تقرير حقوق الإنسان حول الإصابات في صفوف المدنيين - تشرين ثاني/نوفمبر 2017

1 ديسمبر 2017

تقرير حقوق الإنسان حول الإصابات في صفوف المدنيين - تشرين ثاني/نوفمبر 2017

تونس، 1 كانون أول/ديسمبر 2017 - قامت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال الفترة الممتدة من 1 تشرين ثاني/نوفمبر إلى 30 تشرين ثاني/نوفمبر 2017 بتوثيق وقوع 16 إصابة في صفوف المدنيين -ست حالات وفاة وعشر حالات إصابات بجروح – وذلك أثناء سير الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا، وهو انخفاض عن الأشهر الماضية. وكان من بين الضحايا خمسة رجال لقوا حتفهم وخمسة جرحى، فيما أصيبت امرأة واحدة، ولقي طفل واحد مصرعه وأصيب أربعة أطفال بجروح (ثلاثة فتيان وفتاة).

وكانت غالبية الإصابات في صفوف المدنيين ناجمة عن إطلاق نار (حالتان وفاة وثمانية إصابات)، تلتها مخلفات الحرب من المتفجرات أو غيرها من المتفجرات غير المعروفة (أربعة وفيات وإصابة واحدة) والقصف (إصابة واحدة).

كما وثقت البعثة إصابات في صفوف المدنيين في بنغازي (خمس حالات وفاة وخمس حالات إصابات بجروح)، وفي الخمس (أربع إصابات بجروح)، وسرت (حالة وفاة واحدة) وورشفانة (إصابة واحدة) على النحو المفصل أدناه.

الإصابات في صفوف المدنيين

خلال الاشتباكات المسلحة في ورشفانة في الفترة ما بين 1 إلى 7 تشرين ثاني/نوفمبر بين قوات الزنتان بقيادة أسامة الجويلي ومجموعات مسلحة مقرها ورشفانة، أصيب رجل مدني بشظية خلال قصف منطقة العزيزية. 
وفي سياق الاشتباكات المسلحة بين الجيش الوطني الليبي وقوات موالية لفرج قعيم، نائب وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني يومي 10 و11 تشرين ثاني/نوفمبر، كان هناك عدد من الإصابات في صفوف المدنيين. ففي 10 تشرين ثاني/نوفمبر تعرض أطفال لإطلاق نار خلال مغادرتهم للمدرسة في منطقة السلماني، مما أسفر عن مقتل صبي يبلغ من العمر 7 سنوات وإصابة فتاة تبلغ من العمر 11 عاما بجروح. وفي حادثة أخرى في منطقة السلماني أيضا يوم 10 تشرين ثاني/نوفمبر، أصيب رجلان بجروح في تبادل لإطلاق النار.وفي 11 تشرين ثاني/نوفمبر أصيب راعي خلال تبادل إطلاق نار بمزرعة في برسيس بالقرب من بنغازي.

وفي 25 تشرين ثاني/نوفمبر، قتل صياد يبلغ من العمر 52 عاما في سرت بينما كان يحول تفكيك عبوة ناسفة مجهولة.

وأيضا في 25 تشرين ثاني/نوفمبر أسفرت اشتباكات في الخمس بين مجموعة مسلحة تابعة لمجلس الخمس العسكري والغرفة الأمنية المشتركة بمصراتة في إصابة أربعة مدنيين بجروح (امرأة وثلاثة أطفال). 

وفي 27 تشرين ثاني/نوفمبر قتل رجل خلال تبادل لإطلاق النار أثناء اشتباكات بين مجموعة مسلحة مجهولة بمنطقة قار يونس في بنغازي.

وفي الفترة ما بين 6 و23 تشرين ثاني/نوفمبر، قتل ثلاثة رجال داخل منازلهم في بنغازي، عند انفجار متفجرات مجهولة.  وفي 28 تشرين ثاني/نوفمبر أصيب رجل آخر بجروح بفعل مخلفات الحرب من المتفجرات بشارع مصراتة في بنغازي.

المرافق المدنية

أفادت التقارير انه في 7 تشرين ثاني/نوفمبر قامت مجموعات مسلحة مقرها الزنتان تحت قيادة أسامة الجويلي بسرقة معدات وأدوية من عيادة في منطقة العزيزية كانت تستخدم كمستشفى ميداني خلال القتال في ورشفانة.

