخدام الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار.
السيدات والسادة
بينما نحتفل بهذا اليوم، دعونا لا نحتفي فقط بقوة الصحافة، بل نجدد أيضًا التزامنا بحمايتها. لنتحد دفاعًا عن التقارير الواقعية والسرد الشامل والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا.
بقيامنا بذلك، فإننا لا نمكّن الصحفيين فحسب، بل نساهم أيضًا في صمود المجتمع الليبي والسعي لتحقيق سلام دائم.
شكرًا لكم.