نص المؤتمر الصحفي الذي عقده غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. جنيف- 4 شباط/ فبراير 2020
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (ترجمة غير رسمية)
الممثل الخاص: شكراً جزيلاً، أسعد الله صباحكم جميعاً. أنا ممتن جداً لحضوركم هذا الصباح، وممتن أيضاً لزملائي في مقر الأمم المتحدة في جنيف على تفانيهم الكبير ومساعدتهم، وبالتأكيد ممتن جداً للسلطات السويسرية وسلطات جنيف على المساعدة القيّمة للغاية التي تقدمها إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل تنظيم عقد الإجتماعات الخاصة بالمسار العسكري في جنيف ضمن خارطة الطريق. كما تعلمون بالتأكيد، وبعد المؤتمر الدولي الذي عقد في برلين، أعدّت البعثة ثلاثة مسارات؛ أولها مسار اقتصادي بدأ بالفعل في تونس قبل مؤتمر برلين وذلك يوم 6 كانون الثاني/ يناير، وسيُعقد الإجتماع القادم للمسار الاقتصادي والمالي في القاهرة في التاسع من هذا الشهر. أما المسار الثاني فهو مسار عسكري، مسار عسكري وأمني، ويُطلق عليه الآن مسار 5 + 5 لأنه يتكون من خمسة ضباط، ضباط رفيعي المستوى، تم تعيينهم من قبل حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وخمسة آخرين رفيعي المستوى- تم تعيينهم من قبل السيد حفتر. لذلك، وصل كلا الجانبين إلى جنيف وبدأنا بالأمس بمناقشة قائمة طويلة من النقاط المدرجة في جدول أعمالنا، وذلك في بداية محاولة لتحويل الهدنة إلى هدنة أكثر صلابة، وأقل انتهاكاً من قبل أي من الجانبين، بل وأيضاً لتحويل تلك الهدنة إلى اتفاق حقيقي لوقف دائم لإطلاق النار. ويسرني أن أبلغكم أن كلا الجانبين قد شرعا في العمل على هذه النقطة الأولى من جدول الأعمال وأننا سنستأنف اجتماعاتنا معهم في أقل من 20 دقيقة بغية سد الثغرات، إن وجدت، فيما يتعلق برأيهم حول كيفية تنظيم وقف إطلاق النار، وقف دائم لإطلاق النار، وقف مستدام لإطلاق النار، على الأرض، وأي نوع من المراقبة، ودور الأمم المتحدة، ودور السلطات الليبية، والمراقبين، وما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من حيث الأسلحة الثقيلة وما إلى ذلك. لذا، فإن كل هذه الأسئلة الفنية بالغة الأهمية والرامية إلى دفع العملية برمتها إلى الأمام، تجري مناقشتها هنا في جنيف، ويسرني أن أبلغكم أننا لن نترك أي من الأسئلة الضرورية جانباً بغية التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار. شكراً لكم.
سؤال: ذكرت عملية المراقبة بعد وقف إطلاق النار. نعلم أن الاتحاد الأوروبي إقترح أن يتولى الجنود الأوروبيون هذه المهمة. هل يمكن أن يكون هذا سيناريو ممكناً وأنك تحدثت بالفعل (حول الأمر) مع كلا الوفدين؟ كم من الزمن تتوقع أن تستمر هذه المحادثات هذا الأسبوع؟
الممثل الخاص: حسناً، في النهاية هو قرار يجب أن يتخذه الليبيون أنفسهم: أي نوع من المراقبين يريدون لوقف إطلاق النار. أعلم أن المناقشات جارية داخل الاتحاد الأوروبي، ولكننا بدأنا للتو المحادثة بين الليبيين. هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها ضباط رفيعي المستوى من الجانبين منذ وقت طويل جدا، وهي المرة الأولى بحق. في الواقع، أعتقد أنها المرة الأولى على الإطلاق. لذا، لا تتوقع أن تتم تسوية جميع هذه القضايا في اجتماع واحد تم بعد ظهر أمس، ولكن بالتأكيد سيتم خلال هذا الأسبوع طرح الاقتراح الأوروبي على الطاولة.
سؤال: إذا سمحت لي، سأطرح سؤالي باللغة العربية.
السيد المبعوث الخاص – هل جلست الأطراف معاً أولاً، وهل هناك اتفاق حقيقي بشأن تحويل الهدنة إلى وقف إطلاق نار دائم؟
المبعوث الخاص – هناك استعداد واضح عند الطرفين لذلك. لقد عبر الطرفان عن موافقتهما على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار. ولذلك فإن المبدأ نفسه قد تم اعتماده منذ الجلسة الأولى. الآن ماهي شروط هذا الاتفاق وهذا ما سنبحثه اليوم وغداً وبعد غدٍ.
