اختتمت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بدعم سخي من الحكومة الكندية، دورة تدريبية دامت ثلاثة أسابيع حول إدارة مواقع الحوادث التي تشتمل على عبوات ناسفة مبتكرة، شارك فيها ضباط وضابطات من جهاز المباحث الجنائية التابعة لوكالة التحقيقات الجنائية لدى وزارة الداخلية الليبية. وقد مكنت المساهمة الكندية دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من منح التجهيزات والأدوات اللازمة للفرق الأربعة المدربة من أجل إدارة آمنة لمواقع الحوادث التي تشتمل على العبوات الناسفة المبتكرة إبان عودتهم إلى ليبيا.

وقد تم اختيار المتدربين (12 ضابط و4 ضابطات) بعناية من قبل وكالة التحقيقات الجنائية التابعة لوزارة الداخلية الليبية وتم تأكيد مشاركتهم عقب تقييم أجرته كل من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وخلال الورشة المكثفة التي اختتمت في 26 أبريل ودامت ثلاثة أسابيع والتي سيرتها شركة يوكروبورون سيرفيس، تمكن المتدربون من تنمية معارفهم حول نظريات الأسلحة المتفجرة والتهديدات التي تشكلها بالإضافة لاكتساب مهارات خاصة بإدارة مواقع الحوادث التي تشتمل على عبوات ناسفة مبتكرة. وغطت هذه الدورة التدريبية مواضيع على غرار الإدارة الجنائية لموقع الحادث وتجميع الأدلة الجنائية وحفظها. وخلال الأسبوع الأخير من الدورة التدريبية، أجرى المتدربون تمارين ميدانية تطبيقية باستعمال المتفجرات الحية. كما سنحت الفرصة للمتدربين للاستفادة من الخبرات الأوكرانية في مجال التحقيق الجنائي وذلك خلال زيارة للمخابر العلمية الجنائية ومقر الإدارة الوطنية للبحث الجنائي.

علاوة على ذلك، تلقى المتدربون حصة خاصة بقضايا النوع الاجتماعي في سياق خدمات الشرطة والأمن وحالات الطوارئ. كما أبرز التدريب أهمية جمع البيانات مع تصنيفها حسب النوع الاجتماعي وإدارة معلومات ضحايا العبوات الناسفة المبتكرة. ونتيجة لهذه الدورة، عزّز الضباط الـ 16 إلى حدّ كبير قدراتهم في مجال معالجة مسرح الجريمة بأمان وفعالية، بما في ذلك استخدام المتفجرات وتطبيق الإجراءات الصحيحة في جمع الأدلة وتقنيات جمع المعلومات ورفع التقارير المتعلقة بحوادث العبوات الناسفة والأسلحة والذخيرة، لمزيد من الإجراءات القضائية.

تقول إحدى المشاركات: "منحتنا هذه الدورة التدريبية [الضابطات العاملات في مخابر جهاز المباحث الجنائية] مهارات ومعارف جديدة كليا لأننا لم نكن نعرف أي شيء عن المتفجرات والذخائر. وتعلمنا أيضا كيفية استشعار التهديدات المحتملة للعبوات الناسفة المبتكرة وكيفية حفظ الأدلة التي تم تجميعها في مسرح الجريمة بشكل صحيح. بتنا الآن أكثر استعدادا لتوعية المواطنين وعائلاتنا حول مخاطر المتفجرات."

ولقد حضر حفل التخرّج سفيرا كندا وليبيا في أوكرانيا ومدير مخابر المباحث الجنائية في ليبيا. وساهمت مشاركتهم في إبراز أهمية الشراكة وتنمية القدرات في المساعدة على مواجهة التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية.