شباب ليبيون يدعون إلى المشاركة الفعالة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار خلال ورشة عمل من تنظيم البعثة
طرابلس – 31 تشرين الأول / أكتوبر – انضم أربعة عشر شابًا وشابة من مختلف أنحاء ليبيا إلى خبراء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من قسم مراقبة وقف إطلاق النار يوم الأربعاء في طرابلس لمشاركة أفكارهم وتوصياتهم حول كيفية دعم الشباب لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
وخلال مناقشات مجموعات العمل، تم تناول القضايا التي يطرحها استمرار انعدام الأمن على الصعيدين العسكري والسياسي، وتأثير ذلك على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. كما أشاروا إلى أن "الشروع في تنفيذ وقف إطلاق النار عام 2020 أفضى إلى بيئة أكثر استقرارًا، لكن السلام لا يزال هشًا بسبب استمرار الانسداد السياسي".
ودعا أحد المشاركين في الورشة القادة الساسيين إلى "العمل على توحيد المؤسسات للحفاظ على وحدة البلاد وتفادي ترسيخ الانقسامات بسبب انعدام الأمن". واعتبر أن "الانتخابات هي الطريقة الوحيدة لحل الأزمة، لكن لا شك أن وجود المقاتلين الأجانب والمرتزقة يجعل هذا الأمر صعبًا ويسهم في تأجيج النزاعات".
وخلصت المناقشات في مجموعات العمل إلى جملة توصيات يرى الشبان والشابات الليبيات أن تنفيذها ضروري لتفعيل مشاركتهم في تنفيذ اتفاق النار. ومن بين تلك التوصيات:
- تسريع عملية توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية.
- إطلاق حوار وطني شامل دون شروط مسبقة لتطوير خارطة طريق للخروج من الأزمة.
- سحب جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد.
- دمج المقاتلين الليبيين في المجتمع من خلال برامج تدريب شاملة وبرامج نفسية اجتماعية.
- تطوير وتنفيذ برامج للحد من العنف المجتمعي ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.
- تعزيز الفرص التعليمية والوظيفية للشباب لتقليل جاذبية الانضمام إلى الجماعات المسلحة وتشجيع الشباب على إعادة الاندماج في المجتمع
- رفع الوعي لدى الشباب والمجتمعات، وخاصة الأمهات، بشأن عواقب انضمام الشباب إلى الجماعات المسلحة.
- تعزيز مراقبة وقف إطلاق النار وفرض عقوبات في حال رصد أي انتهاكات.
- بناء قدرة منظمات المجتمع المدني لتمكينهم من التأليف بين المجتمعات المحلية من خلال مبادرات بناء السلام والتربية المدنية.
- تدريب الشباب ومنظمات المجتمع المدني لدعم اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في تنفيذ وقف إطلاق النار.
- دعم منظمات المجتمع المدني لتنفيذ حملات مناصرة حول كيفية دعم تنفيذ وقف إطلاق النار والإبلاغ عن الانتهاكات.
- تطوير منصة رقمية تتيح للناس الإبلاغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار والمساعدة في مراقبة تنفيذ الاتفاق.
- العمل بشكل أوثق مع منصات التواصل الاجتماعي لمكافحة خطاب الكراهية في ليبيا وتعزيز الوعي حول اتفاق وقف إطلاق النار ومنع خطاب الكراهية.
- العمل بشكل أوثق مع وسائل الإعلام للحد من انتشار المعلومات المضللة وتعزيز معرفتهم بالمواضيع الرئيسية.
- إنشاء مجموعة مناصرة للشباب تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعمل بشكل تعاوني على القضايا الرئيسية.
- تنظيم مهرجانات ثقافية وأنشطة في المجتمعات المتأثرة لجمع الناس وبناء الثقة بين المجموعات الاجتماعية المختلفة.
وانتقد أحد الشبان المشاركين في الورشة كون "عملية اتخاذ القرار في ليبيا لا تزال مغلقة أمام الشباب،” معتبرا أن "هذا الأمر يجعل من الصعب أيصال صوت الشباب. ودعا المجتمع الدولي والشباب أنفسهم إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لإسماع صوتهم.
وأشار شاب آخر إلى أن “المشكلة تكمن في الوضع الاقتصادي،” مؤكدا أن "ليبيا تحتاج إلى مبادرات تعالج البطالة وتحسن التعليم لجعل العنف والجماعات المسلحة أقل جاذبية للشباب".
وتعد الورشة واحدة من سلسلة ورشات تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كجزء من برنامج “الشباب يشارك" #YouEngage، الذي يستهدف انخراط 1000 شاب وشابة من جميع أنحاء ليبيا. وسيتم جمع التوصيات المقدمة من الشباب في جميع الورش ونشرها في تقرير في يونيو 2025، يفصل ما يوصي به الشباب لمستقبل ليبيا في مختلف القضايا الرئيسية. وقد تناولت الورش السابقة قضايا عدة من قبيل العدالة الانتقالية، وتعزيز الفضاء المدني، والتغيرات المناخية، وتطوير الفضاءات الرقمية الشاملة.