وفي 13 تشرين ثاني/نوفمبر أفادت التقارير باقتحام مسلحين تابعين للجيش الوطني الليبي محطة تلفزيون "روح الوطن" في بنغازي. واستولوا على أثاث ومعدات ووثائق وأمروا بإغلاق المحطة.

وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر، أطلق مهاجمون مجهولون النار على مستشفى الجلاء في بنغازي مما دفع بالحراس المسلحين التابعين للجيش الوطني الليبي بالرد ومما أسفر عن وقوع اضرار مادية. ولا يزال الدافع وراء إطلاق النار، الذي استمر ثلاث ساعات، غير واضح.

وفي 30 تشرين ثاني/نوفمبر هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة مبنى مجاور لمستشفى مصراتة المركزي، مما أسفر عن اضرار مادية طفيفة في النوافذ والباب الخارجي لقسم الطوارئ.

إسناد المسؤولية

يُعتقد أن مجلس شورى ثوار بنغازي وحلفائه مسؤولون عن ترك الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في بنغازي قبل انسحابهم منها. ولم يكن بمقدور البعثة أن تحدد بشكل مؤكد أي أطراف النزاع تسببت بوقوع الإصابات الأخرى في صفوف المدنيين في شهر تشرين ثاني/نوفبر. 

الإصابات الأخرى

شهدت بنغازي خلال شهر تشرين ثاني/نوفمبر عدداً من الإصابات جراء إطلاق النار في ظروف غامضة حيث لم تكن هناك اشتباكات مسلحة في المنطقة المحيطة. ففي 1 تشرين ثاني/نوفمبر، أصيب صبي سوري يبلغ من العمر 15 عاماً بجروح في رجله بسبب طلقات نارية في منطقة الكويفية. بينما أصيب مواطن مصري في 5 تشرين ثاني/نوفمبر2017 برصاصة طائشة في منطقة الماجوري.

وفي 6 تشرين ثاني/نوفمبر، نقلت جثة قائد مع مجلس شورى ثوار بنغازي إلى مستشفى مصراتة. وقد ألقى القبض عليه في 31 آب/أغسطس 2017 من قبل إدارة مكافحة الجريمة المنظمة-فرع الوسط في مصراتة، والتي تشرف عليها اسميا وزارة الداخلية. وأفادت التقارير بإحالته إلى سجن الجوية قبل وفاته بوقت قصير. وخلص تقرير أولي للتشريح في 7 تشرين ثاني/نوفمبر بأنه سبب الوفاة نتيجة "فشل تنفسي". وبعد ما تم الطعن في التقرير من قبل أقربائه، أمر المدعي العام بتشريح ثان. ولا زالت أسرة الضحية ومحاميه في انتظار النتيجة. 
 
وفي 16 تشرين ثاني/نوفمبر، أصيب طالب جامعي بطلقتين ناريتين في بطنه خلال شجار مسلح في جامعة سبها. وفي اليوم نفسه، أصيبت امرأة بجروح قاتلة خلال ركوبها في سيارة أجرة في سبها، حيث تعرضت السيارة لاطلاق نار من مجهولين.

وفي 16 تشرين ثاني/نوفمبر أفادت التقارير بأن عضو في المجلس العسكري الخمس وأقربائه قاموا بإطلاق النار على سبعة أشخاص من أسرة أخرى في الخمس في انتقام واضح لمقتل أحد أقربائهم. وأفيد بأن السبعة أشخاص قتلوا في منازلهم أو مزارعهم أو في الشارع.

وفي 19 تشرين ثاني/نوفمبر اقتحمت فروع من جنزور وتاجوراء تابعة لإدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية مخيم مؤقت للمهاجرين في منطقة المايا بحسب الهدف المعلن لإلقاء القبض على مهربين وغيرهم من العناصر الإجرامية. وأفادت التقارير أن استخدام الأسلحة النارية أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في صفوف المهاجرين الذكور.

