شباب من غرب وجنوب ليبيا يناقشون سبل الحد من خطاب الكراهية والطريق إلى الانتخابات
طرابلس - 3 ديسمبر - شارك 28 شاب وشابة من غرب وجنوب ليبيا مفاهيم خطاب الكراهية وسبل الحد منه والتحديات التي تواجه العملية السياسية بين الشباب الليبي على مدى يومين طرابلس. وتأتي هذه الورشة في إطار برنامج بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا #الشباب_يشارك.
قام المشاركون والمشاركات بمناقشة القضايا الملحة المتعلقة بخطاب الكراهية والعقبات التي تواجه العملية السياسية، بتسيير من مسؤولي البثعة وابتكار حلول خلاقة لمعالجة هذه القضايا. من خلال العمل الجماعي، طورت مجموعات الشباب المشاركة حملات إعلامية اجتماعية مقنعة تهدف إلى الحد من خطاب الكراهية ووضعوا توصيات هامة لدعم الجهود نحو الانتخابات الديمقراطية.
وخلال اليوم الأول، عند مناقشة كيفية الحد من انتشار خطاب الكراهية عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام، اتفق المشاركون والمشاركات على أن الاستقطاب والانقسامات في جميع أنحاء ليبيا أدت إلى انقسامات مجتمعية، بعضها قد يؤدي إلى العنف عبر الإنترنت، والتي تؤثر على جميع المكونات الاجتماعية.
قال أحد المشاركين: "لا توجد ضوابط منظمة عند الحديث عن العملية السياسية"، مضيفًا "لا تزال الثقافة السياسية جديدة نسبيًا، وهذا يعني أننا لا نملك الأدوات المناسبة للانخراط في الخطاب السياسي. وهذا يترك فراغًا ومساحة ليسود فيها خطاب الكراهية".
واقترحت مجموعات عمل الشباب حملات توعية تستهدف الشباب في أرجاء ليبيا حول ماهية خطاب الكراهية وكيفية الإبلاغ عنه، فضلاً عن العمل مع المؤسسات السياسية والأمنية، بما في ذلك التشكيلات المسلحة، لتحويل لغتهم بعيدًا عن خطاب الكراهية وتجنب تأجيج النزاع. واقترحوا أيضًا تحسين القوانين، وتثقيف تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، فضلاً عن وضع مدونة سلوك لوسائل الإعلام، وتقديم المزيد من الدعم لمنظمات المجتمع المدني. كما سلطوا الضوء على أهمية العمل في المجتمعات لتثقيف الناس حول خطاب الكراهية.
وقالت إحدى المشاركات: "إن غالبية خطاب الكراهية موجه أساسًا نحو النساء"، مضيفةً "هناك نقص في الوعي بحقوق المرأة ويعد ذلك أحد الأسباب الأساسية التي تحفز خطاب الكراهية؛ ومن الواجب تقديم الدعم لضحايا خطاب الكراهية".
في اليوم الثاني، واصل المشاركون والمشاركات النقاش في مجموعات عمل، العقبات التي تحول دون إنهاء الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، وسعي البلاد قدمًا نحو الانتخابات الوطنية. وقدموا توصياتهم للتغلب على هذه العقبات من منظور الشباب، بالتركيز على أربع مجالات رئيسة شملت: التحديات السياسية، وتحدي العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، والتحدي الأمني، وكذلك التحديات الاقتصادية. كما حددوا الدور المحتمل للشباب في التغلب على هذه التحديات؛ إذ اتفقوا على أن الشباب لهم دور حيوي في المساهمة في دفع البلاد نحو الانتخابات، مسلطين الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي والفهم العام للقوانين الانتخابية والدستور والثقافة الديمقراطية. مشيرين إلى انعدام الثقة بين الجهات السياسية، موضحين أن القوة العسكرية والمال كانتا غالبًا من الدوافع الرئيسة للصراع في البلاد. كما أثار المشاركون والمشاركات التحديات التي تواجه المكونات الثقافية والنازحين داخليًا الذين يواجهون عقبات إضافية في إيصال أصواتهم.
وفي آخر أنشطة اليوم الثاني، عملت فرق العمل المصغرة على تطوير حملات إعلامية لتشجيع مشاركة الشباب في الانتخابات البلدية المقبلة.
قال أحد المشاركين: "يجب أن نعرف جميعًا حقوقنا وتفاصيل الجوانب القانونية ذات الصلة"، مضيفًا أن الطريقة الوحيدة لإيجاد حل للصراع هي عبر إشراك جميع الأطراف في حوار حقيقي حتى تعمل المجتمعات معًا لإعادة بناء البلاد.
وكانت ورشة العمل هذه جزءاً من سلسلة من ورش العمل التي تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في إطار برنامجها "الشباب يشارك"، والذي يهدف إلى إشراك 1000 شابة وشاب من جميع أنحاء ليبيا في مواضيع مختلفة. والهدف هو جمع أفكار المشاركات والمشاركين وتوصياتهم لإثراء عمل البعثة مع الشباب في جميع أرجاء ليبيا وإيصال أصوات أولئك الذين يتم في العادة استبعادهم لمن يجب أن يسمعها.