نص الكلمة الافتتاحية والأسئلة والأجوبة في المؤتمر الصحفي للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيد يان كوبيش مع وزير الخارجية الألماني السيد هايكو ماس - برلين 18 اذار/مارس 2021

الصورة: الخارجية الألمانية
الصورة: الخارجية الألمانية
previous next
19 مارس 2021

نص الكلمة الافتتاحية والأسئلة والأجوبة في المؤتمر الصحفي للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيد يان كوبيش مع وزير الخارجية الألماني السيد هايكو ماس - برلين 18 اذار/مارس 2021

أشكركم جزيل الشكر سعادة وزير الخارجية هايكو ماياس.

تشرفني وتسعدني استضافتكم لي. وأنا مدرك لصعوبة هذا الامر في ظل تفشي جائحة كوفيد- 19، وأثمن عاليا إتاحتكم لي الفرصة للقائكم إبان هذه الزيارة والتي تسنى لي فيها مقابلة العديد من كبار المسؤولين في ألمانيا.

لقد استمعت إلى كلمتكم، ولم يروقني ذلك، لأنكم تحدثتم عن النقاط التي كنت أود التطرق لها، غير أني أرجو أن تسمحوا لي بإيضاح نقطة واحدة أو اثنتين:

بادئ ذي بدء، أود أن أعبر عن إعجابي بشجاعة ورؤية ألمانيا التي بدأت ووضعت حجز الأساس للواقع الحالي [غير مسموع] في وقتٍ كان شديد التعقيد.  أتت السيدة المستشارة وسعادتكم  والحكومة بهذه الرؤية وعقدت مؤتمر برلين وجمعت قادة البلاد والمجتمع الدولي معًا ممن أرادوا المساعدة والادلاء بوجهات نظرهم بغية التوصل إلى عمل إيجابي، ورأيتم مدى متانة هذا الأساس وصلابة هذه الرؤية. نحن في واقع مختلف، وليبيا تشهد الان واقعاً مختلفاً. كان ذلك قبل عام ونصف وربما منذ عام وحتى قبل نصف عام،  كانت هناك حاجة ماسة لرؤية إيجابية كهذه في عالم اليوم.

ثانياً ، أنا ممتن لإطرائكم على الأمين العام للأمم المتحدة وهذا العمل الجيد جدا التي قامت به الأمم المتحدة، وأود أن أقول مجدداً  إنه يستند إلى هذه الرؤية والاسهام الخاص بمن كانوا من قبلي السيد غسان سلامة والسيدة ستيفاني وليامز. نحن نبني على هذه اللبنة التي وضعوها. نبني على اتفاق وقف إطلاق النار وساعدنا الأطراف في ليبيا على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار. كما أسست السيدة ستيفاني وليامز منبراً قوياً متمثلاً بملتقى الحوار السياسي الليبي، والذي قدمت فيه مدخلات للعملية السياسية مؤديا بالنهاية، على الأرجح،  ولأول مرة في التاريخ الحديث لهذا البلد الجميل الممزق إلى برلمان موحد. لدينا حكومة جديدة، ولدينا الآن رئيس مجلس رئاسي جديد، معترف بهما محليًا بشرعية قانونية محلية قوية، ومعترف بهما من قبل المجتمع الدولي. والمجتمع الدولي  بدءًا من دول مثل المانيا والأمم المتحدة والمنظمات الأخرى مستعدة لدعمهما ليس فقط لمجرد مرافقتهما ولكن لدعمهما وتشجيعهما لاتخاذ الخطوات اللازمة، والتي، شكراً ]للوزير[على الإشارة إليها، ستبلغ ذروتها في نقطة أخرى هامة تتمثل بانتخابات 24 كانون الأول/ديسمبر التي ينبغي إجراؤها.

لأن هذا أمر هام للغاية، كون الليبيون حسب فهمنا، يريدون أن تجرى الانتخابات، وأن يمضون خطوة بخطوة للعمل من أجل الوحدة  والسيادة  واستقرار البلاد وازدهارها. ومرة أخرى،  لذلك كان علينا أن نبدأ برؤية قوية.

