خطوة بخطوة: خطة عمل الأمم المتحدة الرامية الى تحقيق الاستقرار في ليبيا

previous next
11 يناير 2018

خطوة بخطوة: خطة عمل الأمم المتحدة الرامية الى تحقيق الاستقرار في ليبيا

وصل وكيل الأمين العام للشؤون السياسية السيد جفري فيلتمان إلى ليبيا بتاريخ 10 يناير للتباحث مع القادة الليبيين بشأن تنفيذ خطة العمل التي أعدتها الأمم المتحدة فضلا عن الطرق الكفيلة بتعزيز الدعم الدولي لليبيا. وبالتعاون مع الزملاء في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ننظر اليوم الى ما تنطوي عليه الخطة وما تقوم به الأمم المتحدة بقيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة مع الليبيين لإنجازها.

خطة العمل التي أعدتها الأمم المتحدة لليبيا

وأعلن عن هذه الخطة التي تشمل عدة محاور في اجتماع رفيع المستوى أثناء الجلسة الأخيرة للجمعية العامة في شهر سبتمبر الماضي، ومن بين هذه المحاور تعديل الاتفاق السياسي الليبي وتنظيم ملتقى وطني والتحضير للانتخابات وتقديم المساعدة الإنسانية. وعقد الاجتماع بغية إعادة إطلاق العملية السياسية الليبية بدعم من الأمم المتحدة وقيادتها. وخطة العمل كما وصفها الممثل الخاص للأمين العام السيد غسان سلامة "في جوهرها تجمع بين آمال وأهداف الشعب الليبي،". "فقد تعب الليبيون من الانتقال من مرحلة انتقالية إلى أخرى. ولست هنا بصدد تغيير وضع مؤقت بآخر."

ومنذ إطلاق الخطة التي أعادت إحياء العملية السياسية التي تعثرت في السابق، يسعى غسان سلامة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للعمل على جميع عناصر الخطة بشكل متزامن.

وقال السيد سلامة "خطا الليبيون خطوات إيجابية وشجاعة في سبيل تحقيق المصالحة والحوار اللذان لم يكونا مقبولين للفرقاء أنفسهم"

 

إحراز التقدم

نورد أدناه بعض المنجزات التي تحققت بموجب خطة العمل خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة:

تعديل الاتفاق السياسي الليبي: نظمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جولتين من اجتماعات لجنة الصياغة المشتركة المتألفة من هيئتين بينهما خلاف قائم وهما مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. الجولة الأولى كانت في الفترة من 26 سبتمبر الى اول أكتوبر والثانية من 14 الى 21 أكتوبر وكانت المحادثات صريحة وبناءة وأفضت إلى تقدم ملحوظ خصوصاً فيما يتعلق بهيكلية الفرع التنفيذي ومهامه. ولا تزال الهيئتان على تواصل منذ تاريخ اجتماعات لجنة الصياغة المشتركة.

وأفضى اجتماع لجنة الصياغة المشتركة إلى خطوات مهمة غير مسبوقة ومنها:

الاعتراف المتبادل بالهيئتين

إعادة إحياء الهيئتين – كلتا الهيئتان عقدتا جلسات بحضور هائل بشكل غير مسبوق (تعزيز المؤسسات الوطنية)

إقرار الهيئتان بالاتفاق السياسي الليبي

انعقاد الملتقى الوطني: بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا شديدة الاهتمام بالاستعدادات لانعقاد الملتقى الوطني. وعقد الممثل الخاص للأمين العام عدداً من الاجتماعات في أنحاء البلاد بغية الجمع بين الليبيين -كالممثلين عن المجالس البلدية وزعماء القبائل والبرلمانيون والمسؤولون في قطاع الأمن والشباب والأكاديميون والنساء والنشطاء – للاستماع إليهم ومعرفة أولوياتهم وآراؤهم والحلول التي يرونها. ويبتغى من هذه الاجتماعات معالجة التشظي الذي ألم بالمجتمع وتجاوزه لعله يمكن الليبيين من مختلف الأطياف السياسية من الجلوس مع بعض في مكان واحد والاتفاق على خطاب وطني موحد وخطوات ملموسة لوضع حد للمرحلة الانتقالية.

وكذلك عملت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على المصالحة على المستوى المحلي. ففي بعض الحالات جلست قبائل متناحرة على طاولة واحدة لأول مرة منذ سنة 2012. ومنها 27 نوفمبر الاجتماع بين وفدي كاباو والصيعان من جبل نفوسة الذي أفضى إلى اتفاق موقع يمهد للصلح بينهما في المستقبل. وأيضاً، عقدت جلسة للحوار بين المسؤولين من الزنتان وطرابلس بتاريخ 21 سبتمبر، تمهيداً لعودة النازحين الزنتان إلى العاصمة، التي طردوا منها منذ سنة 2014، وكذلك الاجتماع بتاريخ 11 نوفمبر بين النساء من قبيلة أولاد سليمان وقبيلة القذاذفة.

الانتخابات: قامت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالتأكد من توفير الدعم المالي للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات ورفدتها بالمساعدة الفنية استعداداً للانتخابات في 2018. وبتاريخ 6 ديسمبر 2017، باشرت المفوضية بإجراءات تسجيل الناخبين. واعتباراً من 5 يناير، سجلت المفوضية حوالي نصف مليون ناخب جديد، وبذلك أصبح المجموع الكلي للناخبين المسجلين حتى الان قرابة مليونين مواطن، وتتعاون البعثة في الوقت الحالي على تهيئة الظروف السياسية والأمنية والتشريعية اللازمة لإجراء الانتخابات.

المساعدة الإنسانية: تمكنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من الحصول على المزيد من المنح لصالح "مشروع تحقيق الاستقرار لليبيا". وقد لمست بنغازي وككلة وسبها وسرت وأوباري نتائج ملموسة لهذا المشروع (الذي أخذ بالتوسع ليشمل بني وليد وطرابلس الكبرى) فقد أعيد افتتاح مشافي ومدارس وزود قطاع الصحة والتعليم بألواح الطاقة الشمسية بالإضافة إلى تقديم الخدمات العامة.

وتعمل البعثة أيضا مع الليبيين والجهات الدولية الفاعلة لتعزيز إيصال المساعدة الإنسانية الى جميع المحتاجين، ومضاعفة جهودها في مساعدة المهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر.

وتدعو البعثة صراحة إلى ترسيخ مؤسسات تتسم بالكفاءة والقدرة على الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات في ليبيا والإدارة السليمة لموارد البلاد بما في ذلك إدارة الأصول المجمدة لليبيا.

ويقول السيد سلامة "من المثير للغضب أن يوجد هذا الكم من المعاناة في دولة تمتلك هذه الثروة الهائلة. ولكن هذا هو الحال. لذا يتعين أن نساعدهم في التصدي لهذه المخاوف العاجلة."