كلمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، في الاجتماع الرابع للجنة الإتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا

11 سبتمبر 2017

كلمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، في الاجتماع الرابع للجنة الإتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا

برازافيل، جمهورية الكونغو – 9 أيلول/ سبتمبر 2017

 

السيد رئيس جمهورية الكونغو ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا،
الرؤساء الموقرون أعضاء اللجنة رفيعة المستوى،
السيد رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي،
السادة القادة والبرلمانيين من ليبيا العزيزة،
أصحاب السعادة،
سيداتي وسادتي،

أولاً وقبل كل شيء، أود أن أنقل إليكم تحيات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يرغب أن يعلمكم، من خلالي، باهتمامه البالغ بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وعزمه على مواصلة تطوير دعمنا المتبادل للسلم والأمن في العديد من المناطق الملتهبة في الوقت الراهن.

وبإسمي ونيابة عن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أشكر بصفة خاصة فخامة الرئيس ساسو نغيسو على التزامه الشخصي بتسوية النزاعات، وبشكل خاص على عقد هذا المؤتمر الكبير. إن حكمتكم المعهودة، سيادة الرئيس، وخبرتكم الطويلة لا يمكن إلا أن تساعدا على إعلاء صوت العقل وروح التوافق والحاجة الملحة للإتفاق.

وليس بمستغرب أن يولي الاتحاد الأفريقي أهتماماً لأحد أكثر الدول الأعضاء نشاطاً ويسعى إلى مساعدته للخروج من هذه الهوّة. وما لجنتكم رفيعة المستوى إلا دليل على تضامن هذه القارة العظيمة مع الشعب الليبي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه. نتطلع إلى أن نعمل معكم لمساعدة أصدقائنا الليبيين على أن يحفظوا لأطفالهم المستقبل الذي يستحقونه وهم ينعمون بالسلام والرخاء.

وأود أيضاً أن أشيد بالتنسيق المنتظم بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في إطار اللجنة الرباعية المعنية بليبيا والتي أنشأتها منظماتنا الأربعة معاً، فضلاً عن الاتصالات المفيدة للغاية التي أجريتها مع جيران ليبيا.

الرؤساء الموقرون،

إن اجتماع اليوم يعتبر، في رأينا، خطوة هامة وإيجابية نحو الاجتماع رفيع المستوى بشأن ليبيا والمقرر عقده على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد اثني عشر يوماً، - حيث سيقترح الأمين العام على جميع الدول الأعضاء في المنظمة استراتيجية وخطة عمل بشأن ليبيا. وقد بدأ هذا العمل بالفعل بمجرد وصولنا على أرض ليبيا نفسها، بتعاون أبدته شخصيات ليبية من جميع الأطراف، وهو عمل نعتزم أن نتابعه بعزم مسلحين بدعمكم وتلاحم الشعب الليبي. 

وستكون خطة العمل التي سيقترحها الأمين العام في ذلك اليوم دقيقة من حيث المراحل والتواريخ والمحتوى. وآمل أن يتمكن من الاستفادة من دعمكم كي يتسنى لنا تنفيذها على وجه السرعة. لقد وصلنا إلى برازافيل ونحن مقتنعون بأن هذا الاجتماع، الذي يأتي عقب اجتماعات أخرى عقدت مؤخراً في القاهرة أو روما أو لاهاي أو لا سيل-سانت كلاود والقائمة تطول، سيكون بحق مرحلة نوعية على طريق السلام والمصالحة.

ويبدو لي أنه قد آن الأوان للإنخراط في عملية راسخة للخروج من الأزمة ويتعين على الليبيين بطبيعة الحال قبولها والانخراط فيها. لقد تعب المواطنون من الأزمة، وتأثروا بشكل مؤلم من التدهور المستمر لنوعية حياتهم، وذلك في المقام الأول بسبب غياب البيئة الآمنة وهدوء البال اللذين يستحقونهما، ناهيك عن الأخطار الأكثر جدية المتمثلة في للجماعات الإرهابية التي تسعى إلى الاستفادة من الإخفاقات الحالية في إيجاد مكان لها في ليبيا والتي لن يكون بمقدورها تحقيق ذلك بعد أن تم القضاء عليها بشكل نهائي منذ هزيمتها في سرت وبنغازي.

ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل تماماً دعوات الشعب الليبي، ولا يمكنه على وجه الخصوص أن يفوّت هذه الفرصة التي يبدو أنها تتشكل أمامنا للشروع في عملية استعادة السلم بشكل فعال وإعادة تشكيل مؤسسات وطنية قوية ومستدامة. غير أنه يتعين علينا القيام بذلك في إطار قرارات مجلس الأمن، وبالرجوع إلى الاتفاق السياسي الموقع في كانون الأول/ ديسمبر 2015، الذي يمكن، بل ينبغي، إدخال التعديلات المناسبة عليه، وبالانسجام مع المؤسسات المنبثقة عن هذا الاتفاق وكذلك عن إرادة الناخب الليبي.

علينا قبل كل شيء أن نعمل متحدين بروح من التنسيق غير التنافسي، وبنهج قائم على التكامل وليس نهجاً أحادي الجانب، يحركنا هدف أساسي وهو مساعدة أصدقائنا الليبيين على أن يتحدوا لا ان يكونوا أكثر انقساماً. نحن لا نريد أن نزيد من حالة عدم الوضوح لدى أصدقائنا الليبيين حتى وإن كان بالنوايا الخالصة.

فلنتصرف بسرعة، ونعمل بقوة ولكن الأهم أن نعمل سوياً. هذا هو معنى وجودي هنا اليوم حيث أجدد التعبير للجهة الداعية عن عميق امتناني. وهذا هو أيضاً معنى اجتماعنا الهام الذي سينعقد في 20 أيلول/ سبتمبر، والذي يأمل الأمين العام للأمم المتحدة أن يلتقي فيه بكم جميعاً. 

شكراً لكم