يسعدني جدًا أن أؤكد أننا نتوقع الآن بالفعل أن الحكومة لديها الإرادة للبدء في تقديم الخدمات للناس، للبدء في المعالجة السريعة لقضايا ملحة كالتصدي لجائحة كوفيد-19، فعدد الإصابات في ليبيا كبير. والناس في حاجة إلى دعم  من مشروع كوفاكس (COVAX). إنهم بحاجة إلى دعم الشركاء الدوليين. إنهم بحاجة للعمل على القضايا الإقتصادية والاجتماعية. إنهم بحاجة إلى معالجة مسألة إمدادات الكهرباء هذا الصيف، وضمان عدم انهيار منظومة الطاقة الكهربائية. هذا بلد غني جدًا، ويزال يصدر النفط. إنهم بحاجة إلى استغلال الأموال بشكل جيد وبطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة، بحيث يثق الناس ثقة كاملة في أنها تلبي احتياجاتهم.

وبالطبع، لا تزال هذه البلاد منقسمة، دعونا لا نخدع أنفسنا. هذا بلد منقسم لذلك نتوقع من الحكومة ومن الرئاسة ومن البرلمان العمل لتوحيد البلاد وتقريبها من خلال إظهار الإرادة للتعاون على الرغم من الخلافات. وقد اظهروا ذلك  في الأسابيع الماضية.  أظهروا في الأسبوع الماضي أن بإمكانهم فعل ذلك وأن هناك إرادة سياسية. نأمل أن يستمر ذلك أيضًا في المستقبل. وكما قلت في النهاية ستسعدنا مرافقة البلاد إلى الانتخابات في 24 كانون الأول/ديسمبر. في غضون ذلك، وفي سياق العديد من الأنشطة الأخرى في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، دعونا لا ننسى أيضا الناحية العسكرية.

لا تزال البلاد مليئة بالمرتزقة أو القوات غير المرغوب فيهم. أسمع في اجتماعاتي مع الأطراف الليبية المختلفة بغض النظر عن مناطقهم أو اتجاهاتهم السياسية، عرفت منهم أنهم لا يريدون رؤية قوى أجنبية أو أي وجود أجنبي على أراضيهم.

إنهم يرغبون أن يشهدوا الانسحاب العاجل للمرتزقة من ترابهم. هذا بلد يعتز بنفسه، بلد ذو سيادة. هذا شعب يعتز بنفسه وبسيادة بلاده، ويتعين على كل من يستطيع أن يسهم في ذلك أن يفعل ذلك. ونحن في الأمم المتحدة سيسعدنا، سواء بشكل مباشر أو ربما من خلال رصد وقف إطلاق النار وغيرها من الأنشطة مساعدة ليبيا، ونحث الشركاء الدوليين على احترام رغبة شعب هذه البلاد  والسلطات والمجتمع الدولي بدءاً بمجلس الأمن الذي أعرب عن إرادته بوضوح شديد من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. لا تزال البلاد منقسمة ولكن على الأقل هناك فرص. وأرى أن الليبيين أنفسهم هم من يأخذون زمام المبادرة، ولا يقتصرون على استغلال الفرصة ولكن آمل أن يخلقوا فرصًا جديدة للمضي قدمًا.

مرة أخرى  شكرا جزيلا لكم، سيد هايكو، شكراً جزيلاً لألمانيا.

وأشكر جميع الشركاء الآخرين الذين يصطفون بصورة قوية في هذه المرحلة لدعم هذه العمليات الإيجابية التي تحدث في ليبيا. شكراً جزيلاً لكم

 

فقرة الأسئلة والأجوبة

سؤال صحفي: فيما يواجه رئيس الوزراء السيد الدبيبة العديد من التحديات على ما يبدو أن جميعها –معالجة الأولويات- هل لديكم أي خطة لدعمه ليس فقط سياسيًا لإنجاز مهامه في فترة 10 أشهر من إجراء الانتخابات؟

المبعوث الخاص: من وجهة نظري، أجريت عدة نقاشات مع رئيس الوزراء المكلف آنذاك، وبعد ذلك رئيس الوزراء السيد الدبيبة. استمعنا الى رؤيته، وبرنامجه للحكومة. هناك الكثير من المجالات التي نقدم فيها دعمنا للبلاد بالفعل. ومن دون الخوض في التفاصيل، يمكنني على سبيل المثال أن أذكر أنه في هذه الأيام والأيام القادمة ستكون هناك جلسات لمجموعات العمل المختلفة لعملية برلين.

