مقتطفات من المؤتمر الصحفي للممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، ليون، في برلين. 10 يونيو 2015

11 يونيو 2015

مقتطفات من المؤتمر الصحفي للممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، ليون، في برلين. 10 يونيو 2015

هذا جهد جماعي. فإذا تواجدنا هنا اليوم وإذا أحرزنا بعض التقدم فالفضل يعود لدعم المجتمع الدولي. وأود أن أشدد اليوم على الدور الحاسم الذي تؤديه ألمانيا.


ثمة نوعان من الديناميات كبيرة الأهمية تبدأ هنا اليوم والتي لم تكن متوفرة في العملية من قبل، والتي ترجع من دون شك إلى العمل الفعال للغاية الذي يقوم به الوزير شتاينماير وفريقه.

الديناميكية الأولى هي أن الليبيين يعملون معاً، يتناقشون ويتفاعلون مع بعضهم البعض. ولم يكن ذلك ممكناً من قبل ... فالنقاش الذي نجريه اليوم يعد المرة الأولى التي تتاح فيها الفرصة للمشاركين في المجموعات السياسية لتبادل وجهات النظر بشكل مباشر.

والثانية هي أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن يرسلون رسالة قوية جداً إلى ليبيا، رسالة وحدة، رسالة دعم للعملية السياسية ورسالة لأولئك الذين لا يريدون العمل من أجل حل سياسي والذين لا يريد المجتمع الدولي أن يعرقلوا هذه العملية. فهذه المنطقة كانت ولا تزال تعاني ولمدة أربع سنوات من النزاع حيث نرى الوضع في سوريا والعراق واليمن. ومن المشجع جداً أن نرى هنا في ألمانيا اليوم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن معاً. وذلك من شأنه أن يبعث الكثير من الأمل ليس في الحالة الليبية فحسب، بل أيضاً في المنطقة عموماً وفي المجتمع الدولي.

لقد حان الوقت لإبرام اتفاق. بإمكاننا مواصلة العمل لشهور وربما لسنوات من أجل التوصل إلى اتفاق مثالي. غير أنه ليس هناك متسع من الوقت أمام ليبيا. حيث أنه ليس من المناسب لشعب ليبيا أن يستمر الوضع الحالي من كوارث إنسانية وندرة الموارد وهناك الأشخاص النازحين في بلدهم. إذن رسالتهم واضحة جداً.

غير أن هناك تهديدات أكبر من الكارثة الإنسانية. وذلك، بطبيعة الحال، عنصر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. لكن التهديد الأمني الذي تشكله سيطرة داعش الفعلية على مدينة في وسط ليبيا والتي قد تكون استراتيجيتها ربما تقسيم ليبيا من خلال السيطرة على مدينة سرت الواقعة وسط البلاد، وهي مدينة قريبة من منشآت النفط الرئيسية في البلاد وتمثل بعضاً من أهم نقاط تقاطع طرق الاتصالات في البلاد.

وذلك يشكل تهديداً ليس لليبيا فحسب، بل هو أيضاً تهديد للمجتمع الدولي.

ومما لا يقل أهمية عن ذلك هو الوضع المالي والاقتصادي. فالمصدر الاقتصادي الرئيسي في البلاد هو النفط. فليبيا حالياً غير منتجة للنفط، ولم يعد بإمكان البنك المركزي الحفاظ على العملة بعد الآن. فالعجز كبير وهناك العديد من موظفي الخدمة المدنية لم يتسملوا مرتباتهم ... وقريباً لن تتمكن الدولة من مواصلة أنشطتها.

إذن ليس أمام ليبيا المزيد من الوقت ... وأقول لجميع أولئك الذين يستمعون إلينا من ليبيا أنه من المهم جداً فهم ذلك وترجمته إلى عمل ملموس. نقول بشكل شديد الوضوح أنه يكفينا ما جرى وحان الوقت لإبرام الاتفاق.

نحن لدينا الآن مسودة. وهذه المسودة تقدم حلا لمعظم التحديات التي واجهناها والتي سنواجهها خلال الأشهر القادمة. فمبادئ اشراك الجميع والتوازن والتوافق موجودة فيها في كل خطوة، وفي كل مؤسسة إضافة إلى المبدأ الذي بموجبه لن يكون بمقدور أي جهة وأي طرف فرض آرائه على الآخر.