وفي 20 تشرين ثاني/نوفمبر، لقى مهاجرين اثنين على الأقل حتفهم وأصيب 13 آخرون في حادث سير بالقرب من سرت عندما فقد السائق سيطرته على السيارة التي تقل المهاجرين، ويزعم أنه إثر مطاردة من قبل الكتيبة 166 ومقرها مصراتة.

وفي 20 تشرين ثاني/نوفمبر عثر على جثة صبي يبلغ من العمر 9 أعوام بشارع الزيت في بنغازي. وكان مكمم الفم ومعصوب العينين ويبدو أنه توفي نتيجة الاختناق. وقد اختطف قبل ذلك بأربعة أيام على أيدي مجهولين طالبوا بفدية من أسرة الضحية.

ملاحظة

تقتصر أعداد الضحايا المدنيين المذكورة أعلاه على الأشخاص الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة في سياق أعمال القتال والذين لم يشاركوا فيها بشكل مباشر. ولا تتضمن هذه الأعداد الضحايا الذين سقطوا كنتيجة غير مباشرة للقتال، على سبيل المثال حالات الإعدام بعد الأسر أو التعذيب أو الاختطاف أو الضحايا الذين سقطوا نتيجة للتبعات غير المباشرة للقتال. وتستند هذه الأعداد إلى معلومات قامت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بجمعها والتحقق منها عبر نطاق واسع من المصادر في ليبيا، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمسؤولين الحاليين والسابقين وموظفي الحكم المحلي وقيادات وأعضاء المجتمعات المحلية والشهود والمتأثرين بشكل مباشر إلى جانب التقارير الإعلامية. ولكي تتمكن البعثة من تقييم مصداقية المعلومات التي يتم جمعها، تقوم البعثة كلما أمكن بمراجعة المعلومات الموثقة، بما في ذلك السجلات الطبية وتقارير الطب الشرعي والأدلة الفوتوغرافية.

وتمثل هذه الأرقام فقط ما تمكنت البعثة من توثيقه خلال الفترة التي يشملها التقرير. ومن المحتمل ألا تكون نهائية وأن تتغير مع ظهور معلومات جديدة عن حوادث نتج عنها وقوع إصابات في صفوف المدنيين أثناء هذه الفترة. وبالمثل، وفيما تحاول البعثة بشكل منهجي أن تضمن أن الحالات التي توثقها تقوم على أساس معلومات ذات مصداقية، سيكون من المطلوب إجراء المزيد من التحقق للوصول إلى مستوى أعلى للإثبات. ولم تتمكن البعثة من إجراء زيارات مباشرة للمواقع في ليبيا للحصول على المعلومات بسبب الوضع الأمني والخوف من الأعمال الانتقامية ضد مصادر المعلومات تزيد من عرقلة عملية جمع المعلومات.

وبينما لا تعتبر جميع الأعمال التي تؤدي إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين خرقاً للقانون الإنساني الدولي، تذكر البعثة كافة أطراف الصراع بأنهم ملزمون باستهداف الأهداف العسكرية فحسب. إذ أن الهجمات المباشرة على المدنيين وكذلك الهجمات العشوائية – التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين – محظورة. كما أن الهجمات التي يتوقع منها أن تتسبب في خسارة عرضية للأرواح بين المدنيين وإصابتهم والإضرار بالأهداف المدنية بما يتجاوز المكاسب العسكرية المتوقعة الملموسة والمباشرة أيضاً محظورة. وتعتبر هذه الهجمات بمثابة جرائم حرب يمكن محاكمتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ولضمان حماية أكبر للمدنيين والبنية التحتية الأساسية، يجب على جميع الأطراف المشاركة في القتال في ليبيا أن تتوقف عن استخدام مدافع الهاون وغيرها من الأسلحة غير المباشرة والغارات الجوية غير الدقيقة على المناطق المأهولة بالمدنيين، وألا يتم وضع المقاتلين أو الأهداف العسكرية الأخرى في المناطق المأهولة بالسكان. كما يجب أن تتوقف عمليات إعدام الأسرى ويجب معاملة الأسرى، بما في ذلك المقاتلين، بصورة إنسانية في جميع الظروف. كما يعتبر قتل أو تعذيب الأسرى جريمة حرب كذلك، بغض النظر عن التهمة التي قد توجه للأسير.