خطاب الأمين العام في ليبيا، طرابلس ،11 تشرين أول/أكتوبر 2014

12 أكتوبر 2014

خطاب الأمين العام في ليبيا، طرابلس ،11 تشرين أول/أكتوبر 2014

(ترجمة غير رسمية)

يشرفني جدا زيارتي ليبيا وهي الثانية بعد الثورة ويشرفني أن أكون هنا مرة أخرى.

ويسرني أن يكون برفقتي في هذه الزيارة سعادة السيدة فيديريكا موغيريني، وزيرة الخارجية الإيطالية، والممثل السامي المعين للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية. إن حضورها جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أربعة من المبعوثين الدوليين من المملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا ومالطا، إنما هو مثال على الالتزام القوي من المجتمع الدولي لدعم ليبيا. كما تلقينا دعما قويا جداً من المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية، السيد ناصر القدوة. كما نحن ممتنون لإسبانيا والولايات المتحدة لهذا الزخم الناجم عن اجتماعات رفيعة المستوى والتي قامتا باستضافتها.

لقد أطلق الليبييون ثورتهم لأنهم يريدون الحرية والديمقراطية. أنهم يريدون الازدهار والثروة. لديهم بلاد غنية ومباركة، ويريدون، مثل جميع الشعوب في العالم، الاستمتاع بثرواتهم في دولة تحترمهم، وتحميهم، وتجمعهم.

ولهذا السبب قامت الثورة التي نالت إعجاب العالم بأسره.

ولكن اسمحوا لي أن أقول بكل وضوح: إذا لم تتوقف المواجهات العنيفة فوراً وإذا لم يتم استعادة السلام المستدام فلن يكون الرخاء ممكناً.

السيدات والسادة،

اتفق معظم الليبيين أن السبيل الوحيد أمامنا لهذا البلد هو العملية السياسية.
وهذا هو السبب في أن الأمم المتحدة وفريق ممثلي الخاص في ليبيا السيد برناردينو ليون يقومون بمساعدة الليبيين لتحقيق هذا الهدف وبمساعدة ودعم العديد من المبعوثين الخاصين والشركاء. وفي هذا الصدد، جئت إلى ليبيا لنقل رسالة أمل.

في 29 أيلول/سبتمبر، نظمت الأمم المتحدة اجتماعا للبرلمانيين من مجلس النواب في غدامس. وقد شكل هذا خطوة أولى شجاعة سوف نبني عليها. وأنا هنا لدعم هذه العملية التي بدأت في غدامس. وهذا الحوار ينبغي أن يكون شاملا وممثلا لكل الليبيين.

لا يوجد بديل للحوار. أنا مقتنع بأن جميع المشاكل في ليبيا يمكن أن تحل عن طريق الحوار. ومع ذلك، نحن نتفهم أن الطريق سيكون طويلا وصعبا. لطالما كان بناء السلام هكذا. سوف يتعين على جميع الأطراف اتخاذ قرارات وخيارات صعبة. وهذا لن يكون سهلاً. وأود أن أشيد بشجاعتكم لقبول المشاركة، والقيادة في هذه العملية. وأشعر بمزيد من الإطمئنان وخاصة بالقيادة القوية التي أبداها السيد شعيب والسيد باشاغا.

إن الغرض من هذا الحوار في المقام الأول، هو وضع حد لأزمة المؤسسات. لا تستطيع البلاد أن تكون منقسمة سياسيا لفترة طويلة، فليبيا تحتاج إلى برلمان واحد يمثل كل الليبيين. إن الأمم المتحدة تقر وتؤيد شرعية النواب المنتخبين وتطالب الجميع باحترام ذلك. ولكن الشرعية تكون على مبدأ اشراك الجميع. ويستتبع هذا المبدأ النظام الداخلي استناداً على توافق الآراء بشأن القرارات الأكثر أهمية، كما هو الحال في أي برلمان في أي ديمقراطية في العالم، وعلى مجلس النواب أن يشعر جميع الليبيين بأنهم ممثلون.

وليبيا بحاجة أيضا إلى حكومة قوية قادرة على تنفيذ القرارات. حكومة وحدة وطنية قوية، لديها الدعم السياسي الكامل والمساندة الشعبية. إن وجود برلمان قوي وحكومة قوية يمكنهما أن يعولا على دعم المجتمع الدولي.

ولكن من أجل أن يتماسك أي اختراق سياسي، يجب أن يتوقف القتال، ثم الجلوس معا لمعالجة الأسباب من جذورها . يكفي قتل وتشريد للسكان وتدمير للممتلكات. إنني أدعوكم، أيها البرلمانييون، وأيضا الشعب الليبي، إلى بذل جميع الجهود اللازمة لضمان أن تكون الدعوة التي أطلقت في غدامس لوقف إطلاق النار فعالة. ونحن نعلم أنه لا تتوفر لديكم سلطة مباشرة على الجماعات المسلحة، ولكن تعزيز مؤسساتكم السياسية سوف يعزز سلطتكم المعنوية وسوف تكسبون دعما قويا من المجتمع الدولي.

