كلمة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، السيدة ستيفاني وليامز، في الجلسة الختامية للقاء التحضيري لأعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي عبر الاتصال المرئي - 8 نوفمبر 2020

9 نوفمبر 2020

كلمة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، السيدة ستيفاني وليامز، في الجلسة الختامية للقاء التحضيري لأعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي عبر الاتصال المرئي - 8 نوفمبر 2020

 

مساءُ الخير

اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه جزيل الشكر لكم على ثقتكم بالأمم المتحدة وعلى الكلمات الطيبة للغاية التي وجهتموها لي ولفريق البعثة. نتشرف بثقة الشعب الليبي عبر التاريخ في الأمم المتحدة، ونشعر بإحساس كبير بالمسؤولية في التقريب بينكم.

أود أن أشكركم على الروح البنّاءة التي سادت خلال اليومين الماضيين وعلى النقاط المهمة التي أٌثيرت.

أود أولاً أن أستذكر مرة أخرى كيف وصلنا إلى هنا، وما هي ولايتنا، وما هي أهداف هذا الحوار. نعلم أنه ليس بمقدور جولة حوار واحدة أن تحل كل مشاكل ليبيا. لكنكم مدعوون بشكل عاجل إلى معالجة بعض القضايا الأكثر إلحاحاً التي تؤثر على الحياة اليومية للشعب الليبي، وذلك من خلال استعادة سيادة ليبيا والحكم الفعال للشعب.

وما هذا اللقاء، ملتقى الحوار السياسي الليبي، إلاّ آخر خطوة لنا على طريق طويل. فعندما اجتمع قادة العالم في برلين في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، طلبوا من الأمم المتحدة تيسير عملية سياسية ومصالحة شاملة ليبية-ليبية. وصادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلاصات مؤتمر برلين في قراره 2510، مشيراً إلى أن الاتفاق السياسي الليبي الموقع عام 2015 ومؤسساته ينبغي أن يكون "أحد" الأطر القابلة للتنفيذ لإيجاد حل سياسي في ليبيا، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن الدولي الأخرى ذات الصلة والمبادئ المتفق عليها في باريس وباليرمو وأبو ظبي. كما عكس القرار 2510 طلبات الليبيين التي سمعناها منذ أكثر من عام وهي ضرورة الاستفادة من هذه المحادثات بين الليبيين لإنشاء مجلس رئاسي فعال وتشكيل حكومة ليبية واحدة وموحدة وشاملة وفعالة. ويطالبنا أيضاً بإيجاد السبيل لإنهاء الفترة الانتقالية من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية تنظمها مفوضية وطنية عليا للانتخابات تتسم بالاستقلالية والفاعلية.

استمعتُ خلال اليومين الماضيين إلى طلباتكم وملاحظاتكم حول كيفية إجراء هذا الحوار والعناصر الأساسية للعملية السياسية والمرحلة التحضيرية. ومن بين هذه الأمور إنشاء سلطة تنفيذية جديدة قادرة على تنظيم الانتخابات على أساس دستوري واضح، وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والعسكرية اللازمة لاستعادة الحياة الطبيعية للشعب الليبي.

لقد أكدتم على أهمية رسم خارطة طريق شاملة للعملية السياسية الليبية أثناء ملتقى الحوار السياسي الليبي من أجل وضع ميثاق وطني يقوم على مبادئ المساءلة والعدالة وحقوق الإنسان والتزام راسخ بدولة مدنية. كما أكدتم على أهمية المصالحة الوطنية وبناء الثقة داخل المجتمع الليبي من أجل تمكين مؤسسات قوية وفعالة وشرعية ينبغي أن تعمل على أساس الشفافية والمساءلة لمكافحة الفساد فضلاً عن اللامركزية لضمان توفير ما يستحقه الشعب من خدمات.

