الشركاء المنفذون للأعمال المتعلقة بالألغام يبحثون سبل تعزيز التعاون لمواجهة التلوث بالمتفجرات وتحسين إدارة الذخائر بشكل آمن

20 أكتوبر 2025

الشركاء المنفذون للأعمال المتعلقة بالألغام يبحثون سبل تعزيز التعاون لمواجهة التلوث بالمتفجرات وتحسين إدارة الذخائر بشكل آمن

طرابلس – انعقد في 15 أكتوبر الجاري الاجتماع الثالث للشركاء المنفذون للأعمال المتعلقة باللألغام ، وذلك بمقر وزارة الدفاع في طرابلس، بمشاركة 34 ممثلًا من بينهم ثلاث منظمات وطنية وأربع منظمات دولية عاملة في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام، إلى جانب ممثلين من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وهولندا والمملكة المتحدة.

عُقد الاجتماع برئاسة مشتركة بين برنامج الأعمال المتعلقة بالألغام التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمركز الليبي للأعمال المتعلّقة بالألغام ومخلّفات الحروب. وهدف الاجتماع إلى تعزيز التنسيق بين الشركاء الوطنيين والدوليين العاملين على معالجة التلوث الناتج عن المتفجرات، وتحسين الإدارة الآمنة للذخائر في جميع أنحاء ليبيا.

استُهلّت الجلسة بكلمات ألقتها السيدة أولريكا ريتشاردسون، نائبة الممثل الخاص للأمين العام ومنسقة الأمم المتحدة المقيمة في ليبيا، والعميد محمد الدائري ممثّل وزارة الدفاع.

و أكّدت السيدة ريتشاردسون على الحاجة الماسّة إلى تعزيز العمل الجماعي لمواجهة التلوث الناتج عن المتفجرات، وتعزيز تقديم المساعدة الشاملة للضحايا في جميع أنحاء ليبيا، مشدّدةً على الآثار المدمّرة للحوادث، مثل الانفجار الذي وقع في مصراتة بتاريخ 31 أغسطس.

وقالت السيدة ريتشاردسون: "إن كل ذخيرة غير منفجرة أو موقع ذخيرة يُدار بطريقة غير آمنة يمثّل مأساة محتملة قد تقع في أي لحظة." وأضافت: "إن مسؤوليتنا المشتركة تتمثل في الحيلولة دون وقوع مثل هذه المآسي، من خلال العمل معًا على بناء القدرات، وتعزيز التنسيق، وجعل السلامة محور جهود التعافي والاستقرار في ليبيا."

ومن جانبه، رحّب العميد محمد الدائري بجميع المشاركين، وجدّد تأكيد التزام وزارة الدفاع بدعم واستضافة اجتماعات التنسيق المستقبلية. كما أعرب عن تقديره العميق للتعاون المستمر بين الأمم المتحدة والمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلّفات الحروب وشركائهم الوطنيين والدوليين، من أجل تعزيز السلامة والأمن والرفاه للمجتمعات المتأثرة بمخلّفات الحروب والمتفجرات.

و استعرض الاجتماع التقدّم المُحرز في أنشطة إزالة الذخائر المتفجرة والتوعية بمخاطرها، وهما مجالان أسهما بشكل كبير في تعزيز سلامة المدنيين وحريّة تنقّلهم، بمن فيهم الأطفال، في المناطق المتأثرة في مختلف أنحاء ليبيا.

و قدّم العميد خليل الشبلي، مدير المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلّفات الحروب عرضًا حول أحدث أنشطة المركز، مشدّدًا على أهمية استمرار التعاون والدعم من الشركاء الوطنيين والدوليين من أجل تعزيز عمليات مكافحة الألغام في مختلف أنحاء البلاد. وأشاد العميد الشبلي بجميع المبادرات التي تسهم في الإدارة الآمنة لمواقع الذخائر، ولا سيّما تلك الواقعة في المناطق المأهولة بالسكان. كما استعرض التقدّم المحرز في إعداد الاستراتيجية الليبية للأعمال المتعلقة بالألغام، مشيرًا إلى استمرار المشاورات مع وزارتي الصحة والتعليم لضمان شمولية الاستراتيجية وتركيزها على احتياجات المجتمعات المحلية.

بدورها، استعرضت السيدة فاطمة زرّيق، مديرة برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، عرضًا لأبرز الإنجازات التي تحققت خلال الربع الثالث من عام 2025، كما استعرضت الأولويات الاستراتيجية للفترة المقبلة. وجدّدت السيدة زرّيق تأكيد التزام الأمم المتحدة بدعم القيادة الليبية في قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام وتعزيز القدرات الوطنية. كما أعربت عن تقديرها العميق للدول الأعضاء على دعمها المستمر ومساهماتها السخية لشركاء الأمم المتحدة والمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلّفات الحروب ، سواء من خلال التعاون متعدّد الأطراف أو الثنائي.

و قدّمت سبع منظمات غير حكومية عروضًا حول أنشطتها خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2025، حيث أبلغت عن تحقيق تقدّم في عمليات إزالة الألغام وأنشطة التوعية بالمخاطر، وذلك رغم استمرار التحديات الماثلة، بما في ذلك انخفاض التمويل، وصعوبة الوصول إلى المنطقة الشرقية، والاستئناف التدريجي للأنشطة التي كانت قد توقفت سابقًا.

وفي ختام الاجتماع، اتفق المشاركون على ضرورة تعزيز التنسيق، وزيادة مستوى الظهور والتواصل، وتفعيل ركيزة مساعدة الضحايا لضمان استجابة أكثر شمولاً لاحتياجات المجتمعات المحلية. كما ركّزت المناقشات على تحسين التنسيق مع الوزارات المعنية، ولا سيّما وزارتي الصحة والتعليم، وعلى توسيع نطاق أنشطة التوعية بالمخاطر وإزالة الألغام في سياقات الطوارئ وما بعد الحوادث.