احتفاءً باليوم الوطني للمرأة الليبية، نستحضرُ ذكرى خديجة الجهمي
رائدة إعلامية، وشخصية أدبية، وناشطة في مجال حقوق المرأة.
في اليوم الوطني للمرأة الليبية، تستحضر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ذكرى امرأة استثنائية لا تزال تلهم العديد من الشابات حتى يومنا هذا: خديجة محمد عبد الله الجهمي.
ولدت خديجة محمد عبد الله الجهمي في بنغازي عام 1921، وكانت ثاني امرأة يُبث صوتها عبر الإذاعة الليبية، وأول من قرأت نشرة الأخبار عام 1965.
شمل عملها الإذاعي الرَحب مسرحيات إذاعية، بالإضافة إلى تقديم العديد من البرامج التي تناولت قضايا مجتمعية لم تُطرح سابقًا، مثل تعليم الفتيات، والمرأة في سوق العمل، والتحول المجتمعي من الريف إلى المدينة. ومن بين البرامج التي قدمتها: "صور من الماضي"، و"سَل طبيبك"، و"ركن الأطفال"، و"أضواء على المجتمع".
امتدت مسيرتها المهنية وأعمالها الفنية في مختلف المجالات، فإلى جوار الإذاعة، مارست الكتابة والشعر، وأسست أول مجلة نسائية ليبية، "المرأة"، عام 1965، فيما أسست أيضًا مجلة للأطفال باسم "الأمل" عام 1974. و كتبت تحت اسم "بنت الوطن" أشعارًا و كلمات غناها فنانون ليبيون مشهورون.
بدافع من سعيها للتعليم الرسمي والتزامها بحقوق المرأة، أصبحت الجهمي شخصية محورية في الاتحاد النسائي الليبي، وقادته في نهاية المطاف عام 1973. كما يُنسب إليها رعاية العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والأدبية الليبية من خلال توجيههم ورعاية مواهبهم الكتابية منذ صغرهم من خلال منشوراتها العديدة.
آمنت الجهمي، التي كان صوتها الرنان نتاجًا لظروف استثنائية، بتمكين المرأة الليبية من خلال التعليم والعمل، وتمكنت من الوصول و التأثير على الجمهور الليبي لسنوات.
وإدراكًا منها للتحديات التي واجهتها، كرّست حياتها لتمكين النساء الأخريات، والمساهمة في التقدم الاجتماعي في بلدها، وتمهيد الطريق للأجيال القادمة للتغلب على عقبات مماثلة.