كلمة الأمين العام بمناسبة انعقاد مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا

23 يونيو 2021

كلمة الأمين العام بمناسبة انعقاد مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا

23 حزيران/ يونيو 2021

 

السيدات والسادة الكرام

يشرفني أن أفتتح هذا الاجتماع الهام وأن أتقدم بالشكر للبلد المضيف، ألمانيا، على التزامه المستمر بعملية برلين.

لقد تم إحراز تقدم كبير منذ مؤتمر برلين الأول الذي عُقد في كانون الثاني/يناير 2020.

ونحن هنا اليوم لتعزيز ذلك التقدم من خلال التنفيذ الكامل لخارطة الطريق السياسية التي اعتمدها ملتقى الحوار السياسي الليبي، واتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2570 المتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في كانون الأول/ديسمبر 2021.

يتسم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بأهمية قصوى لترسيخ السلام في ليبيا. وأثني هنا على اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) على العمل معاً من أجل تحقيق هذه الغاية، ومما يبعث على التشجيع استمرار الجانبين في الاستثمار في تدابير بناء الثقة.

إن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الآلية الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار. وسيتم نشر الفريق الأول من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة في طرابلس قريباً.

يجب أن نضع حداً لجميع التدخلات الأجنبية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا. وأحث الأطراف الليبية والأطراف الخارجية على الاتفاق على خطة شاملة ذات جداول زمنية واضحة لتحقيق هذا الهدف الذي تقف البعثة على أهبة الاستعداد لدعمه.

السيدات والسادة الأفاضل،

إن تحسين أمن الليبيين البسطاء سيسهم بشكل كبير في إحراز المزيد من التقدم على المسار السياسي وبناء الثقة كأمر أساسي.

وأرحب بالتقدم المحرز على المسار السياسي، ولا سيما منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية – التي تضم عدداً من النساء في مناصب وزارية مهمة - والمجلس الرئاسي وذلك في آذار/ مارس من هذا العام. وأود أن أهنئ السلطات الليبية على الانتقال السلمي للسلطة وهو دليل على الإرادة السياسية للمضي قدماً.  

ومما يبعث على التشجيع أيضاً صياغة أولويات رئيسية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لجميع الليبيين، وأحث رئيس الوزراء وحكومته على الوفاء بتعهداتهما.

ولمساعدة حكومة الوحدة الوطنية على تنفيذ أولوياتها التي تشمل تحسين تقديم الخدمات الأساسية بما في ذلك خدمات التعليم والرعاية الصحية، أدعو مجلس النواب إلى الإسراع في اعتماد ميزانية موحدة.

ومن بين المهام الرئيسية المناطة بحكومة الوحدة الوطنية تنظيم انتخابات وطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021.

غير أن تحقيق هذا الهدف يقتضي اتخاذ إجراءات عاجلة. وتحقيقاً لهذه الغاية، أحثّ مجلس النواب على اقرار القاعدة الدستورية للانتخابات واعتماد التشريعات اللازمة لذلك.

وأحث أيضاً السلطة التنفيذية المؤقتة على تقديم الدعم، بما في ذلك الموارد المالية، إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

ينبغي أن تكون الانتخابات الوطنية مناسبة لتحقيق الوحدة. وينبغي أن يتمكن جميع الليبيين، بمن فيهم النساء والشباب والنازحون، من المشاركة بحرية في الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر، كمرشحين وكناخبين. وينبغي ألا يكون للتحريض على العنف أو المضايقة أو خطاب الكراهية مكان في العملية الانتخابية.

 

السيدات والسادة الكرام

يحب أن يسير التقدم على الجبهتين العسكرية والسياسية جنباً إلى جنب مع الجهود الجادة التي تتوخى معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الاستقرار في ليبيا. وهذا يستدعي عملية مصالحة وطنية شاملة قائمة على الحقوق، تبدأ على مستوى المجتمع المحلي، مع التركيز على النساء والشباب.

وأرحب بقرار السلطات الليبية القاضي بإنشاء لجنة مصالحة وطنية عليا وأؤكد مجدداً التزام الأمم المتحدة بالعمل مع جميع الشركاء، ولا سيما الاتحاد الأفريقي، لدعم هذه العملية الهامة.

هذا ويساورني قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الخطير والمتدهور في ليبيا. إذ تشير التقديرات إلى أن زهاء 1.3 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية بزيادة قدرها 400,000 شخص منذ العام الماضي. وأحث الدول الأعضاء على دعم خطة الاستجابة الإنسانية التي تستلزم 189 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر استضعافاً، والتي لم تُموَّل سوى بنسبة 21 في المائة.

ينبغي أن يكون أساس توطيد السلام وبناء دولة مزدهرة احترام حقوق الإنسان للجميع. ومن البوادر المشجعة إنشاء لجنة مؤخراً لمعالجة مسألة الاحتجاز التعسفي، لاسيما بالنسبة لآلاف الموقوفين رهن الاحتجاز السابق للمحاكمة.

وأحث الحكومة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة وعلى وجه السرعة لحماية المحتجزين من العنف وضمان مساءلة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.

إن الاحتجاز التعسفي لآلاف المهاجرين واللاجئين، غالباً في ظروف قاسية، ظاهرة مأساوية يجب أن تنتهي. وما زلت أدعو إلى الإفراج الفوري عن جميع اللاجئين والمهاجرين في ليبيا.

السيدات والسادة الأفاضل،

تلتزم الأمم المتحدة التزاماً تاماً بتيسير المسارات التي تقودها ليبيا وتمسك بزمامها دعماً لاتفاق وقف إطلاق النار والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وإجراء الانتخابات في 24 كانون الأول/ ديسمبر.

وأشجع السلطات والمؤسسات الليبية على تحمل مسؤولياتها والمضي قدماً معاً نحو الاستقرار والوحدة.

مستقبل ليبيا في أيديكم.

شكراً لكم.