كلمة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة في إجتماع وزراء الخارجية العرب في مدينة الرياض في المملكة السعودية - 12 ابريل 2018

13 أبريل 2018

كلمة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة في إجتماع وزراء الخارجية العرب في مدينة الرياض في المملكة السعودية - 12 ابريل 2018

شكراً معالي وزير خارجية الملكة العربية السعودية وشكراً لدعوتي إلى هذا اللقاء.

اشكر السيد الأمين العام وأحيي السادة الوزراء في هذه القاعة وأنقل لهم تحيات الأمين العام للأمم المتحدة

وأعتذر بالتكلم عن بلدٍ هو عزيز علي ووزيره موجود ... ولكني استميحه العذر بالكلام عن بلد عزيزة علي بقدر ما هي عزيزة عليه.

لو كنت متشائماً لقلت أن هناك مازال في ليبيا نحو 20 مليون قطعة سلاح في أيدي الناس و لقلت أن دولتين تمكنتا مؤخراً من وضع اليد على باخرتين تنقلان سلاحاً جديداً إلى ليبيا التي لا تحتاج لا إلى ذخيرة ولا إلى مفرقعات ولا إلى صواريخ إضافية. أما لو كنت متفائلاً لقلت أنه في الشهر الماضي، الشهر الثالث من ألسنة الحالية فإن عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الاشتباكات في ليبيا لم يتجاوز الخمسة، مع اثني عشر جريحاً وهو رقم لم نراه في ليبيا منذ سنوات وسنوات.

ولو كنت متفائلاً لأضفت بأنني جئت اليكم اليوم من طرابلس حيث أسكن منذ شهر ونصف وحيث أرجعت بعثة الأمم المتحدة للعمل إلى جانب الليبيين من ليبيا.

إذاً هناك مؤشرات إجابيه وهناك مؤشرات أقل إجابيه. بما يخص خطةالعمل التي تبنتها الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، يمكنني أن أقول بإيجاز أنها تسير في الطريق التي يجب أن تسير عليها ولكن بالتأكيد ليس بالسرعة التي كنت اتمناها، لأن بعض الإخوة في ليبيا لديهم فكر خلاق في وضع العراقيل أحياناً أمام العجلات التي يجب أن تسير عليها هذه الخطة.

في موضوع الدستور، هناك نص دستوري توافقت عليه الهيئة التأسيسية المنتخبة في التاسع والعشرين من شهر تموز/يوليو من السنة الماضية. لكنه وجه بعدد من الدعاوى أمام القضاء، القضاء الإبتدائي ثم القضاء الثانوي ثم المحكمة العليا وفي 14 فبراير الماضي تم تحرير هذا النص فأصبحت الدعوة لإستفتاءٍ عليه ممكنة. لكن أي إستفتاء دستوري بحاجة إلى قانون ونحن نسعى بكل امكانياتنا لدى مجلس النواب في طبرق ولدى المجلس الأعلى للدولة لكي يسرعا في التفاهم على مشروع الإستفتاء على هذا الدستور والبعثة وضعت كل ثقلها إلى جانب المفوضية العامة للإنتخابات في ليبيا وكونت لها ميزانية للتجهيزات للعمل على الإسراع في إجراء هذا الإستفتاء فور تمكن المجلسين من التفاهم على قانون لهذا الاستفتاء.

و أكاد أقول الأمر نفسه بالنسبة للإنتخابات. إن مر كل شيء على سلام وهذا ما آمله فإننا سنبدأ قبل هذا الشهر بسلسلة من الإنتخابات البلدية في عموم ليبيا علماً أن هناك 75 مدينة في ليبيا من أصل 104 تنتهي مدة المجلس البلدي فيها خلال هذا العام. وسوف نحاول ونسعى بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي من أن نقدم على هذه الإنتخابات البلدية في كل هذه المدن بدءً من الزاوية في الثامن والعشرين من هذا الشهر.

الإنتخابات النيابية أيضاً ضرورية. كل إستطلاعات الرأي في ليبيا تشير إلى أن الليبيين يريدون إنتخابات نيابية ونحن ساعدنا الحكومة الليبية على إجراء تسجيل جديد للناخبين وفوجئ كثيرون بأن هناك أكثر من مليون ليبي جديد اضافوا أسمائهم إلى اللوائح الإنتخابية بحيث تضاعفت نسبة الليبيين الذين لهم الحق بالتصويت من 31% في ديسمبر الماضي إلى نحو 55% اليوم وهذا رقم جيد يعطي صدقية للإنتخابات يوم تجري هذه الإنتخابات. لكن طبعاً هناك شروط أخرى لإنتاج إنتخابات ذات صدقية منها وجود قانون مقبول من قبل كل الأطراف ومنها طبعاً قبول الفاعلين الأساسيين في الساحة الليبية لنتيجة الإنتخابات قبل اجرائها لكي لا نقع في ما وقعنا به سنة 2014 ومنها طبعاً أوضاع أمنية مقبولة وهو ما نسعى إليه أيضاً. ولقد بدأنا حواراً وسعاً في البعثة مع مختلف التشكيلات المسلحة في ليبيا نحاول معهم بحث الشروط والسبل الكفيلة بانتقالهم أو بعودتهم إلى الحياة المدنية. وهذا أمر مهم إذا أردنا إجراء إنتخابات دون أن تتدخل هذه التشكيلات المسلحة بها. طبعاً ليس الأمر بالسهولة التي يعتقدها البعض ولكن إستعداد مختلف قادة هذه التشكيلات للدخول في هذا الحوار مع البعثة أمر جيد ولقد دخلنا في عملية وضع إستراتيجية لمحاولة إعادة إحتكار السلاح في أيدي الدولة فحسب من خلال اعادتهم التدريجية إلى الحياة المدنية أو انخراطهم في المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية وآمل أن نتمكن من طرح هذه الإستراتيجية على مجلس الأمن الدولي في منتصف ايار المقبل.

أخيراً لقد بدأنا عملية استشارة واسعة لعموم الليبيين منذ نحو عشرة أيام ويسرني اعلامكم أن الليبيين قبلوا بهذا العمل التشاوري بحماسة كبيرة. لقد اجرينا عدد من هذه التشاورات المحلية في كل من بنغازي وغريان زوارة ومنذ يومين في أبو سليم ومدن أخرى وسوف نجريها في حوالي ثلاثين مدينة ليبية هناك حماس حقيقي عند اخوتي الليبيين للإشتراك في إعادة صناعة مستقبلهم معنا. وهذه الملتقيات المحلية ستتوج بعض إنتهاء الشهر الكريم بملتقى وطني شامل يحدد فيه الليبيون الصورة التي يريدون بلادهم أن تكون عليها في السنوات المقبلة.

وطبعاً مازال هناك أخبار سلبية من خطف من إعتقال تعسفي من تعدي على ممتلكات أو على حياة المدنيين في عموم الأراضي الليبية ولكن هناك أيضاً أمور إيجابية وهذه الأمور الإيجابية لا تتم بصورة عجائبية انما تتم لأن هنا عدد من الليبيين الحسني النية التي يريدونها أن تكون وتتم لأن البعثة عاملة بكل جهدها للتوصل إلى ذلك وتتم أيضاً بفضل الدعم التي تحظى به خطة العمل التي نسير عليها من قبلكم جميعاً وهذا الدعم هو الذي أشكركم عليه في نهاية هذه الكلمة وشكراً.