اختتام الجولة الثانية من الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة في جنيف، التأكيد على الوحدة ونبذ الإرهاب

27 يناير 2015

اختتام الجولة الثانية من الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة في جنيف، التأكيد على الوحدة ونبذ الإرهاب

27 كانون الثاني/ يناير 2015 - اختتم المشاركون الجولة الثانية من الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اجتماعات استمرت ليومين في مقر الأمم المتحدة بجنيف. وقد تميز الحوار بأجواء ايجابية عكست روح المسؤولية الوطنية والعزم الجاد لإيجاد حلول لإنهاء الصراع السياسي والعسكري الذي تشهده البلاد.

وقد كان الحوار مستفيضاً وبناءً حيث تناول عددا من المواضيع التي تم الاتفاق عليها في جدول الأعمال في جولة الحوار الأولى في جنيف في منتصف شهر يناير.

وبحث المجتمعون موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية تضمن وحدة البلاد والمؤسسات بما في ذلك التفويض الممنوح لها، وبرنامج العمل وآليات اتخاذ القرارات وكذلك معايير الاختيار. وتطرق المجتمعون أيضاً إلى الأولويات التي يجب ان تضطلع بها هذه الحكومة في المستقبل على صعيد معالجة الموضوعات الأمنية والسياسية والاقتصادية والخدمية والقضائية.

كما بحثوا كيفية الاستفادة من الدعم الذي تقدمه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لمساعدة الحكومة لتقوم بمهامها والضمانات التي يمكن أن يقدمها المجتمع الدولي في هذا الخصوص وفي التعامل مع من يعرقل العملية السياسية والأمنية. وشدد المجتمعون على ضرورة الإسراع في الحوار للتوصل إلى صيغة توافقية حول الحكومة وانهاء ازمة المؤسسات والحفاظ على وحدة البلاد.

كما اكد المشاركون على ضرورة ان يتزامن مع تشكيل الحكومة اتفاق حول الترتيبات الامنية التي تشمل وقف اطلاق للنار دائم وشامل مع آليات مراقبة فعالة، وترتيبات انسحاب المجموعات المسلحة من المدن وخصوصاً العاصمة للسماح للحكومة بالعمل في اجواء مواتية ومستقرة.

كما بحث المجتمعون تدابير بناء الثقة لحماية وحدة البلاد وتخفيف معاناة المدنيين التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق وكان هناك إجماع على ضرورة وضع الآليات المناسبة لتنفيذ هذه التدابير بسرعة.

وفي هذا الصدد، طالب المشاركون بضرورة التزام الجميع بوقف العمليات العسكرية التي أعلنتها الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ تدابير من أجل تعزيز هذه التهدئة على الأرض بما يسمح معالجة الوضع الإنساني المتردي ورفع المعاناة عن السكان المدنيين والسماح للمساعدة الإنسانية في الوصول إلى المناطق المتضررة مع ضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة.

وإضافة إلى المسار السياسي يتطلع المشاركون إلى بدء مسارات الحوار الأخرى والتي تشمل المجالس البلدية والمحلية والمجموعات المسلحة والشخصيات السياسية والقوى الإجتماعية والقبلية.

ويتطلع المجتمعون إلى انضمام ممثلين عن المجالس البلدية والمحلية من عدد من البلدات والمدن من كافة أنحاء ليبيا إلى جولة الحوار الحالية في جنيف يوم الأربعاء. وستعقد اجتماعات في الأسابيع المقبلة تشمل الجماعات المسلحة إلى جانب شخصيات سياسية وقوى اجتماعية وقبلية.

أجمع المشاركون على نبذ الإرهاب، وأدانوا بشدة الاعتداء الذي استهدف فندق كورنثيا في طرابلس اليوم 27 يناير 2015، والذي أدى إلى وقوع عدد من الضحايا الليبيين والاجانب، بالإضافة إلى الاعتداءات الإرهابية الأخرى التي استهدفت المدنيين في أنحاء البلاد. وأكدوا أن مثل هذه الاعتداءات لن تخرج العملية السياسية عن مسارها بل ستكون حافزا لكل الأطراف للمضي قدما في الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى البلاد وقطع الطريق على الإرهابيين ومنع استغلالهم الفوضى الأمنية لتعزيز وجودهم في البلاد. إن ليبيا موحدة، مستقرة ومتوافقة هي التي ستكون قادرة على هزيمة الإرهاب والعنف. ودعا المشاركون الليبيين كافة للوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب، وإرسال رسالة واضحة أن الإرهاب ليس له مكان في ليبيا الجديدة التي ضحى الليبيون من أجلها الكثير.

وتؤكد البعثة على أن الحوار عملية تتميز بالشمول والشفافية تقودها المصالح الوطنية الليبية العليا.