ولدينا إشارات مشجعة جداً من الليبيين المشاركين في الحوار. التحدي لا يكمن فقط في موافقتهم على هذه المسودة، بل في موافقتهم عليها قريباً، قبل بدء شهر رمضان أو في بدايته إن أمكن.

لقد تلقينا العديد من الرسائل من العديد من الليبيين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فالليبيون نشطون للغاية في وسائل التواصل الاجتماعي – وهذه إشارة مطمئنة على مدى حرصهم على العيش في أجواء من الديمقراطية والحرية – وهذا ينطبق على جميع الأطراف والجهات والمدن. هناك مطالبة قوية للغاية "نريد أن نحتفل برمضان في سلام" – فهذا هو التحدي الذي نواجهه في هذا الوقت، وهذا ما نحاول القيام به.
أعتقد أن اليوم ألمانيا، من خلال وقوفها مع الأمم المتحدة، تساعد بشكل فعّال على اتخاذ هذه الخطوة المهمة للغاية. والآن الأمر في أيدي الأطراف الليبية والشعب الليبي لإعطاء إشارة واضحة بأن تصبح هذه المسودة مسودة نهائية.

في معرض إجابته على أسئلة:

المعلومات الموجودة لدينا، وهي معلومات تلقيناها من خلال الممثلين الرسميين لمجلس النواب المشاركين [في الحوار] أن الموقف الرسمي للبرلمان يتمثل في أنهم سينتظرون لحين عودة مندوبيهم وبعدها سيقومون بعملية تقييم المقترح في جلسات خاصة خلال الأيام القادمة. أعتقد أن النائب الأول لرئيس مجلس النواب كان واضحاً للغاية عندما قال أن المعلومات التي تم نشرها البارحة لا تعكس الموقف الرسمي للبرلمان.

كلنا نعلم أن هناك أشخاص لا يريدون دعم هذا المقترح. فالمتشددون موجودون في كلا الجانبيْن وليس في جانب واحد فقط. والمهم هو أن يبقى الباب مفتوحاً وأن يكون المعتدلون أقوياء جداً، وأعتقد أنهم بدوءا يصبحون أغلبية في كلا الجانبيْن. لذا، نحن نأمل أن يكون القرار النهائي لمجلس النواب، وكذلك القرار النهائي لممثلي المؤسسات الأخرى المشاركة في الحوار الليبي، قراراً إيجابياً في نهاية المطاف وأن يكون بالإمكان الاتفاق على هذه المقترح الأسبوع القادم.

ومن البديهي القول أن هذا لن يكون بالأمر السهل في ظل الأحداث الدائرة في ليبيا. لذلك أعتقد أن التوقعات مهمة للغاية. وأن تكون كل كلمة محسوبة. فكلمة مشجعة تعني أن الرأي الغالب للممثلين وكذلك للأشخاص المهمين والمؤثرين الموجودين هنا أن هذا المقترح قد يكون مقبولاً، وهذا ينطبق على كل الجانبيْن. غير أن هناك أشخاص في كلا الجانبيْن أيضاً لا يعتقدون ذلك. والآن يتوجب علينا رؤية كيف سيتم التفاعل فيما بين المعتدلين والمتشددين في كلا الجانبيْن وما سيكون القرار النهائي.

جميع الجهات سوف يكون لديها بعض المشاكل وعناصر تريد تغييرها. وقد يكون لدينا سيناريوهيْن خلال الأسابيع القادمة. الأول أنه أخيراً وبالرغم من المسائل المحددة التي يودون تغييرها أن يكونوا على استعداد لقبول المقترح الأسبوع القادم، والأيام القادمة. إن بداية رمضان ليست تاريخاً نهائياً مقدساً فيما يتعلق بالاتفاق. إنه إشارة مهمة للشعب الليبي.... ولكن أيضاً قد يقرروا الاستمرار في المفاوضات. المشكلة الموجودة في ليبيا أن هناك الكثير من القوى السلبية التي تعمل ضد الاتفاق.