الممثل الخاص للأمين العام باتيلي: "للمرأة دور مهم تؤديه في رحلة ليبيا نحو الاستقرار"

SRSG Bathily speaking with Libyan women

الممثل الخاص للأمين العام باتيلي: "للمرأة دور مهم تؤديه في رحلة ليبيا نحو الاستقرار"

21 نوفمبر 2022

الممثل الخاص للأمين العام باتيلي: "للمرأة دور مهم تؤديه في رحلة ليبيا نحو الاستقرار"

خلال الأسابيع القليلة الأولى التي قضاها في ليبيا، جعل الممثل الخاص للأمين العام السيد عبد الله باتيلي من أولوياته الجلوس مع ممثلي المجتمع المدني، ولاسيما مع النساء من مختلف المشارب، للإصغاء إلى أفكارهن حول سبل تحقيق الأمن المستدام.

ويقول الممثل الخاص للأمين العام السيد باتيلي: "المرأة في ليبيا من بين أكثر من تأثر سلباً باستمرار انعدام الاستقرار السياسي في ليبيا، لكنها مهمشة من الحوار حول الحلول". "يجب أن نفعل كل ما بوسعنا للاستفادة من حكمة المرأة وإسماع أفكارها الآن وإزالة الحواجز أمام مشاركتها السياسية في المستقبل".

وتضم حكومة الوحدة الوطنية الليبية 5 وزيرات فقط من أصل 18 وزيراً. وتمثل المرأة 15 بالمئة فقط في الهيئتين التشريعيتين في البلاد، بما في ذلك عضوتين في مجلس النواب وعشرين عضوة في المجلس الأعلى للدولة من أصل 133 عضواً.

وبينما تعمل ليبيا على إعادة بناء الدولة، تغتنم الناشطات الفرصة للضغط من أجل زيادة النفوذ الاجتماعي والسياسي. غير أنهن تواجهن تحديات كبيرة، بما في ذلك القيود المفروضة على دور المرأة في المجتمع، والأمن في الشوارع، وزيادة المضايقات عبر الإنترنت وخطاب الكراهية والتهديد. ومنذ عام 2014، تعرضت العديد من الناشطات السياسيات والممثلات الحكوميات لاعتداءات جسدية، بمن فيهن سلوى بوقعيقيص، العضوة السابقة في المجلس الوطني الانتقالي التي اغتيلت في عام 2014، وعضوة البرلمان سهام سرقيوة، التي اختطفت في عام 2019 ولا يزال مكان وجودها مجهولاً.

ومنذ وصوله لقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في 14 تشرين الأول/أكتوبر، التقى الممثل الخاص للأمين العام السيد باتيلي بأكثر من عشرين امرأة من الجفرة وبنغازي ومصراتة وسبها وطرابلس، بمن فيهن مترشحات للانتخابات البرلمانية، وأستاذات جامعيات، ومحاميات، وباحثات، وناشطات في مجال حقوق المرأة.  وخلال نقاشاته الأولية، طلب الممثل الخاص للأمين العام السيد باتيلي من محاوريه تقديم مقترحات مكتوبة لمجابهة التحديات المختلفة المتمثلة في النزاع على السلطة التنفيذية، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وإشراك المرأة في جهود المصالحة.

وتباحث الممثل الخاص للأمين العام السيد باتيلي في جو ساده الهدوء مع النساء، واستمع إليهن إذ عبّرن عن مخاوفهن بشأن انتشار السلاح وعمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية، والحاجة إلى المصالحة والعدالة الانتقالية- من جملة قضايا أخرى تمت مناقشتها.

وأشارت دينا الفزاني، الباحثة في مجال حقوق الإنسان وبالأخص حقوق المرأة التي التقت بالممثل الخاص للأمين العام في بنغازي، إلى أن قرار الممثل الخاص للأمين العام بالسعي للحصول على مقترحات من النساء هو إشارة جيدة، وأنه يجب أن يسعى لإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان في عمله، وأردفت أنه من الضروري أن ينتهج الممثل الخاص للأمين العام بالشفافية لبناء الثقة مع المجتمع.

وقالت أميمة الفقى رئيسة منظمة العدسة لمراقبة الانتخابات والتنمية التي التقت برئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في طرابلس " بدا الممثل الخاص للأمين العام واقعياً وبأنه مدرك للاحتياجات الليبية"، "غادرت الاجتماع وأنا متحمسة للغاية".

ويستند عمل الممثل الخاص للأمين العام إلى سنوات من الجهود بذلتها الأمم المتحدة في ليبيا للنهوض بمشاركة المرأة في المجال السياسي بما يتماشى مع جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، الذي أنشئ بموجب قرار مجلس الأمن 1325 الصادر في عام 2000. ودعمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على سبيل المثال، ناشطات حقوق المرأة في ملتقى الحوار السياسي الليبي في عام 2021 لإضافة بند إلى خارطة الطريق السياسية في البلاد لتخصيص 30 بالمئة من المناصب القيادية في الحكومة الجديدة للنساء. وتواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الضغط من أجل الوفاء بذلك المعيار. وللمساعدة في تعزيز الأمان للمرأة في الأماكن العامة والخاصة، تعمل البعثة أيضا مع خبراء قانونيين وطنيين لصياغة أول قانون في البلاد يتناول العنف ضد المرأة.

عندما يسمح للمرأة بالانضمام إلى المناقشات حول مستقبل البلاد، كما تقول السيدة الفقى، وهي من الجفرة، تقتصر النقاشات عادة على دعم القطاعات التي ينظر إليها تقليدياً على أنها أكثر أنوثة، مثل الرعاية الصحية أو التعليم أو الرعاية الاجتماعية. 

 وقالت: "الثقافة الليبية تحد من اضطلاع المرأة بأدوار معينة وتؤثر سلباً على ثقة المرأة بنفسها". "يلحق بالنساء اللواتي يسعين إلى السلطة الكثير من الوصم الاجتماعي. قد تشعر بالعار إذا حاولت الخروج من القالب. والمرأة الليبية تهتم كثيراً بسمعتها، لذا فإن هذا الأمر محبط".    

روت أمينة المغيربي، الأستاذة في جامعة بنغازي التي التقت بالممثل الخاص للأمين العام، أنها واجهت مقاومة جرّاء قيادتها لجنة لحقوق الإنسان خلال فترة عضويتها في البرلمان في عام 2012.

"المرأة الليبية قادرة على القيادة، لكننا غالباً ما نتراجع بسبب هيمنة الذكور"، تقول المغيربي، التي ترأس أيضاً جمعية "تواصل" غير الحكومية، التي تُعنى بتمكين المرأة والشباب. "عندما تتاح لنا نحن النساء فرصة، يسطع نجمنا عالياً".