صحفيون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي يتفقون في ندوة بالقاهرة على محاربة خطاب الكراهية في الإعلام الليبي

13 نوفمبر 2019

صحفيون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي يتفقون في ندوة بالقاهرة على محاربة خطاب الكراهية في الإعلام الليبي

القاهرة / طرابلس، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 - شارك عدد من كبار الصحفيين والمدونين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في ليبيا في ندوة عُقدت في القاهرة الأسبوع الماضي حول "محاربة خطاب الكراهية وأخلاقيات الصحافة".

توصل المشاركون الذين يمثلون عدد من وسائل الإعلام الليبية التي تبث أو تنشر من داخل ليبيا وخارجها إلى حزمة من التوصيات تتعلق بضرورة تعريف "خطاب الكراهية" ومعرفة السبل الكفيلة بمعالجته وذلك من خلال الالتزام بالمبادئ الأخلاقية للصحافة. وأكد المشاركون السبعة عشر، بينهم ثمان سيدات، على أهمية التوعية بمخاطر وعواقب خطاب الكراهية والتضليل والتحريض والأخبار الزائفة. وأوصوا بوضع تشريعات وآليات مناسبة لرصد المحتوى غير الملائم وكل ما يتعلق بخطاب الكراهية والتحريض الذي يبث عبر وسائل الإعلام التقليدية أو في المنصات الإليكترونية الأخرى .

وفي الجلسة الختامية، شدد الممثل الخاص للأمين العام، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، على أهمية توحيد الجهود لمحاربة خطاب الكراهية نظراً للخطر المدمر الذي يشكله على السلم المجتمعي والنسيج الاجتماعي في ليبيا. وقال الممثل الخاص إن "خطاب الكراهية والأخبار المزيفة منتشران على نطاق واسع ويمثلان مشكلة خطيرة للغاية"، مضيفاً بأن "خطاب الكراهية يأتي نتيجة لتراكم المشاعر السلبية، الأمر الذي يستلزم بذل جهود جادة لمعالجته، واتباع مبدأ الحوار البنّاء نظراً لأهميته البالغة". وأردف الممثل الخاص للأمين العام قائلاً: "إن الحوار هو أيضاً نوع من الصراع، ليس مع الآخر بل مع النفس، ذلك لأن الحوار الحقيقي يلزمك بقبول الآخر وقبول للآخر شرعيته، والأهم من ذلك، قبول تأثركَ بآراء الطرف الآخر أثناء حوارك معه".

وسلطت الندوة، التي عُقدت يومي 3-4 تشرين الثاني/نوفمبر بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وقامت بتيسيرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الضوء على الانتشار المثير للقلق لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، مع التركيز على منظور حقوق الإنسان بشأن إعلان الرباط، ولا سيما فيما يتعلق بسبل معالجة هذا الخطر دون المساس بحرية التعبير ومبادئ حقوق الإنسان.  وعُرضت في الورشة أمثلة على خطاب الكراهية والتحريض والتضليل والأخبار الزائفة التي غمرت الفضاء الإعلامي الليبي حيث قام المشاركون بمناقشة وتفنيد هذه الأمثلة. إضافة إلى ذلك، قدم فريق السياسات في شركة فيسبوك المعني بشمال أفريقيا عرضاً حول أحدث الاتجاهات في فيسبوك، ومعايير / ضوابط المجتمع وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مواجهة الحسابات الزائفة وخطاب الكراهية والمحتوى غير المناسب.

قالت الإعلامية مي الكيلاني، المذيعة في إحدى القنوات التلفزيونية في بنغازي، والمشاركة في الندوة "نواجه كصحفيات تحديات لا حصر لها بما في ذلك التحريض والتهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي. لذا علينا أن نعمل معاً رجالاً ونساءً للتصدي لهذه الموجة من التحريض وخطاب الكراهية والقذف والتشويه".  وقال عيسى رشوان، وهو أحد المؤثرين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، ومشارك في الندوة، "نحن ممتنون لإتاحة هذه الفرصة لنا لمناقشة سبل التصدي لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام الليبية، ومشاركة ممثلين عن شركة فيسبوك في النقاش. انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على منصة فيسبوك يشكل مصدر قلق بالغ. ويبدو أنه عمل منظم يسهم في خلق المزيد من الانقسامات في المجتمع الليبي."

تعد هذه الندوة، التي أقيمت في القاهرة، هي الثانية في سلسلة من الفعاليات التي أطلقها مكتب الإعلام والاتصال في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة خطاب الكراهية والتضليل بالتزامن مع الجهود الجارية لإحياء العملية السياسية. وقد تم تنظيم الندوة الأولى في طرابلس في أيلول/سبتمبر الماضي وحضرها 30 مشاركاً، كان نصفهم تقريباً من النساء.

 

التوصيات التي تم التوصل إليها من قبل المشاركات والمشاركين في ندوة القاهرة:

  1. عدم نشر معلومات أو أخبار تتعلق بخطاب الكراهية أو الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي
  2. الالتزام بحقوق الملكية الفكرية
  3. احترام خصوصية الآخرين
  4. تقبل الاختلاف والتنوع واحترام اراء الأخرين
  5. التوعية بأهمية سن التشريعات والقوانين حول جرائم النشر على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والأنترنت، مع تفعيل وانفاذ القوانين التي تجرم خطاب الكراهية
  6. احترام القيم والمبادئ الإنسانية في كل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي
  7. حث وسائل الاعلام الليبية من أجل تعزيز الخطاب الوطني الجامع
  8. التشبيك مع البعثة والمنظمات المحلية والدولية المعتمدة لدى الدولة الليبية من أجل مواجهة خطاب الكراهية
  9. الالتزام بالمعايير المهنية وفي مقدمتها الموضوعية والدقة والمصداقية والحياد
  10. حماية المصادر
  11. تأسيس أجسام نقابية صحفية وتفعيل دورها
  12. تحديد آلية رصد ومتابعة لما ينشر من خطاب الكراهية على وسائل الإعلام ومنصات الاجتماعي
  13. حث منظمات المجتمع المدني والمكونات الاجتماعية للإسهام في الحد من خطاب الكراهية
  14. حث المنظمات المحلية والدولية المختصة على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا خطاب الكراهية
  15. توفير الدعم للإعلاميين من الدولة الليبية