طرابلس، 5  فبراير 2019 -  بعد مرور سبع سنوات على الثورة، لا يزال مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء ليبيا يعيشون في ظروف قاسية. ومن أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة لـ 552٫000 من الأشخاص الأكثر ضعفاً، أطلقت الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني اليوم خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019 (HRP2019)، والتي تتطلب 202 مليون دولار أمريكي من أجل مواصلة توفير الصحة والحماية والمياه والمأوى لهم.

وقامت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا السيدة ماريا ريبيرو بإطلاق الخطة مع سعادة الدكتور ميلاد الطاهر – وزير الحكم المحلي، خلال إحتفالية اليوم في العاصمة الليبية طرابلس. وشارك في الإحتفالية  كلٍ من سعادة رئيس المجلس الرئاسي السيد فايز السراج والدكتور غسان سلامة – الممثل الخاص للأمين العام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وقالت السيدة ريبيرو "لقد أثرت سنوات من عدم الاستقرار وانعدام الأمن على صحة العديد من الأطفال والنساء والرجال في ليبيا. يكافح الناس مع كل عام يمضي لكي يتحملوا آثار الأزمة التي أدت إلى زعزعة استقرار البلاد، ووضعتهم في طريق الخطر وأضرت بالاقتصاد. الآلاف من العائلات غير قادرة على تحمل تكاليف الغذاء والماء والمستلزمات المنزلية الأساسية، وتضطر إلى اتخاذ تدابير يائسة لمجرد تجاوز هذه الأوقات العصيبة".

وبحسب الخطة، هناك ما يقدّر بنحو 823 ألف شخص – بما في ذلك 248 ألف طفل – إلى المساعدة الإنسانية في ليبيا، نصفهم من الليبيين بينما ﯾﺷﮐّل النصف الآخر اﻟﻼﺟﺋون واﻟﻣﮭﺎﺟرون اﻟﻣﺗﺄﺛرون ﺑﺎﻟﺻراﻋﺎت المقيمين في ليبيا أو المارون عبر أراضيها.

كما أضافت السيدة ريبيرو "إن احترام حقوق الإنسان هو المفتاح للمضي قدمًا نحو الاستقرار في ليبيا. مع الاستقرار يمكن أن يكون هناك تنمية ذات معنى. على الرغم من أن العمل الإنساني ليس هو الحل لأزمة ليبيا، لكنه أساسي من أجل تحقيق الإستقرار في البلاد وتمهيد الطريق لإيجاد حل دائم، ولمساعدة مئات الآلاف من الناس بالعيش بكرامة واحترام ،أملاً في مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم "

في السنوات الأربع الماضية، واصلت الأمم المتحدة والشركاء تحقيق تقدم مهم من خلال زيادة وصول المساعدات الإنسانية وبناء شراكات أقوى مع المنظمات القومية والمحلية.

تلقت الأمم المتحدة والشركاء في العام الماضي ما يقرب من 81 مليون دولار أمريكي مكنتهم من توفير المساعدة لإنقاذ حياة 320 ألف شخاص من الأكثر ضعفاً بما في ذلك 187 ألف نازح داخلي.

أعلن وزير الحكم المحلي الدكتور ميلاد عبدالله الطاهر" خطة الاستجابة الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والمؤسسات الداعمة لها في هذا المشروع تعتبر من الخطط الهامة لليبيا خلال هذه المرحلة الانتقالية المستمرة، وعامل أساسي لتحقيق الاستقرار والأمان لليبيا والشعب الليبي عامة. نحن نثمن عاليا خطة الدعم التي قدمتها جميع منظمات الأمم المتحدة بدون استثناء، ونأمل بأن تكون هذه المرحلة الانتقالية قصيرة، متمنيين أن تتحقق مستهدفات الخطة بقدر المستطاع والنجاح في تقديم الاحتياجات الرئيسية في ليبيا: من تحسين لخدمات البنية التحتية، الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم ومرافق الصرف الصحي".