أسبوع التوعية بمخاطر الألغام في ليبيا: استهداف أكبر عدد ممكن حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة

30 أبريل 2023

أسبوع التوعية بمخاطر الألغام في ليبيا: استهداف أكبر عدد ممكن حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة

طرابلس، 30 أبريل 2023 – رفع خالد الوداوي في صغره مخلفات صاروخ سقط قرب منزله في مصراتة آخذاً إياه إلى مركز الشرطة في منطقته. لم تكن لديه أدنى فكرة عن مدى خطورتها على حياته وحياة غيره فقد كان محظوظاً. إلا أن الحظ لم يحالف غيره، ولذلك ينظر خالد إلى عمله في مجال توعية الأطفال والبالغين عن مخاطر الذخائر غير المتفجرة على أنه عملاً بالغ الأهمية.

فبعد أن تلقى التدريب في المنظمة الدولية للمعاقين لتوعية الآخرين بشأن المخاطر، عمل الوداوي إبان السبع سنوات المنصرمة مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على قيادة العمل التوعوي بالمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب ومخلفات الحروب بصفته رئيس قسم التوعية. حيث يركز على توعية أكبر عدد ممكن بشأن مخاطر الذخائر غير المنفجرة.

وبيّن قائلاً، "الحاجة لعملنا أكبر من الموارد المتاحة لدينا، وأيضاً، أنا بحاجة للمزيد من الناس لإبلاغنا، إذ أننا نسمع عن إصابات ونزاعات ولكن كثيراً ما تكون الأسباب غير معروفة بالنسبة لنا. فكل ذخيرة تتطلب مواد توعية مختلفة عما تتطلبه الذخائر الأخرى."

ومنذ العام 2011، تمت في ليبيا إزالة ما يزيد عن المليون قطعة من مخلفات الحرب بما فيها 82 بالمائة قذائف و4 بالمائة ذخائر لأسلحة صغيرة. وبدعم من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام قام الوداوي وفريقه بتيسير جلسات تدريبية موجهة لما يناهز 300 ألف طفل و125 ألف رجل و71 ألف امرأة في جميع أنحاء ليبيا للتوعية بالمخاطر.

وفي السنوات القليلة الأولى من عمله في المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب يبين الوداوي بأن جل الحوادث تعزى لذخائر، بينما تندر الحالات التي تعزى للألغام. ولكن بعد النزاع في سرت في 2016، كان هناك ارتفاع واضح في معدل الإصابات الناجمة عن الألغام. هذا المعدل انخفض مجدداً، إلى أن الأعمال القتالية الأخيرة في طرابلس شهدت إصابات ناجمة عن الألغام وارتفاع في معدل الإصابات الناجمة عن الذخائر.

ويروي عن الليالي التي مرت عليه هو وزملائه دون أن يغمض لهم جفن عقب عودة المدنيين إلى مناطق جنوبي طرابلس في 22 أيار/مايو 2019 في أعقاب النزاع في شهر نيسان/أبريل من نفس العام. ولم يتمكن الفريق من التحدث إلى ما يقارب 250 ألف مواطن قبيل عودتهم، وخلافاً لنجاح عملهم في السابق في سرت حيث عملوا مع المسؤولين على إغلاق المدينة وتوعية الأهالي، عاد الأهالي إلى طرابلس بينما كانت لا تزال الذخائر تترامى في أركانها الأمر الذي عرض العديد منهم للإصابة

"لم يكن بمقدورنا إيقاف العودة، فالأمر كان يفوق قدرتنا،" يقول الوداوي واصفاً هذا اليوم بأسوأ يوم في تاريخ عمله.  وأضاف "أُلقي اللوم علينا نحن على ضوء تلك الحوادث، في حين لم يكن باستطاعتنا القيام بأي شيء لمنع عودة الأهالي. فليبيا بلد فيه نسبة تلوث كبيرة جداً، وحري بنا ألا نستهين بحجم الخطر."