وكان القرار في غدامس هو بدء عملية موازية تتناول جميع المسائل الأمنية. كلتا العمليتين بحاجة إلى أن تكون متصلة، وينبغي أن تعالج جميع القضايا العالقة في البلد، بما في ذلك الأمن، الذي يشكل إحدى الأولويات التي بدونها لا يمكن أن تكون هناك تنمية أو عملية سياسية أو احترام لحقوق الإنسان. ومن الضروري أن تدعم جميع شرائح المجتمع الليبي هذا الحوار.

وللمجتمع الدولي، نود أن نشدد أن على جميع البلدان دعم هذه العملية السياسية. لن يساعد أي تدخل عسكري في حل المشاكل العالقة في ليبيا.

وللقوات على الأرض، أود أن أقول أن القتال يجب أن يتوقف. إن المجتمع الدولي لا يمكن أن يتسامح مع استمرار سفك الدماء الليبية كما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 2174. كما لا يمكنه أن يتسامح مع تشريد مئات الآلاف من الليبيين بسبب القتال في مناطق مختلفة.

والإيطاليين والمالطيين يعرفون جيدا المأساة التي يشهدها البحر الأبيض المتوسط حيث الناس، بسبب النزاعات وانعدام الفرص تسعى في محاولة يائسة لعبوره نحو مستقبل أفضل لأنفسهم وعائلاتهم في أوروبا.

هذا هو السبب في أنه من الضروري التوصل إلى وقف إطلاق للنار فعال باعتباره مسألة ذات أولوية.

نطلب من جميع الفئات وقف القتال. فعلى الهجمات من قبل الجنرال حفتر وقواته أن تتوقف وكذلك الأمر بالنسبة للأعمال التي يقوم بها أنصار الشريعة وجماعات أخرى.

وكذلك الأمر بالنسبة للقتال في الغرب، حيث آمل أنه على الرغم من التوترات الأخيرة يمكن حل المشاكل من خلال الحوار. على الجميع احترام وتعزيز وقف إطلاق النار. كما تطالب الأمم المتحدة أيضا وبشدة انسحاب جميع المجموعات العسكرية والمسلحة من جميع المدن الليبية، ومن المطارات والمباني الرسمية، من أجل تمهيد الطريق للهيئات الشرعية من العمل وتلبية احتياجات الشعب الليبي.

ونحن في الأمم المتحدة يمكن أن نقدم دعمنا نحو تحقيق وقف فعال لإطلاق النار من من خلال تجربتنا السياسية وخبرائنا. كما نقر أيضا بأن انتشار الأسلحة في ليبيا يمثل مشكلة لها آثار سلبية جداً على أرض الواقع، ونحن بحاجة أيضا إلى معالجتها معا كمسألة ذات أولوية. كما أن تهديد انتشار الإرهاب يشكل مبعث قلق لليبيا والمجتمع الدولي على حد سواء.
اليوم، لا يزال يمكنكم العمل معا ضد الفوضى. كما وقد كررت في مناسبات أخرى، يمكنكم استخدام العمل العسكري لقتل الإرهابيين، ولكن الحكم الرشيد والحوار السياسي الجامع والتنمية يدحر الإرهاب.

وفي محاولة للتخفيف من معاناة السكان المتأثرين بالصراع، فإن الأمم المتحدة، من خلال وكالاتها والبرامج والصناديق، قد حددت الأولويات للاستجابة الفورية وتقوم بتقديم المساعدة للمحتاجين.

إن الفرضية الأساسية للحوار الذي شرعتم فيه أن يكون بقيادة ليبية. لن تفرض عليكم الأمم المتحدة أي حل. ومع ذلك، يمكنك أن تطمئنوا إلى أن الأمم المتحدة ستقدم أي مساعدة ضرورية لدعمكم، من خلال جهود ممثلي الخاص لحل جميع مشاكلكم، والاختلاف في وجهات النظر حول مائدة التفاوض سلميا.

لم يكن تعييني للسيد ليون تعييناً مباشراً. قمت بإستشارة الأطراف. والمجتمع الدولي يوليه الثقة الكاملة. وهو يمثلني في أقواله وأفعاله.

كما أنا متأكد من أن هذا هو نفس الدعم سوف تجدونه في مبادرات دول الجوار مثل الذي اقترحته الجزائر.

لقد وافقتم أن تجتمعوا هنا اليوم لأنكم ليبيون وطنيون وترغبون في الأفضل لبلادكم.

واسمحوا لي أن اختتم كلمتي بالتأكيد مرة أخرى على أن الأمم المتحدة ستكون دائماً بجانبكم. دعونا نعمل معا بشكل وثيق جدا. تتجاوزوا وجهات نظركم لصالح بلادكم.

شكرا