تدريب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للإعلاميين: كيفية الحماية من التهديدات الرقمية

7 أغسطس 2025

تدريب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للإعلاميين: كيفية الحماية من التهديدات الرقمية

طرابلس – عبرت مجموعة من الإعلاميين الليبيين لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأنهم غير مجهزون للتعامل مع تهديدات السلامة الرقمية، ولذلك نظمت البعثة جلسة تدريبية عبر الإنترنت في 31 يوليو الماضي لفهم كيفية حماية أنفسهم وبياناتهم.

حضر الجلسة ستة عشر إعلاميًا من جميع أنحاء ليبيا، وهي جزء من برنامج «بصيرة» للتطوير المهني الذي تقدمه البعثة للصحفيين ومدققي الحقائق وأساتذة وطلاب الإعلام. واستعرضت المتحدثة الضيفة، السيدة إيلا ستابلي، مستشارة السلامة الرقمية في لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة دولية غير حكومية، مجموعة من النصائح للحد من التتبع الإلكتروني وتأمين المعلومات.

وقد عبر جميع من الإعلاميين الذين حضروا الجلسة، في استطلاع رأي أُجري بعد الجلسة، بأنهم يعتقدون أن التهديدات الرقمية تزيد من خطر تعرض سلامتهم الشخصية وسلامة مصادرهم. وقال 85 بالمائة منهم أن مخاوف الأمن الرقمي أثرت على أسلوب عملهم الصحفي، وأعرب 92% عن قلقهم إزاء نقص التدريب على كيفية حماية أنفسهم. 

يقول أحمد صالح البرياف، أستاذ الإعلام في الأكاديمية الليبية بطرابلس: «إذا كتب صحفي رأيًا على مواقع التواصل الاجتماعي أو غطى أحداثًا لا تروق لزعيم ميليشيا أو السلطات الفعلية التي يحميها، فإن حريته ستكون مهددة. سيُراقَب رقميًا ويُلاحق شخصيًا. قد يمرّ حتى بنقطة تفتيش، ويُعتقل، وتُصادر هواتفه، وتُفحص رسائله السرية. عندها يواجه مخاطر جسيمة، بما في ذلك الاختفاء القسري، والإساءة، والتعذيب».

ومع تزايد اعتماد العالم على الإنترنت، أصبح الجميع عرضة للتهديدات الرقمية، لكن المخاطر أكبر بالنسبة للصحفيين نظرًا لدورهم في التعامل مع الجمهور، كما تقول السيدة ستابلي. مضيفةً «الناس يعرفونك؛ يظهر اسمك بجوار التقارير التي تكتبها. تتطلب وظيفتك التواصل مع أشخاص قد يكونون هم أنفسهم في خطر. قد تكتب عن أمور لا يرغب الآخرون في نشرها». وعلى الرغم من تزايد المخاطر، قالت ستابلي إن الصحفيين غالبًا ما يتمتعون بمستوى منخفض من الحماية الرقمية نظرًا لعدم توفر الوقت الكافي لديهم لتعلم التكنولوجيا. وأضافت أنه ينبغي على الصحفيين، أولًا، تقييم كمية المعلومات المتاحة عنهم على الإنترنت وكيفية تتبع أنشطتهم من قِبل مختلف المواقع الإلكترونية. ونوهت إلى إمكانية تعقب البيانات من قبل شركات الهاتف المحمول، ومقدمي خدمات الإنترنت، وشركات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، والحكومات، والهيئات.

وقد يحصل الأشخاص أيضًا على المعلومات من خلال البرامج الضارة، بما في ذلك برامج التجسس، والقرصنة، والوصول الفعلي إلى الأجهزة، أو التصيد الاحتيالي، وهو نوع من الهجمات الإلكترونية يستخدم روابط احتيالية لخداع الأفراد وحثهم على مشاركة معلومات حساسة. ولتقليل المخاطر، أوصت السيدة ستابلي بالتشفير، كما يجب تأمين الحسابات الإلكترونية بفصل حسابات العمل عن الحسابات الشخصية، وتجنب ربط الملفات الشخصية بالموافقة على «تسجيل الدخول» إلى مواقع جديدة عبر جوجل أو فيسبوك، وتفعيل المصادقة الثنائية، وإنشاء كلمات مرور لا تتجاوز 15 حرفًا. كما حذّرت من استخدام تقنية التعرف على الوجه أو بصمة الإصبع، إذ يُمكن إجبار المستخدمين على تسجيل الدخول.

وأكدت على أهمية استخدام خطوط اتصال آمنة. إذ يُمكن بسهولة اعتراض بيانات مكالمات الهاتف المحمول أو الرسائل النصية القصيرة أو جمعها لاحقًا، إذ إن لم يكن حساب بريدك الإلكتروني مشفّرًا باستخدام تقنية التشفير التام بين الطرفين، يُمكن اعتراضه أيضًا. وقالت: «إذا كنت تُجري محادثة حساسة لا ترغب في إخبار أي شخص غريب بها، فلا تستخدم أيًا من هذه الخدمات».

وأضافت: «تشمل الخيارات الأقل خطورة تطبيق واتساب، الذي لا يُمكنه الوصول إلى محتوى الرسائل، وبالتالي لا يُمكن إجباره قانونيًا على الكشف عنها، وسيغنال، الذي لا يحتفظ بأي معلومات شخصية باستثناء رقم هاتفك». يمكن للصحفيين حماية أنفسهم بشكل أكبر من خلال تشفير وثائقهم باستخدام أدوات مثل Cryptomator أو Veracrypt.

أما في حال سرقة جهاز، أوصت ستابلي الصحفيين بتحميل الاتصالات الحساسة على قرص صلب خارجي مشفر أو حساب سحابي غير مرتبط بهواتفهم. مشددة على ضرورة حذف البيانات من الجهاز فورًا. لمزيد من الأمان، يمكنهم حمل هاتف ثانٍ يحتوي على أقل قدر ممكن من البيانات، وقالت: «قد تبدو مريبًا عند امتلاكك لهاتف يحتوي على بيانات قليلة جدًا، لذا من المهم جدًا أن تفهم ما ستقوله في حال احتجازك –قد تقول: «آه، إنه هاتف جديد!»»

وقالت هديل خير، الصحفية المستقلة المقيمة في طرابلس، أن إتقان الصحفيين في ليبيا السلامة الرقمية «هو ضرورة قصوى، لضمان استمرار العمل الإعلامي الحر الذي نطمح إليه دون تعريض أنفسنا أو مصادرنا للخطر». وقالت هالة عبد الله، مدققة الحقائق في مبادرة «هي تتحقق» غير الحكومية: «أي اختراق لحساب صحفي قد يكشف هوية المصادر، ويعرّضها للخطر أو الانتقام، أو حتى يعرض الصحفيين أنفسهم للاختطاف أو الابتزاز». وأضافت: «يحتاج الصحفيون إلى أدوات تحقق رقمية لتجنب الوقوع ضحية للتصيد الاحتيالي، والبرامج الضارة، والمواقع الإلكترونية المزيفة».