رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، بمناسبة يوم حقوق الإنسان

10 ديسمبر 2017

رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، بمناسبة يوم حقوق الإنسان

 تونس، 10 كانون الأول/ديسمبر 2017 - يمثل يوم حقوق الإنسان مناسبة هامة للتفكير ويتيح فرصة لتجديد الدعوات إلى العمل. وهو يشكل هذا العام أيضاً بداية التحضير الذي سيستمر على مدار العام للإحتفال بالذكرى السبعين لتبنّي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان - وهو إعلان يكرس المساواة والكرامة لكل إنسان.

وعلى مدى العقود السبعة الماضية، أرسيت دعائم عالمٍ أكثر عدلاً وتحسنت حياة الملايين. ومع ذلك، فإننا نرى أيضاً تزايد الفظائع الوحشية والجرائم، لا سيما في النزاعات في جميع أنحاء العالم. 

وفي ليبيا، تحدث انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق يبعث على الانزعاج مع انعدام المساءلة أو الإجراءات القانونية. ففي هذا العام وحده، أدى الاقتتال العشوائي في المناطق السكنية والضربات الجوية والذخائر المتفجرة إلى مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 365 ليبياً بينهم 79 طفلاً. وتم الاعتداء على 14 مرفقاً صحياً، الأمر الذي عرّض حياة الأطباء والمرضى ونظام الرعاية الصحية الهش إلى الخطر.

ووثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أيضاً 201 عملية قتل غير قانونية، لا سيما عمليات الإعدام لأشخاص تحتجزهم الجماعات المسلحة. ومع ذلك، لا تزال الجماعات المسلحة تحتجز آلاف الأشخاص بصورة غير مشروعة، إذ يتعرضون إلى التعذيب بشكل منهجي وتحدث حالات الوفاة أثناء الاحتجاز بصفة مستمرة.

وكثيراً ما كان الخوف مقيداً لحرية التعبير، فيما يجري في أحيان أكثر تقويضها لتشجيع الكراهية والاقصاء. وفي عام 2017، قمنا بتوثيق 24 حالة من الاعتداء والاعتقال التعسفي أو غير القانوني والتعذيب والتهديدات ضد الصحفيين والناشطين وغيرهم. وهنا أحيي شجاعة المدافعين والمناصرين لحقوق الإنسان الليبيين الذين يعملون كل يوم، وفي بعض الأحيان في ظل مخاطر شديدة، من أجل النهوض بحقوق الإنسان في جميع أنحاء بلادهم.

وأشعر بالتشجيع إزاء عودة أعداد متزايدة من النازحين داخلياً. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به قبل أن يكون بمستطاع الجميع القول بأنهم قد عادوا فعلاً إلى بيوتهم.

وعلينا أيضاً أن نتصدى للانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا؛ بما في ذلك الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي والسخرة والقتل. وأشيد بوقوف العديد من الليبيين ضد هذه القسوة تضامناً مع المهاجرين ومع حقوق الإنسان.

وأحث جميع الليبيين على النهوض بحقوق الإنسان وبالقيم التي تضع الأساس لليبيا أكثر أمناً وعدلاً ووضعاً أفضل. وسوف تجدون الأمم المتحدة معكم في هذا.