فرق الكشافة الليبية في قلب الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الألغام

previous next
10 أبريل 2013

فرق الكشافة الليبية في قلب الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الألغام

أحد "فتيان" الكشافة رفع لافتة تقول "أليس من حقي أن أعيش كبقية الأطفال؟" مع رسم كاريكاتوري يصور صبيا مبتور الساق يراقب أطفالا يلعبون الكرة، ثم انضم إلى بضع مئات من رفاقه، العديد منهم يحمل لافتات مماثلة للتوعية بمخاطر الألغام، وانطلقوا في مسيرة في أحد شوارع طرابلس يتقدمهم العلم الليبي على أنغام فرقة الموسيقى الكشفية

الخميس الرابع من نيسان/أبريل كان اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، وقد تم الاحتفال بالمناسبة في ليبيا من قبل الكشافة، صبيان وفتيات، ومعرض للرسوم وخطب رسمية. كان يوما استطاع الأطفال فيه لفت الانتباه بان جهودهم يمكن أن يكون لها تأثير.

ولم يثني الطقس الحار على غير العادة في ذلك اليوم الربيعي الكشافة الذين كانوا مصممين على مواصلة حملتهم للتوعية بخطر الألغام وغيرها من ذخائر الحرب غير المنفجرة وأنها يمكن أن تحدث فرقا.

وقال محمود سالم دنقير، 15 عاما من كشافة طرابلس، "من واجب كل كشاف المشاركة في الحملة".

وأضاف مهند الترهوني، 15 عاما أيضا، "في كل يوم دولي نعمل ونطلق حملة توعية، سواء كانت عن الألغام أو حقوق الإنسان أو عن الإيدز، ونخرج ونحمل اللافتات ونسلط الضوء على المعلومات حتى نلفت انتباه وسائل الإعلام وحتى يرى الناس الحملة ويستوعبوها".

وتابعت المسيرة سيرها في وسط المدينة بجانب البحر مسافة كيلومترين إلى فندق حيث ألقيت الخطابات الرسمية. وفي الطريق أطل بعض سكان طرابلس من النوافذ يلتقطون الصور، وتوقف أصحاب السيارات للسماح للمسيرة بالمرور حيث لوح أو ابتسم البعض فيما أطلق الآخرون أبواق سياراتهم تضامنا مع المسيرة. حتى بعض الثوار من اللجنة الأمنية العليا وقفوا في ملابسهم العسكرية خارج إحدى نقاط تمركزهم وهم يراقبون الأطفال.

كما شاركت مجموعة من فتيات المدارس في المسيرة، وبحسب واحدة منهن فقد تمت دعوتهن لأن فريق مدرستهن لكرة القدم فاز بالمسابقة في طرابلس.

وفي قاعة الاحتفال في الفندق تحدث وزير التربية والتعليم، علي العبيدي، أمام نحو 200 من الحضور حول تهديد الألغام والذخائر غير المنفجرة من مخلفات الحرب.

وقال "الألغام تقتل الجميع بلا شفقة ولا رحمة"، مشيرا إلى الإحصائيات التي توضح أن زرع اللغم الواحد يكلف دولارا بينما إزالته تكلف 1000 دولار. وأضاف "لا بد من قيام مجهود فاعل ، إن ليبيا تتطلع إلى كل الأطراف من منظمات دولية وإنسانية للتخلص من هذه الآفة القاتلة".

وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دروتها الستين عام 2005 يوم الرابع من نيسان/أبريل اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في إزالة الألغام.

وفي رسالته بالمناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يمثل القضاء على التهديد مسعى هاما للغاية يدفع بالسلام قدما ويفسح المجال للتنمية ويدعم الدول التي تمر بمرحلة انتقالية وينقذ الأرواح.

وقد تم الاحتفال بهذه المناسبة في طرابلس هذا العام بالتعاون بين وزارة التعليم ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية.

من ناحيته أشار مدير اليونيسف في ليبيا، كارل دي روي، متحدثا بالنيابة عن فريق الأمم المتحدة لإزالة الألغام في ليبيا، بالجهود المقدرة التي بذلت في ليبيا منذ نيسان/أبريل 2011 لتحديد وإزالة والقضاء على الذخائر المنفجرة من مخلفات الحرب بعد النزاع الذي دار في ليبيا بتنسيق من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبر برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام.

وقال إن اليونيسف تيسر الأنشطة التوعوية بمخاطر الألغام ومنذ نيسان/أبريل 2011 تم الوصول إلى 185.000 مستفيد عبر التوعية بالمخاطر، غالبيتهم من الأطفال. وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وعبر برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام، دعمت التخطيط التشغيلي والإزالة والقضاء على نحو 165.000 من الذخائر المنفجرة من مخلفات الحرب كما قامت بعملية المراقبة وتقديم المشورة بشأن عدد الألغام والتخزين الآمن ومراقبة الأسلحة والذخيرة وإدارة الأسلحة.

كما أشار إلى أنه ومنذ كانون أول/ديسمبر 2012، لم ترد تقارير عن وقوع ضحايا نتيجة الذخائر المنفجرة من مخلفات الحرب وهذا يعني نجاح جهود التوعية للحد من تلك المخاطر.

ولكنه أضاف "على الرغم من هذا التقدم الملموس والمثير للإعجاب، فإن الذخائر المنفجرة من مخلفات الحرب، الذخيرة غير المؤمنة، انتشار الأسلحة والاستخدام الخطير للألعاب النارية ما زال يمثل تهديدا خطيرا على الشعب الليبي وخاصة الأطفال".

ودعا دي روي إلى ضرورة مواصلة التعاون حول الموضوع للتخفيف من التهديدات.

كما ناشد حكومة ليبيا على مواصلة تعزيز سيطرة الدولة وتشجيع السلطات على دراسة المصادقة والانضمام والالتزام بالآليات الدولية بما في ذلك اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، البروتوكول الرابع من مخلفات الحرب من المتفجرات لاتفاقية حظر أو تقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واتفاقية الذخائر العنقودية.

وفي بيان صحفي أفادت اليونيسف أنها تعمل مع المنظمة الدولية للمعوقين لتطوير قدرات الموظفين من زارة التعليم والمعلمين لإدراج برنامج تعليمي حول مخاطر الألغام يشمل معلومات عن الأسلحة الصغيرة والخفيفة.

وقالت سارة ريافيتش، مديرة برنامج الأسلحة الصغيرة والخفيفة في المنظمة الدولية للمعوقين، "هدفنا هو أن يفهم الأطفال الخطر الذي تمثله هذه الأشياء ونحن نعلم أن المنشورات والملصقات هي وسائل ذات فاعلية في تغيير سلوكيات الأطفال".