الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص للأمين العام – مجموعة العمل الأمنية 24 أيار/مايو 2023 - طرابلس

24 مايو 2023

الكلمة الافتتاحية للممثل الخاص للأمين العام – مجموعة العمل الأمنية 24 أيار/مايو 2023 - طرابلس

صحابَ المعالي، أعضاءَ اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الأفاضل،

بدايةً، أودُّ أن أرحب بكم جميعاً ترحيباً حاراً في اجتماع مجموعة العمل الأمنية. وأن أعربَ عن شكري الخاص للجمهورية التركية وبقية أعضاء الرئاسة المشتركة على عقد اجتماع مجموعة العمل الأمنية هنا في طرابلس، على الأراضي الليبية، للمرة الأولى. والشكر موصول إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والسلطات الليبية في طرابلس على تنظيمها وحفاوة ترحيبها. ويحدوني الأمل أن يشكل هذا الاجتماع باكورة اجتماعات أخرى يمكن أن تنظم في مختلف مناطق ليبيا.

إن هذا الاجتماع يشكل امتداداً لجهودنا الرامية لتعزيز السلام والاستقرار في ليبيا، ودعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية. وهنا أود الإشادة بالجهود المتضافرة التي بذلتها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي لطالما سعت لإشراك جميع الأطراف الأساسية الأمنية والعسكرية الفاعلة لإرساء أُسُس السلام والاستقرار في ليبيا.

وتُشكل النجاحات المتتالية لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 مع الأطراف الأمنية والعسكرية الفاعلة، سواء في تونس أو طرابلس أو بنغازي، خطوةً مهمة داعمةً لمسارِ المصالحة الوطنية في شرق البلاد وغربها وجنوبها. وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على التزام الجميع إزاء تعزيز الثقة بين القيادات العسكرية والأمنية وبعث روح الامل لدى الليبيين. الأمر الذي سوف يسهم بالتأكيد في النهوض بالعملية السياسية، وتهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة في 2023، وقبول جميع الأطراف بنتائجها.

أُهنئكم على التقدم الذي أحرزتموه حتى هذه اللحظة، وخصوصاً فيما يتعلق بالدفع قدما بالمشاورات حول انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة.

كما أود أن أشيد بالروح الوطنية والحس المهني الذين أبديتموهما، وأيضاً بالتزامكم بالوحدة الوطنية لليبيا وسلامة أراضيها. لقد أظهرتم بشكل جلي مدى استجابتكم لتطلعات الشعب الليبي الذي يطالب بالأمن والكرامة والديمقراطية.

وإنه لمن دواعي سرور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وشركائنا الدوليين أن نرافقكم في مساعيكم هذه، وسوف نستمر في تقديم مساعدتنا وخبراتنا لتسهيل مهامكم وضمان الاستماع لأصواتكم من قبل جميع الأطراف المعنية،  بما في ذلك القيادات السياسية. وهنا أناشد جميع القيادات، سواء في الشرق أو في الغرب أو في الجنوب، مؤازرةَ الجهود اللجنة الرامية لتعزيز السلام في ليبيا واحترام مخرجات حواراتكم.

كما تعلمون، تمر الجارة الشقيقة السودان بوضع صعب أدى إلى إزهاق المئات من الأرواح، وخَلَّف الآلاف من الضحايا، وتسبب في تهجيرٍ كبيرٍ للمدنيين، وفي اتساعِ رقعةِ أعمال العنف لتشمل عدة مدن وأقاليم خارج الخرطوم. إن النزاع الدائر في السودان يُهدد بشكل مباشر الأمنَ في ليبيا والاستقرارَ في جنوب البلاد، بل في المنطقة بأسرها. 

لقد تسببت الأزمةُ في السودان بالفعل في حالة طوارئ إنسانية، وأثَّرتْ على حياة القاطنين في المناطق الحدودية. ويُنذر هذا الأمر بخطر حدوث فراغ أمني قد يُسهل على الجماعات المسلحة والإرهابية والإجرامية ممارسة أعمالهم بحرية واستغلال الوضع لتحقيق مآربهم الشخصية. كما يهدد بتقويض جهود المجتمع الدولي الداعمة للسلام والديمقراطية سواء في السودان أو ليبيا. ولذلك أحثكم على متابعة تطورات الوضع في السودان واتخاذ كل التدابير اللازمة للحؤول دون امتداد آثاره.

إنها مناسبة لنجدد الإعرابَ عن تضامننا المطلق مع الشعب السوداني الشقيق الذي يعاني من أعمال عنف مُروعة، ونطالبَ بالوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية وإيجاد حل سلمي للأزمة. 

تُتابع البعثة الحالةَ في السودان بقلق بالغ، ونحن على تواصل مع زملائنا في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان وغيرها من وكالات الأمم المتحدة للتنسيق وتقديم أي دعم يُطلب منا. ونأمل أن يتخطى السودان هذه الفترة العصيبة وأن يتمكنَ من إرساء دعائم السلام والاستقرار في أقرب وقت ممكن.

إننا نُدرك أيضاً بأن هناك المزيد من التحديات والعراقيل التي لا تزال تواجه ليبيا، مثل ضمان بيئة آمنة وسليمة لإجراء الانتخابات، ومعالجة معضلة التشكيلات المسلحة، والنهوض بالمصالحة والوطنية والعدالة الانتقالية، وحماية حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وتتطلب هذه التحديات تضافر مساعيكم الجماعية وقيادتكم بالإضافة إلى التنسيق مع المؤسسات والأطراف الليبية الأخرى.

إنني أعوّل على تعاونكم في تهيئة الظروف الكفيلة  بتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا والذي سيعود بالنفع أيضاً على المنطقة والجوار. كما أحثكم على اغتنام هذ الفرصة لتعزيز ما حققتموه من إنجازات، وتجاوز خلافاتكم.

وهي مناسبةٌ سانحةٌ كذلك لأجددَ الدعوة للمجتمع الدولي إلى دعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

أتطلعُ لنقاشات مثمرة اليوم، آملاً أن تتمخض عن نتائج ملموسة تمهد الطريق نحو سلام واستقرار دائمين في ليبيا.

وفي الختام، أود أن أجدد شكري للسلطات الليبية على كل ما قدمته من دعم لتنظيم اجتماع مجموعة العمل الأمنية في طرابلس.

شكراً لكم.