بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعرب عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في طرابلس والمناطق المحيطة بها وفي ترهونة

20 أبريل 2020

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعرب عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في طرابلس والمناطق المحيطة بها وفي ترهونة

طرابلس، الإثنين 20 نيسان/ أبريل 2020 – تعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في طرابلس والمناطق المحيطة بها جراء اشتداد حدة القتال في الأيام القليلة الماضية. إذ أصيب ما لا يقل عن 28 مدنياً وقُتل خمسة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وذلك بسبب الارتفاع الحاد في القصف العشوائي على المناطق المأهولة بالمدنيين، بما في ذلك في عين زارة والسواني وطريق الشوك وسوق الجمعة والكريمية والفرناج وعرادة. كما أسفرت هذه الهجمات عن تجدد موجات النزوح وإلحاق الضرر بممتلكات المواطنين والمنشآت المدنية. وفي 17 نيسان/ أبريل أصيب مستشفى رويال التخصصي (Royal clinic) في طرابلس، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بوحدة العناية المركزة وإجلاء الموظفين والمرضى.
 
كما تعرب البعثة عن استيائها البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في ترهونة وذلك بسبب التصعيد العسكري في المدينة وما حولها، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة للمدنيين. ومما زاد من تفاقم الوضع الإنساني المتردي استمرار انقطاع التيار الكهربائي فيما يبدو أنه عقاب جماعي واضح لأهالي المدينة رداً على قطع إمدادات الغاز عن محطة كهرباء الخمس ومصراتة. وتدعو البعثة الأطراف المعنية كافة إلى الإنهاء الفوري لقطع الكهرباء وإعادة تدفق الغاز على الفور. ويساور البعثة القلق أيضاً إزاء ما أفيد من اعتقالات تعسفية للمدنيين وإساءة معاملة المدنيين والمقاتلين على حد سواء في ترهونة.
 
وتذكّر البعثة أطراف النزاع كافة بأن الهجمات العشوائية، وكذلك استهداف المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى والقطع المتعمد لإمدادات الكهرباء أو الوقود أو الماء أو الغذاء، تشكل انتهاكات للقانون الدولي الإنساني ويمكن، وفقاً للظروف، أن ترقى إلى جرائم حرب. والأكثر مدعاة للاستنكار هي تلك الهجمات التي تلحق الضرر أو تؤثر بطريقة أو بأخرى على الأداء المنتظم لمرافق الرعاية الصحية في سياق جائحة فيروس كورونا بالنظر إلى أن المنظومة الصحية في البلاد منهكة أصلاً وتعاني من قلة الموارد.
 
وبينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك والاحتفاء به، يعيش الليبيون في حالة من الخوف المستمر حيث تتزايد يوماً بعد يوم الهجمات ضد المدنيين وتشتد جسامتها وتتعدد آثارها مع إفلات تام من العقاب. لذا يجب أن تتوقف هذه الحرب العبثية التي طال أمدها على الفور. وتجدد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعوتها إلى هدنة إنسانية لإتاحة الفرصة لليبيين للتهيؤ للشهر المقدس بسلام وإفساح المجال للسلطات لتقديم الخدمات التي تشتد الحاجة إليها ومعالجة الجرحى والتصدي للتهديد المتصاعد لجائحة فيروس كورونا.