نحن بدأنا بجلسات منفردة وحين يحين الوقت لا استبعد أن يجتمع الطرفان معاً.
سؤال: هل إجتمع الطرفان مع بعضهما؟
الممثل الخاص: لقد بدأنا باجتماعات منفصلة وعندما يحين الوقت، لا أستبعد أن يجتمع الطرفان معاً.
سؤال: في محادثات موسكو، غادر الجنرال خليفة حفتر المحادثات في منتصفها (غير مفهوم) كما تعلمون، وفي مؤتمر برلين كان هناك نوع من اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه لم يوقع. وقد أُفيد بأن وقف إطلاق النار (غير مفهوم) في ليبيا منذ مؤتمر برلين. إذن، هل أنت متفائل بأنه من خلال هذه المحادثات في جنيف ستحصل على وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا؟
الممثل الخاص: شكراً جزيلاً على سؤالك. أعتقد أنه ينبغي علينا أن نميز بين الدعوة إلى هدنة أرسلها الرئيسان أردوغان وبوتين في 8 كانون الثاني/ يناير وقبلها الطرفان في الثاني عشر من نفس الشهر ونُفذت بقدر كبير - ليس بالكامل، ليس بشكل مطلق، هناك إنتهاكات للهدنة - لكن تم قبولها من الجانبين. نريد تنفيذ هذه الهدنة، ونريد الإبقاء عليها، ونرى أنها تطور إيجابي للغاية، وفي الواقع، نشكر البلدين على إنجازهما هذا. الآن، هناك شيء آخر، كانت هناك محاولات عديدة أعقبت ذلك لإضفاء الطابع الرسمي على هذا القبول للهدنة في وثيقة مكتوبة. وكان هناك بعض التردد، خاصة من جانب السيد حفتر، هذا صحيح. وهذا هو السبب في أن الهدف من هذه المحادثات في جنيف هو الإستماع بعناية إلى موقف الجانبين بشأن شروطهما لقبول ترجمة هذه الهدنة إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار. بعد ذلك، سيقبل الجانبان ما كانا يتفاوضان عليه بروية وهدوء في جنيف من أجل الخروج بذلك الاتفاق.
سؤال: أتساءل ما إذا كنتم ستناقشون أيضاً مسألة إغلاق حقول النفط وما إذا كنتم ستمارسون ضغوطاً على قوات حفتر لإنهاء هذا الإغلاق. شكراً لكم.
الممثل الخاص: تُعنى هذه المحادثات بالدرجة الأولى بالقضايا العسكرية والأمنية، ولا سيما وقف إطلاق النار. هناك ثلاثة مسارات، كما ذكرت، إقتصادي ومالي سيُعقد للمرة الثانية في القاهرة يوم الأحد القادم وهناك المسار العسكري والأمني والذي يجري هنا وهو يتناول بشكل أساسي قضايا مثل حظر الأسلحة ووقف إطلاق النار وما إلى ذلك. وهناك أيضاً المسار السياسي الذي من المحتمل أن يبدأ بعد أسبوعين من الآن، وهو المسار الذي يمكن أن يُعقد أيضاً في جنيف. إذن، أعتقد أن مسألة النفط هي مسألة مشتركة بين جميع هذه المسارات الثلاثة، غير أنها في الأساس قضية نحاول الدفع بها مع الأطراف الرئيسية نفسها على الأرض، إذ يتعين مناقشة هذه القضية مع الأطراف الموجودة على الأرض.
لقد إتخذنا كمنظمة الأمم المتحدة موقفاً قوياً للغاية بشأن عدم إدخال قضايا النفط في النزاعات السياسية. وقدمنا يد المساعدة في حل بعض المسائل المتعلقة بإنتاج النفط وتصديره في الفترة الماضية، لا سيما في قضية الهلال النفطي وقضية حقل الشرارة. وفي كل مرة لم يتم حل المسألة في غضون أيام، بل إستغرق الأمر بعض الوقت وبعض الدعم الدولي الفعال للأمم المتحدة في سعيها لحل المسائل المتصلة بإنتاج النفط وتصديره والنجاح في ذلك. وآمل ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للوصول الى حل لهذه الأزمة الجديدة، وأدعو الدول إلى دعم محاولات الأمم المتحدة الرامية الى استئناف الإنتاج. فقد تضرر الإنتاج بدرجة بالغة، وفي الواقع، فإن إنتاج ليبيا الآن فقط من الحقول البحرية ويبلغ 72000 برميل يومياً، مقارنة بـ 1.3 مليون برميل يومياً قبل الإغلاق. ومن المؤكد أنكم تعلمون أن تصدير النفط والغاز يشكل أكثر من 90 في المائة من جملة إيرادات السلطات الليبية. ولذلك، فهذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وسأكون ممتناً لو أن بعض الدول الكبرى في العالم، التي ساعدتنا في حل أزمات سابقة تتعلق بإنتاج النفط وتصديره، فعلت الأمر ذاته لحل هذه الأزمة بالذات.
