مقتطفات من المؤتمر الصحفي للممثل الخاص للأمين العام، برناردينو ليون، في الصخيرات 13 سبتمبر 2015
مقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي عقده الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، في الصخيرات-المغرب في 13 أيلول/سبتمبر2015:
بعد ساعات طويلة من المناقشات، توصلنا إلى ما نعتبره توافقاً حول العناصر الرئيسية. سنقوم بتوزيع النص على الأطراف وسوف نعمل على هذا النص الليلة، ونعتقد أن هذا النص سيلقى الدعم الكامل من الأطراف وسوف يصوت عليه كلا الطرفيْن، مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام، وسيتم إقراره من قبل بقية المشاركين خلال الأيام القادمة.
لقد كان يوماً طويلاً. وكما تعلمون، لقد كانت ليلة طويلة. العنصر الأول الذي أود التركيز عليه هو أن الأطراف وضعت مصلحة بلادها قبل أي اعتبارات أخرى. ولذلك، فإني أعتقد أن هذا اليوم هو يوم مهم جداَ بالنسبة إلى ليبيا. إنه يوم مهم بالنسبة إلى الليبيين لأن ممثليهم عملوا بإرادة سياسية، وبمرونة وكرم للتوصل إلى هذا الاتفاق.
لقد تمكنوا من التطرق إلى خلافاتهم، ولقد بدأنا هذا الصباح بعدد من الخلافات الهامة – ست، سبع، ثمان نقاط حيث كانت الخلافات فيها كبيرة – ولقد تمكنوا من مناقشة وتجاوز خلافاتهم فيما يخص هذه القضايا.
والآن، وعندما سنقوم بتوزيع هذا النص صباح الغد، ونحن نعتقد أنه سيكون نصاً توافقياً بالنسبة لهم جميعاً، سيغادر ممثلو المؤتمر الوطني العام الصخيرات لمدة 48 ساعة. سيقومون بتقديم النص وسيعودون بعد 48 ساعة ومعهم أسماءهم المقترحة لمرشحي حكومة الوحدة الوطنية. ونأمل أنه خلال اليومين القادمين ستتاح لنا إمكانية التوصل إلى توافق حول حكومة الوحدة. وكما تعلمون، فإن المشاركين الآخرين قدموا أسماءهم، مرشحيهم، فمجلس النواب والمشاركين الآخرين، معظمهم قدم مقترحات، وآمل أن الزخم الجيد، والروح الجيدة الموجودة لدينا اليوم ستستمر خلال الأيام القادمة وسيكون بالإمكان أن يصبح هذا النص جاهزاً للتوقيع بحلول 20 أيلول/سبتمبر.
ونحن نعلم أن هذا سيكون صعباً. نحن نعلم أنه سيتطلب الكثير من العمل، غير أننا نعتقد أنه سيكون من الممكن الوصول إلى هذا الموعد النهائي المتمثل في 20 أيلول/سبتمبر، باتفاق سيتم التوقيع عليه.
وأود أن أشكر، وأعرب عن امتناني مرة أخرى لمملكة المغرب، لاستضافتنا، والمجتمع الدولي وسفراء البلدان الداعمة للعملية، حيث أنهم أدوا دوراً هاماً من خلال مواكبتهم للعملية، وللفريق الذي أدى عملاً رائعاً لكي يجعل هذا ممكناً، ولكم جميعاً الذين رافقتمونا بصبر خاصة خلال الأيام الطويلة مثل اليوم.
سؤال: لقد قلت 6، 7 نقاط خلاف، هل بإمكانك توضيح ذلك؟
ليون: عملياً، أعتقد أننا واجهنا هذا الصباح مستويات مختلفة من الخلافات خلال استعراضنا لجميع فصول هذا الاتفاق، بعضها كان أكثر أهمية (مثل) تركيبة مجلس الدولة، وكيفية التعامل مع تشكيل الحكومة، والإدارة خلال المستقبل القريب، والقرارات أو عملية صنع القرار في مختلف فصول الاتفاق، وبعض المواقف النهائية التي تتطلب بعض الصقل، وبعض المواد المتعلقة بالقضايا التشريعية، والعلاقات بين التشريعات الداخلية والتشريعات الدولية، والتواريخ. إذاً، لقد كان يوماً طويلاً من هذا المنطلق. يجب أن نجد صيغ توافقية لجميع هذه الخلافات. وأعتقد أننا لن نعرف إلا عندما يقومون بالتصويت. في هذه المرحلة، لا نستطيع أن نقول أن كلا الطرفين سيوقعان على هذا النص، غير أننا نعتقد وبكل صدق أن هذا أفضل ما بإمكاننا تقديمه في هذا السياق، وفي هذه الساعة التي تشهد خلافات مهمة في المجتمع الليبي.
