بيان صادر عن الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل المعنية بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان المنبثقة عن لجنة المتابعة المعنية بليبيا ضمن مسار برلين
طرابلس، 16 كانون الأول/ديسمبر 2024
بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تدين هولندا وسويسرا وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بصفتها الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل المعنية بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الممارسات المستمرة والمتفشية من اعتقالات واحتجازات تعسفية وخطف واختفاء قسري في عموم ليبيا.
ومن بين المستهدفين من هذه الممارسات أفراداً ينظر إليهم على أنهم خصوم سياسيين، وأعضاء في الهيئات القضائية، وصحافيين، ونشطاء، ومدافعين عن حقوق الإنسان، ونساء، وأطفال، وأفراد من مجتمعات مهمشة. وكثيرا ما تحتجز الأجهزة الأمنية وأجهزة إنفاذ القانون المعتقلين دون توجيه تهم إليهم بشكل رسمي، ودون الحصول على تمثيل قانوني كاف، وفي ذلك انتهاك لضمانات المحاكمات العادلة. وتبين حالات وثقتها الأمم المتحدة معاناة المحتجزين من فترات الحبس الاحتياطي المطولة رهن المحاكمة، وسوء المعاملة والتعذيب بما في ذلك العنف الجنسي والوفاة أثناء الاحتجاز والاختفاء القسري والابتزاز وانتزاع الاعترافات بالإكراه.
ودعت الرئاسة المشتركة لإجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومستقلة في هذه الانتهاكات قائلين، "أن الحالات الثلاثة عشر لوفيات وقعت أثناء الاحتجاز كانت البعثة قد وثقتها في الفترة من آذار/مارس إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2024 تثير القلق بشكل خاص." وحثت الرئاسة المشتركة السلطات الليبية على اتخاذ إجراء فوري لإطلاق سراح كافة الأفراد المحتجزين تعسفاً ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. وأشارت إلى أن "شكاوى الاحتجاز التعسفي كانت في صلب انتفاضة 2011، وهي ما تزال تشكل عقبة أمام المصالحة الوطنية اليوم."
ويشكل الاستعراض الدوري الشامل المقبل لليبيا في العام 2025 فرصة للتفكير في حالة حقوق الإنسان في ليبيا. ونحث السلطات الليبية على الاستفادة من هذه المناسبة لموائمة القوانين والممارسات الوطنية مع التزاماتها الدولية.
وبالإشارة إلى بعض التحسن الملحوظ في مجالات التعاون الفني الأمر الذي أدى إلى السماح بدخول بعض مرافق الاحتجاز ولو جزئياً، ندعو السلطات الليبية للسماح للبعثة لدخول كافة مراكز الاحتجاز دون قيود. وكرئاسة مشتركة، فإننا نؤكد مجدداً استعدادنا لتقديم الدعم للسلطات الليبية بما في ذلك الهيئات القضائية والشرطة القضائية لتمكينهم من الوفاء بالتزاماتهم. إضافة إلى أننا نلتزم بتعزيز قدرات المجتمع المدني لتمكينه من التصدي لأنماط الانتهاكات والمساعدة في تحسين الظروف وضمان التمسك بمبادئ الكرامة والإنسانية والاحترام عند الاحتجاز.