ستكون هناك جلسة لمجموعة العمل الاقتصادي. وسيستمعون إلى عروض تقديمية من المسؤولين عن قطاع الكهرباء و[من] وزير المالية ووزير الاقتصاد. وسيسعون الى تحديد المجالات التي سنساهم فيها - نحن المشاركون في عملية برلين - في تنفيذ هذا العمل. وسيكون هناك اجتماع لمجموعة العمل الأمني لعملية برلين في الأيام القادمة. ستناقش مجموعة العمل هذه الظروف الملائمة والمناسبة لإجراء الانتخابات من منظور أمني.  مرة أخرى، هذا مجال عملي للغاية نحتاج إلى معالجته لدعم البلد. وبالحديث عن الانتخابات، انخرطت في مناقشات إبان تواجدي في ليبيا قبل عدة أسابيع، وأخطط للسفر إلى هناك في الأيام المقبلة مرة أخرى وسأكون في ليبيا كل شهر حيث اقضي وقتاً هناك. ناقشنا مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات ما يحتاجونه من  مساعدة فنية من المجتمع الدولي بما في ذلك من الأمم المتحدة للتحضير للانتخابات. تحدثنا إلى زملائنا  في البنك  الدولي ، قبل يومين فقط، حول كيفية العمل في بعض المجالات التي يمكن للناس أن يتوقعوا حصول منجزات سريعة، وتقديم سريع للخدمات.

نخطط لمناقشة الأمر والاتفاق مع رئيس الوزراء وحكومته ليس فقط من حيث المبدأ ولكن بوضوح حول كيفية تنفيذ الخطط  والتي من خلالها تكون الأمم المتحدة جزءًا من هذه العملية. إذن هذه فقط بعض الأمثلة. مرة أخرى  نحن نعمل بشكل عملي، وما يساعدنا في هذه المرحلة هو دعم  المجتمع الدولي القوي كما سمعتم من الوزير هايكو ماس هنا، والعديد من الشركاء الآخرين على استعداد لمرافقة ودعم البلاد في هذا المسار الإيجابي. إذن دعونا نغتنم هذه الفرصة.

سؤال صحفي:  لقد ذكرت أن الليبيين غير راغبين في قبول وجود القوات الأجنبية في بلدهم، هل سيكون من الضروري وجود عنصر أمن دولي في ليبيا؟ هل تحتاجون إلى مثل هذا الوجود؟ هل هي مهمة من مهام القبعات الزرق؟ أو مهمة للاتحاد الأوروبي لتوفير الأمن على الأرض، أم أن الأمر متروك لليبيين ليفعلوا ذلك بأنفسهم؟

الممثل الخاص: شكراً جزيلاً على هذا السؤال. هذا السؤال مهم للغاية سيمنحني فرصة لتصحيح القليل من سوء الفهم. الأمم المتحدة لا تتحدث عن أصحاب القبعات الزرقاء. الأمم المتحدة لا تتحدث عن عملية حفظ سلام.

هذا ليس على جدول الأعمال، نحن نحترم سيادة البلاد، وهذا ليس ما تطلبه الدولة. كما أنه ليس ما يطلبه مجلس الأمن. هذا أيضاً ليس جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار. اتفاق وقف إطلاق النار سيتم تنفيذه، ويجري تنفيذه. فعلى سبيل المثال، قريبًا جدًا نتوقع افتتاح الطريق بين سرت والغرب، مصراتة. إنها مسألة أيام أو أسابيع كحد أقصى.

لأن العمل يتقدم بسرعة كبيرة. ]غير مسموع] ستكون هناك بالطبع مراقبة. المراقبة الليبية المحلية والوطنية لوقف إطلاق النار لتيسير التنفيذ الكامل - خطوة بخطوة - لاتفاق وقف إطلاق النار. سنكون برفقتهم. هذه هي فكرة مراقبة وقف إطلاق النار. لا قبعات زرقاء، ولا قوات لحفظ  السلام.

