خمسة وستون شابًا من شرق ليبيا يشاركون في مشاورات البعثة بشأن خارطة الطريق المقبلة مع نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام.
طرابلس – شارك خمسٌ وستون شابة وشاب من مختلف مدن شرق ليبيا يوم الخميس الماضي في مشاورات عبر الإنترنت حول التحديات التي تواجههم وأراءهم حول مقترحات اللجنة الاستشارية.
عقدت الجلسة في إطار سلسلة المشاورات العامة للبعثة مع عموم الليبيين، وبحضور نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للشؤون السياسية السيدة ستيفاني خوري، أشاد المشاركون بمقترحات اللجنة الاستشارية واعتبروا أنها توصلت إلى مجموعة من المقترحات التي تتفق مع تطلعات جل الليبيين، إلا أنهم في نفس الوقت أبدوا خشيتهم من عرقلة المعرقلين لأي خارطة طريق لا تتلاءم مع مصالحهم، حيث قالت إحدى المشاركات: «الأجسام السياسية الحالية تخدم مصلحة نفسها فقط، وتمتلك السلاح والحماية وتتربح من وراء ذلك» وتباينت أراء المشاركين ما بين الخيارات التي طرحتها اللجنة الاستشارية فمنهم من اعتبر أن المقترح الرابع والذي ينص على تشكيل مجلس تأسيس يحل محل الأجسام القائمة هو الحل الأمثل لإنهاء الانسداد الحالي.
فيما رأى آخرون أنه يعيد المشهد السياسي الليبي إلى المربع الأول ويطيل من أمد المراحل الانتقالية، مطالبين بالتوجه نحو انتخابات رئاسية وتشريعية بما يتفق مع المقترح الأول للجنة الاستشارية، حيث قال أحد الشباب المشاركين من درنة «التوجه نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية يمثل انسياقًا طبيعيًا لرغبة وإرادة أكثر من مليوني ليبي سجلوا في انتخابات 2021 وحرموا منها»، فيما رأى آخرون أن الأولوية يجب أن تكون لوضع الدستور قبل الحديث عن أي انتخابات لعدم تكرار التجارب السابقة.
وأتفق المشاركون جميعًا على ضرورة إشراك الشباب في أي عملية سياسية، وقالت إحدى المشاركات من مدينة بنغازي: «الشباب غير ممثلين في أي جسم سياسي حاليًا» مضيفةً: «يفترض بأن يكون مجلس النواب خير ممثلٍ للشباب والمنصت لصوتهم، إلا أن الواقع مختلف» وفي إجابتهم على سؤال لنائبة الممثلة الخاصة السيدة ستيفاني خوري حول مسألة تمثيل الشباب بالعملية السياسية، اختلف المشاركون الأجسام التي من شأنها أن تمنح أفضل تمثيل للشباب، فأعتبر البعض أن الأحزاب السياسية تمثل أداة للشباب للمشاركة السياسية، فيما اعتبر أن الأحزاب السياسية في ليبيا لا تحظى بقبول واسع من المجتمع على عكس المجتمع المدني، وأشار بعض المشاركين إلى المجلس الأعلى للشباب وهي مؤسسة مقترحة لازالت تحت نظر مجلس النواب.
نائبة الممثلة الخاصة للشؤون السياسية، السيدة ستيفاني خوري عبرت عن أهمية دور الشباب قائلةً «الشباب يمثل ما نسبته ثلثي سكان ليبيا، وهو مستقبل البلاد، ولا بد من وجود شبكة شباب قوية تعمل للتأثير على مختلف الأطراف الفاعلة وتناصر قضايا الشباب في الحوار المهيكل، في مختلف المسارات سواءً السياسية، أو الاقتصادية، أو الأمنية».
وعبر المشاركون عن إحباطهم من الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي، مطالبين البعثة بتقديم حلول بدلاً من إدارة الأزمة الليبية، وردت السيدة خوري قائلةً: «لا نريد إدارة الأزمة، ما نطمح إليه هو الوصول إلى مرحلة مستدامة، ويتطلب ذلك توحيد المؤسسات وتجديد شرعيتها» مشددةً على أن ذلك هو الهدف الرئيس لخارطة الطريق المزمع الإعلان عن عناصرها الأساسية يوم الخميس في إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام أمام مجلس الأمن.