تصريحات للممثل الخاص للأمين العام في ليبيا برناردينو ليون خلال مؤتمر صحفي في طرابلس، 11 سبتمبر 2014

11 سبتمبر 2014

تصريحات للممثل الخاص للأمين العام في ليبيا برناردينو ليون خلال مؤتمر صحفي في طرابلس، 11 سبتمبر 2014

عقد السيد برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا محادثات مع السياسيين والأطراف المؤثرة في طرابلس والزنتان ومصراته يوم الخميس 11 سبتمبر 2014. وفي وقت سابق من نفس الأسبوع زار طبرق والبيضاء. وقبيل مغادرته طرابلس عقد مؤتمراً صحفياً وفيما يلي مقتطفات منه:

هذه هي المرة الثانية التي آتي فيها إلى هنا خلال أيام قليلة. الأمم المتحدة تستمع لكم. نحن نحاول تقييم الفرص التي تمكننا من الانتقال من وضع الهدوء النسبي الذي نعيشه الآن إلى وضع يمكننا فيه استئناف العملية السياسية. وهذا هو هدفنا اليوم ولكننا لم نصل إلى ذلك بعد.

ونحن مستعدون للمساعدة كما قلت إذا طلب منا ذلك. قدمنا بعض الأفكار للطرفين حول كيفية التغلب على هذا الوضع ونحن الآن نتحدث عن حقوق الإنسان التي تعتبر من العناصر الأساسية بالنسبة لنا. كما أشرنا خلال اتصالاتنا إلى قضية السجناء. ينبغي تقديم تفسير حول كافة السجناء ومعاملتهم بصورة جيدة وقد عبرت الأطراف في كافة اتصالاتنا عن استعدادها للتعاون. وهذا أمر هام حيث سيساعد في التغلب على الوضع الحالي.

وفيما يخص المسار السياسي، هناك اتفاق عام على أن الحل الوحيد هو الحوار وهو أمر جيد. وهناك أيضاً اتفاق عام على أنه ينبغي على الأمم المتحدة تقديم المساعدة ونحن الآن نقيم كيفية تقديمنا للمساعدة. وهذا التزام إيجابي فنحن بحاجة لهذا الالتزام وهذه القيادة وهو ما يتشكل الآن ولكن كما قلت من قبل لم نصل إلى ذلك بعد ولا يزال علينا العمل.

فكما قلت هناك تطابق في الحاجة لمعالجة الوضع الحالي من خلال المفاوضات والسياسة وهي عملية إيجابية. وقد رأينا أيضاً اتفاقاً على المبادئ الرئيسية التي ترشد هذه المحادثات والعملية السياسية في المستقبل. هذه المبادئ هي الشرعية واحترام الإعلان الدستوري والإجراءات الموضحة فيه والالتزام بالمبادئ الديمقراطية والنبذ الصريح للإرهاب. ولكن من الواضح وجود مسافات بين بعض الأطراف وهناك المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به. ستستمر الأمم المتحدة للقدوم في الأيام القادمة وكررنا دعواتنا لكي تكون الشرعية هي ما يوجه العملية وكذلك دعوتنا للشمول.

والمهم هو أن تعمل الأطراف داخلياً وتستمر في العمل باستفاضة فيما يخص بكيفية الوصول إلى مجلس نواب شرعي يمثل كافة الليبيين وأن يشعر جميع الليبيبون أنهم جزء من العملية وحكومة وحدة وطنية تمثل كافة الليبيين. وهو ما نحاول القيام به في هذا السياق وما نحاوله في الأيام القادمة

كما زرت أيضاً هيئة صياغة الدستور في البيضاء. ونحن نؤمن بأن الدستور حجر الزاوية في هذه العملية. ومن المهم الاستمرار في العمل على الدستور والأمم المتحدة تساهم في هذه المهمة وقد ناقشت مع السيد الترهوني كيفية دعم عملهم. إن وضع دستور جيد لليبيا عنصر آخر مهم يوحد كافة الليبيين ويجب أن يشارك فيه كافة الليبيون.

كان لدينا محادثات تفصيلية. وكان لدي فرصة التواصل مع الجانبين ولكن من الواضح أن تسليم السلطة من المؤتمر الوطني العام لمجلس النواب من القضايا التي تطرح عدداً من الأسئلة. ما مصير القرارات والإعلانات التي أصدرها مجلس النواب بالفعل والتي يتعلق بعضها بأشخاص هنا في طرابلس والمدن الأخرى والتي لم تكن بالضرورة بناءة فيما يتعلق بما نحاول القيام به للعودة للعملية السياسية. لأقول لكم الحقيقة أنا أكثر قلقاً حول مسألتي الشرعية والشمول وكيفية إيجاد التوازن بين هذين العنصرين، مجلس النواب والمسائل المتعلقة بالإجراءات. وإذا تم التعامل بصورة مناسبة فيما يتعلق بالموضوعات السياسية الرئيسية لن تكون هناك صعوبة في حل المسائل الإجرائية.

