وكالة الأمم المتحدة للهجرة تهبّ لمساعدة المهاجرين الناجين من حادث الشاحنة في ليبيا فيما يغيّب الموت بعضهم

16 فبراير 2018

وكالة الأمم المتحدة للهجرة تهبّ لمساعدة المهاجرين الناجين من حادث الشاحنة في ليبيا فيما يغيّب الموت بعضهم

طرابلس – حوالي الساعة الثالثة فجرا من يوم 14 فبراير، وقع حادث انقلاب شاحنة أودى بحياة 19 شخصا وجرح 49 آخرين قرب بلدية بني وليد في ليبيا. وقد أفاد النّاجون أنّ 180 فردا منهم كانوا محشورين في حاويات بضائع تقلّها الشاحنة. كما قالوا إنّ شاحنة المهرّبين قد تحطّمت بسبب حفرة عميقة في الطريق. ولأنّها محمّلة بما يتجاوز طاقتها، فقدت الشاحنة توازنها وانقلبت. ومن بين هؤلاء المهاجرين كان هنالك قرابة 138 مهاجر من إريتريا وينحدر أصل البقية من الصومال ومن إثيوبيا.

ويقع مكان الحادثة على بعد 60 كيلومترا من جنوب شرق بني وليد، وهو يمثل نقطة عبور لمسار هجرة يُستخدم بكثرة للوصول إلى ساحل البلاد. وقد كان المهرّبون ينقلون مجموعة من المهاجرين من السدّادة إلى ترهونة.

ومن بين الضحايا التسعة عشر، كان هنالك أربعة أطفال وامرأة واحدة والبقيّة رجال. وضمّ عدد الجرحى عشرة أطفال وتسع نساء وثلاثين رجلا.

وقد هبّ موظّفو المنظمة الدولية للهجرة الساكنين بالمنطقة إلى مكان الحادث لتحديد المساعدات الضرورية. كما ساعدوا في نقل بعض من الجرحى إلى المستشفى المحلّي. وفضلا على ذلك، فقد سافر طبيبان إلى المستشفى لدعم الاستجابة الطبية الطارئة. وقد عاينوا الحالات بمعيّة موظّفي المستشفى ونظّموا نقل أربع منها إلى طرابلس للإصابات الشديدة التي تعاني منها على منطقة الرّأس وهي في حالة حرجة وبصدد تلقّي عناية صحية مكثفة حاليا. وتعكف المنظمة الدولية للهجرة على دعم المستشفى الذي نُقلت إليه هذه الحالات بتزويدها بمعدّات طبّية.

ولازالت هنالك ستّ حالات في مستشفى بني وليد تتطلّب تحويلها إلى مستشفى طرابلس. وهي تُعاني من إصابات متعدّدة وكسور خطيرة تتطلّب جراحة آنيّة. ويعمل شركاؤنا  على تأمين  نقل هذه الحالات.

وقد أفاد البعض أنّ المهرّبين قد نقلوا عديدا من المهاجرين المصابين إلى مكان غير معروف.

وقد قال السيد عثمان البلبيسي، رئيس المنظمة الدولية للهجرة بعثة ليبيا:'' يجب أن تكون أولوية مهامنا في بلادنا منصبّة على  حماية هؤلاء المهاجرين وغيرهم في البلاد من خلال تأمين الهجرة عبر ليبيا وتنظيمها. فحالة وفاة واحدة نسجّلها سواء في الصحراء أو في البحر تمثّل خسار فادحة بالنسبة إلينا.

ووفقا لتقرير شهر ديسمبر الذي أصدرته وحدة مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، يوجد أكثر من 621.000 مهاجر في ليبيا. إلا أنّ الأرقام الحقيقية تُقدّر بما يفوق 700.000 مهاجر ينحدر أصل أغلبيتهم من مصر والنيجر وتشاد. وقد عانى العديد منهم من سوء المعاملة ومن الاستغلال. وتظلّ الأولويّة القصوى للمنظمة الدولية للهجرة منوطة بإنقاذ حياة المهاجرين والحدّ من تنقلات الأفراد غير النظامية وغير الآمنة على امتداد المسار المركزي للبحر الأبيض المتوسط وعلى كسر قبضة المهرّبين والمتاجرين بالبشر وتحديد الفئات الضعيفة والأشخاص الأكثر عرضة للخطر في جميع مراحل عملية الهجرة ومد يد العون إليهم، فضلا على تحسين ظروف عيش المهاجرين العالقين في ليبيا. وتقدّم المنظمة الدولية للهجرة دعما إنسانيا إلى المهاجرين الموجودين في ليبيا، في الوقت الذي تدعو فيه إلى تحسين مساعدة المهاجرين وجميع الفئات الأخرى وتوفير الحماية لها على المدى الطويل.