رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

8 مارس 2014

رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

8 آذار/مارس 2014 - منذ ثلاثة أسابيع فقط، احتفلت ليبيا بالذكرى الثالثة لثورتها التي لم تكن ممكنة إلا بنضال الليبيين رجالاً ونساءً وتعاونهم لنيل حريتهم بعد عقود من النظام المستبد. وعالمياً، يعتبر اليوم العالمي للمرأة وقتاً للاحتفال بشجاعة وتصميم نساء عاديات لعبن أدواراً غير عادية في الثورات ولا تزال لهن إسهامات في بناء بلادهن عن طريق إسماع أصواتهن للعالم. ونحن في هذا اليوم نكرم جميع الليبيات اللواتي شاركن في الثورة التي جعلتهن أكثر قوة وإصراراً على دفع ليبيا في طريق الرخاء والأمن والسلم الأهلي.

وفي 20 شباط/فبراير اجتمع الليبيون رجالاً ونساءً لانتخاب مرشحين لهيئة صياغة الدستور. وكان ذلك يوماً تاريخياً منتظراً ألهم فيه المواطنون المشاركون التغيير الإيجابي. وقد بلغت نسبة النساء 40.8% من الناخبين المسجلين وترشحت 65 سيدة ونفذن حملاتهن بثقة وإيمان. ولا يكمن نجاح المرشحات في الفوز بالانتخابات، بل في شجاعتهن للمنافسة على المقاعد العامة في هيئة صياغة الدستور مع الرجال. وهذه رسالة إلى أن النساء قادرات على المطالبة بحقوقهن السياسية وممارستها. ونود أن نرسل تحياتنا لجميع المرشحات الليبيات على المقاعد العامة وكذلك على المقاعد المخصصة للنساء.

وقد شهدنا إصرار السيدات المرشحات والناخبات. وكما قالت إحدى الناخبات التي التقينا بها: "لقد جئت اليوم لأنتخب مرشحين في هيئة صياغة الدستور لأن الدستور سيساعدنا على تشكيل ليبيا الجديدة وسيحمل لنا الأمن والسلام". ويعتبر الأمن أساسياً في حياة المرأة، إنه أمنها وأمن أسرتها. حيث تريد النساء العيش في مجتمع خال من أي شكل من أشكال العنف، سواء في البيت أو العمل أو الشارع. وهذا مطلب مشروع وحق أساسي من حقوق الإنسان التي ينبغي أن تتوفر للجميع لأن أمن المرأة هو أمن الجميع.

وقد حظينا بفرصة مميزة للالتقاء والتواصل مع قيادات نسائية ليبية من مناطق ومهن مختلفة، وخلفيات أكاديمية وأوضاع اجتماعية متباينة. وقد ناقشن بصورة فعالة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلادهن واقترحن حلولاً لها. ولكي تزدهر الديمقراطية، انتهزت النساء الفرصة ليكن جزءاً من العملية السياسية الانتقالية ويقدن الطريق إلى التغيرات الإيجابية، وذلك من خلال مبادرات التوعية لمشاركة المرأة في كافة المجالات في جميع مناطق ليبيا.

وعالمياً فأن اليوم العالمي للمرأة هو يوم تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وتمثيلها على كافة المستويات، وتفعيل القوانين والسياسات التي تتجاوب مع احتياجات المرأة.

ونحن على ثقة بأن المرأة الليبية ستكون طرفاً فعالاً في صياغة دستور ليبيا لأنها لعبت دوراً أساسياً في عمليات المصالحة في المجتمع المحلي، وكانت حلقة وصل بين مطالب الناس وصناع القرار. ولكي تحقق عملية صياغة الدستور نجاحاً فيما يتعلق بالمرأة، ينبغي تفعيل حقوق المواطنة وتساوي الفرص في مفردات الدستور وفي وسائل الإعلام. وأود هنا أن أستعير شعار الأمم المتحدة لليوم العالمي للمرأة (المساواة للمرأة تقدم للجميع). إذ يعتبر هذا الشعار تغيراً في مفهوم حقوق المواطنة، وتعزيز الشراكة والمسؤوليات بين الرجال والنساء في بناء بلادهم. ورسالتنا لكافة النساء الليبيات الناشطات هي الاستمرار في العمل معاً وتوحيد أصواتهن وبرامجهن. فالعمل بصورة جماعية وبصوت واحد سيمكنهن من تحقيق التغيير المنشود.

وستستمر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في نطاق ولايتها، ومن خلال قسم تمكين المرأة وغيره من الأقسام، في دعم المرأة الليبية لتحقيق تطلعاتها خلال مراحل صياغة الدستور والحوار الوطني.

نتمنى لجميع الليبيات يوماً عالمياً سعيداً