التقيت رئيس مجلس النواب ونائبيه ولجنة من 13 عضواً تم تشكيلها للتفاوض والتقيت أيضاً مع الأعضاء الذين لم يحضروا الجلسات في طبرق وبعضهم حضر في البداية والبعض لا الجميع لديه أفكار مختلفة حول كيفية التغلب على الوضع.

ومن العناصر الإيجابية هي اتفاق الجميع على أن وجود حكومتين في البلاد، وجود المؤتمر الوطني العام مؤقتاً لتسليم السلطة والصلاحيات التشريعية للبرلمان أياً كانت طريقة وصف ذلك فالوضع ليس إيجابياً إنه ليس الوضع الأمثل في ليبيا. إن هذا يعقد الأمور ويتفق الجميع أن الوقت بالغ الأهمية ويجب حل هذا بأسرع وقت ممكن. الوضع بالغ الهشاشة وإمكانية حدوث المزيد من القتال عالية. أننا قلقون بشأن الوقت ولهذا سنعود قريباً ونستأنف هذه المحادثات.

أعتقد أن هناك فرق بين أن القول أن الحل الوحيد لهذه البلاد هو العملية السياسية والمفاوضات وألا يتوقف القتال. وهذا عنصر أساسي بسبب القتال في ورشفانة وإمكانية حدوث المزيد من القتال في الشرق. يعلم المسؤولون عن هذه التصريحات أن هذا لن يحل الوضع في البلاد

قرار مجلس الأمن يحدد بوضوح أن المزيد من استخدام القوة غير مقبول في ليبيا والفرص الوحيدة ستأتي من العملية السياسية وأن من يتحدى هذه المبادئ عليه أن يعرف أن هناك عواقب. الناس في ليبيا الذين يدعمون أي جانب أو قيادة لديهم أسئلة وغضب ومخاوف حول العديد من القضايا. وأنا متأكد أن رغبة السياسيين وغيرهم من القادة في التوصل إلى توافق سياسي من خلال إيجاد حلول عبر الحوار هو أهم من أي موقف آخر. وسأكون واضحاً حول هذه النقطة لا نقبل أي إشارة إلى الضغط من الشارع نعلم أنه حقيقي ولكن نرى أن الناس يريدون السلام وعودة العملية الديمقراطية.

وأود أن أؤكد على الدور الإيجابي الذي يمكن ويجب على الإعلام أن يلعبه في هذه العملية وأعتقد أنه من المهم أن يساهم الإعلام في جهود السلام.

لم التق رسمياً بأي من أعضاء المؤتمر الوطني العام. لدينا اتصال يومي ونحاول التواصل مع الجميع والاستماع للجميع ولكن في هذه الرحلة لم نقابل أعضاء المؤتمر الوطني العام. دعوني أكرر أنني لا أعتقد أن نسخ المؤسسات في هذه البلاد فكرة جيدة وسيزيد ذلك من تعقيد مسألة الشرعية وهي مبدأ أساسي يجب احترامه من قبل الجميع في ليبيا وخارجها.

إن مخاوف المجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن الإرهاب مهمة ويجب ألا يتم تجاهلها. يتفق كل من تحاورت معهم في ليبيا على أن هذه مشكلة خطيرة وأن القاعدة والجهاديين المتشددين في الشرق مشكلة خطيرة لهذا البلد وللمجتمع الدولي. أعتقد أنه من المهم التأكيد على أن هذه مخاوف الجميع وأن الفوضى في هذا البلد هي عدو الجميع لليبيين والمجتمع الدولي وينبغي معالجتها بأسرع وقت.

يجب أن تعي جميع الأطراف في ليبيا أن ما يحدث في البلاد من القضايا التي تتزايد أهميتها بالنسبة للمجتمع الدولي. وهذه هي رسالة قرار مجلس الأمن.

إن السلام في هذه البلاد قضية أساسية للدول المجاورة. وهناك مسائل تؤثر على المجتمع الدولي وهي الإرهاب. وهناك مخاوف كبيرة حول عمليات تهريب البشر عبر ليبيا.
.