رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

8 مارس 2015

رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

08 مارس 2015

احتفلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا العام الماضي باليوم العالمي للمرأة مع النساء الليبيات في طرابلس. حيث اجتمعت النساء وقمن بتحديد موضوع اليوم وتبادلن آمالهن وتطلعاتهن. لقد طالبت النساء الليبيات بإدماج حقوقهن في الدستور، وتحقيق إمكاناتهن بشكل كامل كشريك على قدم المساواة في عملية التحول الديمقراطي في ليبيا. وكان ذلك استمراراً للدور الرائع الذي لعبنه في ثورة 17 فبراير. وانخرطت النساء الليبيات بشكل فعّال منذ ذلك الحين في المجاليْن السياسي والعام، حيث أضحى لهن تمثيل في المؤسسات المنتخبة. غير أنه لا يزال هناك شوط كبير ينبغي قطعه قبل أن تحقق النساء الليبيات كامل تطلعاتهن وطموحاتهن.

ومنذ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في العام الماضي، بدأ كل من النزاع المسلح والهجمات الإرهابية المتزايدة بالتأثير على المرأة بطرق مختلفة. وتمثل الاغتيالات التي تعرضت لها الناشطات والتهجير الداخلي والخارجي بعض النتائج التي خلفها انعدام الأمن في البلاد. غير أن النساء الليبيات استمريْن في كفاحهن بشكل نشط.

وقد لعبت النساء الليبيات دوراً نشطاً على صعيد صنع السلام. ففي شهر كانون الثاني/يناير 2015، أصدرت مجموعة من الناشطات بياناً حثيْن فيه الأطراف المتنازعة على الانخراط في الحوار وتنفيذ وقف إطلاق النار. لقد جعلن أصواتهن مسموعة وشاركن في المطالب المستمرة بتسوية سلمية للنزاع في ليبيا. وقادت النساء الليبيات عمليات قمن من خلالها بالتعبير بشكل واضع عن طموحاتهن ومطالبهن بالنسبة للدستور الجديد. والتقيْن بأعضاء هيئة صياغة مشروع الدستور ودعيْن إلى إدراج مطالبهن. وأنا أحيي النساء الليبيات على عملهن الدؤوب والتزامهن الراسخ في الكفاح من أجل تحقيق الديمقراطية والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة.

وأثمن عالياً الجهود المستمرة للنساء الليبيات لدعم عملية الحوار ورغبتهن في لعب دور مركزي وفي أن يصبحن شريكاً نشطاً، وهو أمر تلتزم الأمم والمتحدة وأنا شخصياً بتعزيزه. وأعتقد أن من شأن تحقيق الإمكانات الكاملة للمرأة الليبية أن يسهم في سلام وأمن مستداميْن للأجيال القادمة.

وشعار موضوع اليوم العالمي للمرأة لهذا العام هو "تمكين المرأة – تمكين للإنسانية، فلنتخيل معاً"؛ واسمحوا لي أن أختم رسالتي بكلمات الأمين العام في هذه المناسبة: " فكل الأمل معقود على تمكين النساء والفتيات لتحقيق التنمية المستدامة في أعقاب النزاع. وفي أيديهن تكمن مفاتيح النمو والأمل في تحقيق المصالحة، وهن خير من يصدّ الشباب عن الجنوح إلى التطرف ويمنع تكرار دورات العنف."

هذه هي رسالتي اليوم. وأود أن أتقدم للشعب الليبي كافة بأطيب التمنيات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.