رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، بمناسبة يوم الأمم المتحدة

24 أكتوبر 2018

رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، بمناسبة يوم الأمم المتحدة

إن يوم الأمم المتحدة هذا العام يوم مميز حيث نحتفل به في ليبيا ومع الشعب الليبي. وقد قضيت أنا وزملائي هذا العام في طرابلس حيث تواصلنا في حوارات مع أهالي المدن في شتى أنحاء البلاد ننصت باهتمام إلى جميع الليبيين في مناطق سكناهم حيثما يتسنى لنا. 

وبالنسبة للأمم المتحدة، تأتي سيادة ليبيا في الاعتبار الأول وعلى هذا يجب أن تكون عملية المصالحة وبناء الدولة عملية يضطلع بها الليبيون ويمسكون بمقاليدها. وكان هذا هو المبدأ الأساس في اللقاءات التحضيرية الخمسة والسبعين التي عُقدت في جميع أنحاء ليبيا وخارجها، حيث أعرب أكثر من سبعة آلاف ليبي تم التشاور معهم بشأن مستقبل بلادهم عن رغبتهم في التغيير السلمي وإنهاء المرحلة الانتقالية التي أعقبت الثورة في بلادهم.

ويصادف الرابع والعشرون من تشرين الأول/أكتوبر الجاري الذكرى السنوية الثالثة والسبعين للمصادقة على ميثاق الأمم المتحدة. وهو ميثاق يتمحور حول الانسان ومنه تنبثق القيم الإنسانية التي تكمن وراء العمل اليومي المتواصل للأمم المتحدة في شتى بقاع العالم. وفي عام 2018 فقط، كان من بين مساهمات الأمم المتحدة في ليبيا تقديم المساعدات الغذائية لما يقرب من 90000 شخص وتوفير المساعدات المتصلة بالمأوى لما يزيد على 65000 شخص وإعادة تأهيل 42 مرفقاً من المرافق العامة بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومضخات تزويد المياه بالإضافة إلى تدمير 200 طن من المتفجرات من مخلفات الحرب في مصراتة وتأمين العودة الطوعية والآمنة لـ 13000 مهاجر إلى بلدانهم.

وقد شاركت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مشاركة حاسمة في معالجة الأزمات التي شهدتها ليبيا إبان هذا العام الذي يموج بالإضطرابات. ففي شهر تموز/ يوليو، صعدت البعثة جهودها لحلحة الأزمة التي شهدتها منطقة الهلال النفطي والحفاظ على مصدر الرزق الرئيسي لليبيين.  وفي أيلول/ سبتمبر، صاغت البعثة اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين أطراف متحاربة كان الاقتتال فيما بينها يهدد بتمزيق العاصمة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر، انطلقت الإصلاحات الاقتصادية التي سوف يسهم تنفيذها في مساعدة الليبيين على التصدي للاقتصاد القائم على السلب وتقويض سطوة الميليشيات.

 إن الأمم المتحدة تمثل السلام والعدالة والكرامة الإنسانية والتسامح والتضامن.  وبقدر ايماني بقيم الأمم المتحدة يأتي إيماني بقدرة الليبيين على التوحد لرسم طريقهم نحو حكومة واحدة وبرلمان واحد وجيش واحد بهدف تحقيق السلام والأمن والرخاء.