سؤال: صباح الخير سيد سلامة. أود ببساطة معرفة رد فعلكم حيال المزاعم التي صرح بها إيمانويل ماكرون ضد الرئيس التركي بأن الأخير لا يحترم كلمته ولا يزال يتدخل في شؤون ليبيا. هل هذا هو شعورك أيضاً؟ هل تواصل الجهات الفاعلة الأخرى التدخل حتى الآن في الشؤون الليبية؟
الممثل الخاص: لقد ذكرت في إحاطتي لمجلس الأمن الخميس الماضي - أي قبل خمسة أيام - وقلت بوضوح أن القلق يساورنا لأننا نعتبر أن طرفي النزاع لم يحترما القرارات الواضحة التي أتخذت في برلين، ولأننا أيضاً نرى وصول مرتزقة جدد ومعدات جديدة إلى كلا الطرفين في ليبيا جواً وبحراً. وقد طلبنا من مجلس الأمن الإسراع في إعتماد قرار يتضمن مخرجات برلين وتفعيل لجنة العقوبات ولجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بالمتابعة اليومية ليس فقط لإنتهاكات القرار 1970 بشأن حظر توريد الأسلحة، بل أيضاً الإلتزامات التي تعهدت بها مختلف الأطراف في برلين.
سؤال: صباح الخير يا سيدي. تحدثتم عن الإغلاق، وبالعودة الى تلك المسألة، يهمنا أن نعرف ما إذا كنتم ترون أن النفط سيتدفق بالفعل في المستقبل القريب. هل ترون أي أمل في حدوث ذلك؟ ثانياً، ما ردّكم على المنتقدين الذين يرون أن هذا الحظر على الأسلحة غير ذي فائدة تماماً، لأنه كما ذكرتم بالفرنسية، إذا كان بوسعكم تكرار بعض ذلك باللغة الإنكليزية، فإن الأسلحة تتدفق على ليبيا من جميع الأطراف. شكراً.
الممثل الخاص: لقد إستمر إنتهاك حظر الأسلحة المفروض في عام 2011 منذ ذلك التاريخ. وقد دعا مؤتمر برلين إلى احترام هذا القرار على نحو أفضل. وما أخبرت مجلس الأمن به أنه ليس هناك إحترام للقرار، وأن لدينا أدلة على وجود معدات جديدة بل وأيضاً مقاتلين جدد، مقاتلين غير ليبيين، جاري ضمهم إلى المعسكرين. ولذلك، نعتقد أن الحظر المفروض على الأسلحة قد إنتهك من جانب الطرفين، وبالتالي من جانب البلدان التي تنتهك هذا القرار كونها مصدر هذه المعدات أو مصدر المقاتلين القادمين الى ليبيا. آمل أن يصدر مجلس الأمن في غضون الأيام القليلة قراره الأول مؤكداً من جديد على ذلك كما آمل أيضاً أن يفهم أولئك الذين يصدرون هذه الأسلحة أن هناك فعلياً أكثر من 20 مليون قطعة سلاح في البلاد وأن ذلك يكفي، فالبلاد ليست بحاجة إلى مزيد من المعدات. غير أن أفضل رد على ذلك هو نجاح هذه المحادثات التي تنطلق اليوم أو بالأحرى التي بدأناها بالأمس، لأنه إذا ما نجحنا في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يتفق عليه الجانبان الممثلان هنا في أول لقاء بينهما على الإطلاق، على المستوى العسكري على الأقل، عندها سيكون ذلك الرد الأفضل لأنه على الأقل لن تكون الأطراف في ليبيا بحاجة بعد ذلك إلى مزيد من الأسلحة أو المقاتلين إذا ما توصلت الى هذا الإتفاق هنا في جنيف.
سؤال: برأيكم، ما هو أثر إنتهاكات الحظر على هذه المحادثات؟
الممثل الخاص: أعتقد أنه إذا ما نجحت هذه المحادثات، فإنه، على الأقل، لن يبقى هناك عنصر جذب لأن انتهاك حظر الأسلحة ينطوي على عامل دفع وعامل جذب. فإذا ما تم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، من المؤكد أن يضعف عنصر الجذب. شكراً لكم.