بناء على الطلب والاتفاق مع الحكومة مع سلطات الدولة سنقوم بمرافقتهم، وهذا ما يتم الآن. ولن أخوض في التفاصيل. الفريق المتقدم الذي سيتعين عليه أن يقدم أفكارًا حول كيفية عمل مراقبي وقف إطلاق النار يعمل حاليًا على الأرض. إنهم يعملون اليوم في سرت في محاولة لرؤية ليس فقط الاختصاصات أو الأهداف أو الأساليب ولكن أيضًا الدعم المطلوب لهم ليكونوا قادرين على العمل. هناك نية لتقديم تقرير مؤقت إلى الأمين العام قريباً. في النهاية سيقدم فريق المقدمة، بعد الانتهاء من عمله، توصياته. وفي النهاية سيكون على مجلس الأمن - بالتعاون والتنسيق مع السلطات الليبية - أن يقرر أفضل طريقة لمعالجة الأمر. نحن نحترم إرادة وسيادة ليبيا. هذه ليست عملية حفظ سلام، وليست مهمة للقبعات الزرقاء. شكراً جزيلاً لكم

 

سؤال صحفي: كيف تصفون دور الأطراف الفاعلة الكبرى الأخرى تركيا وروسيا والإمارات الآن؟

المبعوث الخاص: مرة أخرى، اسمحوا لي أن أعود إلى الرؤية التي جاءت من مؤتمر برلين. لقد أتت في الوقت الذي كان المجتمع الدولي فيه منقسماً. الآن المجتمع الدولي مصطف. لقد بدأ الأمر برؤية أتت بنا في النهاية إلى هذا الوضع حيث يمكنكم أن متابعة بداية من الترشيح، فانتخاب الحكومة ورئيس مجلس الرئاسة من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي، ثم رأيتم رسائل قادمة من عدد من الدول التي قد تختلف قليلاً مصالحها ومواقفها من قبل. ما يحدث الآن بات أكثر وضوحا. فالمجتمع الدولي يبعث الآن رسائل الدعم والتعهدات. مرة أخرى، هذا وضع فريد في تاريخ هذا البلد الجميل، عندما وصل قبل يومين الرئيس التونسي، رئيس دولة مجاورة، التقى بالرئيس المنفي ورئيس الوزراء الدبيبة. إنها حالة فريدة من نوعها. هذا يدل على أن الجيران مهتمون بشدة بالعمل معًا. لذا، فإن هذا التوافق هو الآن سمة من سمات نهج المجتمع الدولي، وكذلك نهج الأمم المتحدة ، وكذلك نهج مجلس الأمن.

وهناك أيضًا منظمات يسعدني أن أؤكد أننا نعمل وسنعمل بشكل أوثق معها، منظمات مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، التي تعمل بطريقة أكثر تماسكًا اليوم مع الأمم المتحدة. مرة أخرى لتنظيم وحشد الدعم للشعب وللسلطات الجديدة. لحسن الحظ، نحن في تلك المرحلة التي شهدناها قبل عام ونصف، عندما جاءت هذه الرؤية لمؤتمر برلين. شكرا لكم!

سؤال صحفي: هل سيتم إنشاء آلية جديدة لضمان نجاح العملية السلمية في ليبيا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فما هي الفترة الزمنية التي سيتم إنشاؤها فيها؟

المبعوث الخاص: شكرا على السؤال. لا أعتقد أننا بحاجة إلى أي آلية جديدة. ما نحتاجه هو دعم الشعب الليبي والسلطات الليبية الموجودة هناك في العمل وتقديم الخدمات. كل شيء، على الأقل في هذا الوقت، واضح. في العديد من المجالات التي أشرت التي تقود بالنهاية الى الانتخابات. هناك اصطفاف للمجتمع الدولي إلى جانب ليبيا.

إن مجلس الأمن واضح جدا فيما هو متوقع من ليبيا والأطراف الأخرى. هناك عملية برلين باعتبارها الإطار والمظلة، ولكنها أيضًا منصة عملية من خلال مجموعات العمل التي تحرز تقدما بطريقة عملية وملموسة للغاية في العديد من المجالات بما في ذلك مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني. دعونا لا ننسى مجال العمل المهم للغاية هذا. هناك تعاون إقليمي. الدول المجاورة تتحدث مع بعضها البعض. ذكرت تونس. لكني أعرف أيضًا، أن مصر وتونس والجزائر تجري مشاورات عن كثب. لسنا بحاجة إلى آلية. نحن بحاجة إلى العمل والدعم للعمل.

شكراً لكم!