غداً، وبعد مراسم الافتتاح، سنعمل معكم على وضع خارطة طريق توضح كيف سننجز ذلك. وسوف ننشئ أيضاً لجنة صياغة كما طلب الكثير منكم اليوم، مما سيساعدنا على العمل بكفاءة أكثر وتوافق أكبر.

وحال اعتماد خارطة الطريق، نكون قد التزمنا أمام الشعب الليبي بمسار واضح للانتخابات وخاضع للمساءلة، سوف يتعين علينا أن نقرر كيف ينبغي إدارة البلاد حتى نهاية هذه الفترة التحضيرية القصيرة. سيقول كل فرد منكم قوله في هذه القرارات المهمة والحيوية لمستقبل بلدكم.

 

 

 

 

سيكون من المهم التوصل إلى هذه القرارات في الوقت المناسب، وفقاً للمبادئ التالية التي تطرحها البعثة بالاستناد إلى الممارسات الدولية الفضلى. وبصفتكم وسطاء في هذه العملية، أرجو تعاونكم من خلال الالتزام بهذه المبادئ طوال عملية الحوار – وهي على النحو التالي:

 

  1. الشمولية: يُعتبر جميع المشاركين في عملية الحوار متساوين ويتوجب منح الجميع الفرصة للتحدث وطرح وجهات نظرهم. وتتعهد البعثة بتدوين وتسجيل جميع النقاط، سواءً كانت تمثل رأي الأغلبية أم لا.
  2. الشفافية: يتم اتخاذ جميع القرارات بشكل جماعي، ولن يُعتبر أي قرار قراراً نهائياً حتى يتم التوافق عليه من قبل غالبية أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي.
  3. الكفاءة: هدف جميع المشاركين هو الوصول إلى نتائج تصب في مصلحة البلاد. ولذا سوف تقترح البعثة قواعد وآليات لتيسير المناقشة وإحداث توافق كافٍ في الآراء، والتغلب على العقبات والتوصل إلى حلول توافقية.
  4. التعددية: ندرك تنوع وجهات النظر بين الليبيين ونحث المشاركين على السعي إلى إيجاد حلول توافقية. وينبغي أن تستوعب النتائج جميع المكونات الاجتماعية والمناطق الليبية الرئيسية ومختلف وجهات النظر.
  5. روح الفريق: ينبغي أن تُجرى المناقشات في جو من الاحترام والروح الأخوية المتبادلة. وسيتم التركيز على التوصل إلى توافق كبير بين المشاركين بشأن القرارات الرئيسية.
  6. الوطنية: يتم اتخاذ القرارات من أجل تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والضيقة، من أجل تعزيز الوحدة ضد الانقسام واستعادة السيادة، وتمكين المؤسسات الليبية الشرعية.

 

أنتم أمام مسؤولية كبيرة. لقد وضع الكثير منكم نفسه رهن هذه المسؤولية. ما يقرب من نصف عددكم، 36 شخصاً منكم، قد تم انتخابه لتولي منصب في ليبيا في مرحلة ما خلال السنوات العشر الماضية، فيما عمل العديد من الآخرين في المجتمع المدني أو كنشطاء في مجتمعاتهم المحلية.

أود أن أختتم هذه الجلسة اليوم لأؤكد مجدداً على أهمية دوركم لمستقبل ليبيا من خلال مساهمتكم في هذا الحوار. عيون أبناء بلدكم ترنو إليكم. إنهم يتوقون لمعرفة ما ستخرجون به. ليس بوسعنا أن نخيب آمالهم. إذن مسؤوليتكم هي أن تحققوا نتائج وأن تقدموا أملاً جديداً لليبيين. إذا كنتم مستعدين لتولي هذه المهمة، فأنا أؤكد لكم أن الأمم المتحدة ستكون رفيقكم في هذه الرحلة، وسوف نقف إلى جانبكم ونبذل قصارى جهدنا لدعمكم.

شكراً جزيلاً لكم مجدداً