ما طرحه المشاركون هنا هو هذه الخلافات، وهي خلافات حقيقية، موجودة على الأرض. يجب على الليبيين بناء الثقة. يجب أن يبنوا مشروع تقاسم السلطة هذا، وأعتقد أن البلاد أمامها فرصة. وما أريد التأكيد عليه هو أنهم يريدون هذا من أجل بلادهم، غير أنهم أيضاً يفكرون في أن حل خلافاتهم سياسياً، من خلال بدء المرحلة الانتقالية مرة أخرى، يعد رسالة هامة لبلدان أخرى في المنطقة تمر في مرحلة نزاع وبحاجة بنفس القدر لتسوية خلافاتها سياسياً.
سؤال: هل تم إدخال تعديلات على النص الذي تم التوقيع عليه في السابق أم على الملاحق؟
ليون: في الأساس، جزء من معظم القضايا التي تناقشنا بخصوصها اليوم كان من الملاحق أو الأحكام الختامية. غير أنه، وعلى نفس القدر، بعض هذه القضايا، في حال وافق كلا الجانبيْن-مجلس النواب والمؤتمر في طرابلس – في حال سيوافقون على هذه المقترحات فسيتم تعديل النص ولكن لن يطال التعديل نقاط مهمة جداً، بعضها، بإمكاني أن أقول، حوالي أربع أو خمس نقاط ملموسة. أود أن أقول أنها تعديلات صغيرة، ليس تغييراً كبيراً. وبالتالي، فأساس النص سيبقى على ما هو عليه، مع بعض التعديلات. ولقد تم إدخال التسع نقاط التي اقترحها المؤتمر، وتمت معالجتها في هذه الحزمة الكاملة، والحزمة الكاملة طبعاً تعني الأحكام الختامية والملاحق وأيضاً النص الرئيسي.
الآن نحن نعلم أنه بالنسبة للأطراف التي وقعت هنا في الصخيرات في 12 تموز/يوليو، هذا ليس قراراً سهلاً. مناشدتي إليهم، ولليبيين، أنه حتى وإن كان بوسعنا إدراك أنهم منزعجون، أنهم يشعرون بالإحباط لأنه سيتم إدخال بعض التغييرات على النص، غير أن من خلال هذا الجهد الأخير، وفي هذه الساعة الأخيرة سيكون بالإمكان تجاوز الأزمة في ليبيا، وأن يكونوا كرماء ويقبلوا هذه التغييرات من أجل بلادهم.
لقد قدم كلا الطرفين تنازلات. لن يأخذ طرف واحد كل شيء. لقد كررت هذا مرات عديدة.
هذا حل يمثل مكسباً للجميع، وأعتقد أن هناك مستوى جيد لقبول الحلول الوسط من قبل كلا الجانبيْن، وأصر على مناشدتي ودعوتي لجميع الليبيين، لهم جميعاً، كل من وقع في 12 تموز/يوليو أن يكونوا كرماء وأن يقبلوا، لأن هذا ضروري للتمكن من جمع الكل. ومن الممكن توحيدهم ومن خلال هذه الوحدة بدء إعادة بناء الدولة ومعالجة مشاكل الليبيين: الإرهاب والهجرة وبدء الانتقال الديمقراطي مرة أخرى واستعادة الاستقرار الاقتصادي. كل هذه التحديات لا يمكن معالجتها سوى من خلال هذه الوحدة ولدينا الفرصة. ربما هذه هي المرة الأولى بعد مضي عام واحد نجد أمامنا هذه الإمكانية لتحقيقها والحصول على هذا الاتفاق مع جميع الأطراف، جميع الأطراف الرئيسية في ليبيا مجتمعة حوله.