رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا في اليوم العالمي للمرأة 2013

7 مارس 2013

رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا في اليوم العالمي للمرأة 2013

قبل ثلاثة أسابيع فقط، أحيت ليبيا الذكرى الثانية لثورتها، ثورة قدم فيها شعب هذا البلد تضحيات هائلة لتحقيقها. هذا الانجاز لم يكن ممكناً بدون نضال الليبيين نساء ورجالاً معاً، جنباً إلى جنب، لانتزاع حريتهم بعد عقود من الطغيان.

واليوم ونحن نحتفل معا بالمرأة في يومها العالمي ، يجب ألا ننسى حقيقة جلية وهي أن المرأة الليبية لعبت دوراً هاماً في إشعال هذه الثورة وساهمت فيها حتى تحقق النصر. فنحن نذكر جميعا المظاهرات التي اطلقتها نساء ليبيا في مدينة بنغازي قبل عامين والتي سرعان ما اجتاحت البلاد وأدت في نهاية المطاف إلى سقوط النظام .

نتذكر جيدا الشجاعة التي تحلت بها المرأة الليبية سواء كان ذلك في مشاركتها في الاحتجاجات، أو في جبهات القتال أو عند الخطوط الأمامية في شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تكن تقل أهمية عن النضال في ساحات المعارك. إنها الأم التي قامت بالدعاء لأولادها من الثوار قبل الذهاب للقتال، و الأخت و الابنة والزوجة التي شاركت في إسعاف الجرحى و بكت على فقدان اقرباء وأصدقاء وأحبة. الكثيرات منكن قدمن المأوى والغذاء للثوار رغم المخاطر الكبيرة التي ترتبت علي عمل كانت عقوبته الموت المحتم.

والكثير الكثير من نساء ليبيا ضحين بأرواحهن أو تعرضت كرامتهن للانتهاك. لقد ساهمت كل امرأة ليبية في صنع هذه الثورة وكل امرأة وفتاة تستحق منا جميعا كل التحية والامتنان والاحترام والاجلال.

إن شجاعة المرأة الليبية اليوم منذ نهاية الدكتاتورية وحتي يومنا هذا من خلال العمل دون كلل وبدافع حازم لتعزيز قضايا المرأة والوطن لا تقل اهمية عن شجاعة نساء ليبيا إبان الثورة .

لقد أثبتت المرأة الليبية التزامها ببناء ليبيا الجديدة وما فتئت تكافح بثبات على المستوى الفردي أو على مستوى جمعيات المجتمع المدني في سبيل بناء ليبيا الجديدة و لتعزيز الإنجازات والمكاسب التي تحققت من أجل أن تنعم عائلاتها وأطفالها بمستقبل أفضل. وان مثل هذا الدور الذي تلعبه المرأة الليبية لشديد الاهمية للبلاد خلال عملية انتقالها إلى شاطئ السلام والازدهار.

فمشاركة المرأة الليبية في أول انتخابات حرة شهدتها البلاد منذ أكثر من أربعة عقود هي خير دليل على التزامها بالاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في بناء الوطن. لقد اصطفت النساء بأعداد غفيرة و بحماس مثلهن مثل الرجال أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهن بفخر واعتزاز. و منهن من ترشحت ومنهن من انتُخبت للمؤتمر الوطني العام. وفي الحكومة حالياً، هناك وزيرتان. ومؤخراً قامت عضوات المؤتمر الوطني بتشكيل تجمع خاص يعنى بأمور المرأة ويسعى لتحقيق أهدافها.

وللمرأة دورها الأصيل خلال هذه الحقبة المهمة في تاريخ ليبيا والتي يتم فيها الإعداد لانتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور وتليها عملية صياغة دستور البلاد والاستفتاء عليه.

إن الدستور علامة فارقة في التحول الديمقراطي في ليبيا وانتقال البلاد إلى الاستقرار والازدهار. فالتمثيل المؤثر للمرأة ومشاركتها في عمل مؤسسات الدولة، وفي جميع جوانب انتخابات هيئة صياغة الدستور وفي عملية صنع الدستور يسهم إسهاماً كبيراً في بناء ليبيا الجديدة.

هذه هي فرصتكِ لجعل صوتكِ مسموعاً وإعلان موقفكِ، لا سيما بشأن القضايا المتعلقة بالمرأة وحقوقها ولكن ايضا بشأن كل القضايا المتعلقة بالوطن ومستقبله.

وسوف تستمر الأمم المتحدة في ليبيا في العمل الدؤوب مع أصدقاءنا الليبيين لمساندتهم في عملية التحول الديمقراطي وما تقتضيه هذه العملية من دعم لتمكين ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، بما يعزز الديمقراطية ويساهم في التنمية وبناء الدولة علي أسس صلبة ومتينة.

ومن صميم اولويات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعزيز حقوق المرأة. وستستمر في سعيها من أجل تسهيل وضع الآليات المناسبة لتكريس احتياجات وطموحات المرأة ومعالجة التحديات التي تواجهها. وتشمل القضايا الرئيسية مشاركة المرأة في الانتخابات، مرشحات وناخبات، وفي العملية الدستورية؛ وكذلك مشاركة المرأة في مساري العدالة الانتقالية والمصالحة، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالأشخاص المفقودين وتعزيز القدرات الوطنية والمجتمع المدني لحماية حقوق المرأة والتحقيق في الانتهاكات. كما تعمل البعثة بشكل وثيق مع فريق الأمم المتحدة في ليبيا لضمان مشاركة المرأة في الأنشطة الإنمائية.

إن اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة ليس فقط للتذكير بحقوق المرأة ولكنه أيضاً فرصتكِ أيتها المرأة الليبية للتعبير عن طموحاتك السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يتسنى لك المساهمة في إعادة بناء وطنك وفرصتك أيها الرجل الليبي لتساهم في تحقيق مستقبل افضل تتبوأ فيه المرأة الليبية المكانة التي تليق بها كشريكةٍ فاعلةٍ في الحياة الوطنية.