الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز- اجتماع اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي

16 يناير 2021

الكلمة الافتتاحية للممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز- اجتماع اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي

جنيف 16 كانون الثاني/ يناير 2021

لقد أذهلني كيف أن العديد منكم قد لاحظ أنكم هنا تشهدون صناعة التاريخ، وأن بلدكم الحبيب يقف عند نقطة تحول، وأنكم تؤمنون أن ما لديكم الآن هو فرصة نادرة. وأنكم التزمتم في ما يمكن وصفه بعقد ملزم أخلاقياً للعمل معاً في روح الأخوة والتضامن.

أتفق على أن أمامكم فرصة فريدة سيكون من الحماقة تبديدها. ثمة هدوء هش على الأرض في ليبيا بعد سنوات من النزاع. وقد أتاح هذا الهدوء فرصة لإجراء هذه المحادثات في أجواء أكثر ودية مما كانت عليه في شباط/ فبراير 2020 عندما انعقدت الجولة الأولى من الحوار بينما كانت القنابل تسقط على طرابلس.

على مدى الأشهر الماضية، وتحت مظلة الأمم المتحدة، اجتمع الليبيون معاً لمدّ الجسور عبر مسارات عملية برلين من أجل معالجة حقيقية للمشاكل التي أدت إلى النزاع، بما في ذلك النزاع المسلح نفسه وجذوره الاقتصادية والأزمة السياسية والانقسام وضرورة تحقيق المساءلة والعدالة الانتقالية والمصالحة. هذه عملية ليبية - ليبية، لا تتم بوساطة قوى أجنبية أو في غرف موصدة في عواصم بعيدة، ولكنكم أنتم من يقوم بهذه العملية وزملاؤكم في المسارات الأخرى.

هناك توافق واسع النطاق على وقف  الاقتتال، ومحاولة استعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية، وبدء عملية إعادة البناء والإصلاح، وتمكين العديد من النازحين ومن هم في الخارج من العودة إلى ديارهم، ولكي يلقي المقاتلون بأسلحتهم وبشكل نهائي هذه المرة، كما نأمل.

في تونس، أطلقتم أنتم وزملاؤكم في مجموعة الـ 75 برنامجاً، وهو خطة طموحة لإخراج بلدكم من دوامة الانحدار، من سنوات الاضطراب الدائم، لبدء عملية تضميد الجراح والمصالحة.

لقد رسمتم خارطة طريق واتفقتم على الخطوة الأولى الحاسمة لتجديد الشرعية السياسية لمؤسساتكم واستعادة سيادتكم من خلال إجراء الانتخابات الوطنية في 24 كنون الأول/ ديسمبر المقبل. لقد اتفقتم على خطوات واضحة تفضي إلى هذه الانتخابات التي ستجرى بالاستناد إلى قاعدة دستورية متفق عليها. لقد حددتم إطاراً زمنياً معقولاً للغاية للسياسيين والمؤسسات ذات الصلة لكي يكملوا هذه الخطوات – ووضعتم خططاً بديلة في حال فشلهم أو تمت عرقلة هذه العملية، حيث سيتم تفعيل الخطوات البديلة.

في تونس، اتفقتم أيضاً على الحاجة إلى إعادة هيكلة السلطة التنفيذية لتحكم ليبيا في الفترة التي تسبق الانتخابات. وستكون مهمة هذه الحكومة الموحدة الجديدة تهيئة الظروف اللازمة لإجراء الانتخابات. كما ستسعى إلى إطلاق مصالحة وطنية ومكافحة الفساد وإعادة تقديم الخدمات العامة. واتفقتم على ضرورة مراقبة أداء الحكومة ووضع آليات موضع التنفيذ تمكّن من مساءلتها.

آمل أن تكونوا، بعد مشاوراتكم الليلة الماضية، على استعداد للارتقاء إلى مستوى هذه المناسبة، بأن تستفيدوا من  هذا اليوم، وهو آخر يوم لنا هنا في جنيف، للتفاوض بحسن نية وبروح من التوافق، وقبل كل شيء أن تضعوا مصلحة البلد،  بلدكم، نصب أعينكم، بلد مزقته الحرب بشكل كبير، واقتصاده مدمّر، ونسيجه الاجتماعي ممزق، وخدماته العامة في حال من الفوضى العارمة. ليس هذا هو الوقت المناسب لجعل سعيكم إلى الكمال يبعدكم عن عمل الخير.

مبادؤنا واضحة: نسعى إلى إيجاد سلطة تنفيذية موحدة مؤقتة قوامها أشخاص وطنيون ليبيون يريدون تشارك المسؤولية بدلاً من تقاسم المغانم . هذه السلطة التنفيذية المؤقتة لها صلاحيات واضحة ومحدودة تنتهي بإجراء الانتخابات في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل. لقد جلسنا إلى  طاولة الحوار لتحديد آلية الاختيار التي ينبغي أن تجسد مبادئ الشمولية الكاملة والشفافية والمساواة والتمثيل العادل عبر الأقاليم والمكونات العرقية  المختلفة. لا غالب ولا مغلوب. لا منتصر ولا مهزوم.

إن مهمتكم مهمة نبيلة وأنا واثقة من قدرتكم على إنجازها  اليوم. لا تخيبوا آمال كل من يعوّل عليكم في العمل معاً للتوافق على حلول مناسبة  لبلدكم.