المؤتمر الصحفي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد برناردينو ليون، طرابلس 28 أكتوبر 2014

28 أكتوبر 2014

المؤتمر الصحفي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد برناردينو ليون، طرابلس 28 أكتوبر 2014

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في طرابلس. الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

مساء الخير

أشكركم لحضوركم هذا اليوم

كما تعلمون فإن هذه الزيارة تعد الرابعة بالنسبة لي بصفتي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. يوم أمس، كنت في مدينة طبرق وحظيت بفرصة اللقاء برئيس مجلس النوّاب السيد عقيلة ولفيف من أعضاء المجلس لمناقشة الوضع في البلاد وحوار غدامس.

وليلة أمس، سنحت لي الفرصة لعقد بعض الاجتماعات هنا في طرابلس مع أعضاء وفد البرلمانيين المتغيبين عن حضور جلسات المجلس في طبرق أو كما يطلق عليهم المقاطعين.

وتمكنت كذلك من الالتقاء ببعض ممثلي مدينتي ككلة وغريان لمناقشة الوضع في جبل نفوسة. أما صباح هذا اليوم فقد التقيت بسماحة المفتي لإحاطته بشأن سير هذا الحوار واطلاعه على رأي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشأن الأزمة القائمة في ليبيا.

وجليّ أن الحوار والمشهد السياسيين في البلاد يشكلان محوراً مهماً لهذه المحادثات. إلا أن الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الأسبوعين المنصرمين والوضع على أرض الواقع وفي بنغازي وجبل نفوسة سببت قلقاً كبيراً للمجتمع الدولي نظراً لعدم الالتزام بالنداء الذي وجهه أعضاء وفدي مجلس النواب لوقف إطلاق النار.

وبالنسبة لبنغازي فنحن دائماً واضحون بشأن موقف المجتمع الدولي أن أي محاربة للإرهاب والقضاء عليه أمر يشكل قلقاً مشتركاً وقد أثرت هذه النقطة في عدد من الاجتماعات التي عقدناها هنا. ولكننا نرى أن هذا الإجراء لا يتم إلا من قبل الدولة وأن على الدولة أن تكون قوية في محاربتها للإرهاب بدعم من المجتمع الدولي وهذا ما يجب أن يكون عليه الأمر ولكن الوضع الحالي في بنغازي في طوره للدخول في مرحلة مقلقة قد تصل لمرحلة القتال في الشوارع والإضرار بعدد كبير من المدنيين ولذلك نكرر مرة أخرى النداء الذي وجهه مجلس النواب لوقف إطلاق النار والذي حظي بتأييد من المجتمع الدولي.

أما في الجبل الغربي، جبل نفوسة، فإن الوضع معقد أيضاً والنداء لوقف إطلاق النار لم يحترم. وثمة تقارير وردتنا اليوم تتعلق بالقتال في الجبل ومدينة ككلة على وجه الخصوص. وناقشنا هذا الأمر مع رئيس مجلس البرلمان السيد عقيلة الذي وجه تعليمات بدوره ووافقني الرأي، حسبما فهمت أنه أوعز للجيش الليبي لدعم المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية لها وهو أمر مهم للغاية هذه الأيام وفي هذه المناطق.

ومهم جداً دعم المساعدات الإنسانية من قبل المجتمع الدولي والعديد من الليبيين. إذ علينا أن نهيئ المناخ المناسب للاتفاق السياسي ويتفق جميع الليبيون الذين نلتقي بهم في كل مكان على أن الحل لهذه البلاد ليس عسكرياً وإنما يتم عبر الحوار والاتفاق السياسي لذلك فإن دعم المساعدات الإنسانية من خلال وقف إطلاق النار يفسح المجال لإنجاح الحوار والعملية السياسية اللذان يشكلان الفرصة الوحيدة أمام هذه البلاد. وهنا يجب أن أكون واضحاً جداً جميع هذه العمليات العسكرية لا تخدم مناخ الحوار وكذلك مهم أيضاً أن تصب جميع التصريحات والأفعال التي تبدر عن الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية في تأييد تهيئة المناخ المناسب للاتفاق السياسي.

وبالنسبة للحوار السياسي فإننا لا نزال نعمل مع الوفدين وقد تمكنت من لقاء بعضهم ولكن في هذه اللحظة لا أحمل أي أخبار لنقلها لكم. إذ أننا لن ندعو لعقد الجولة المقبلة من المحادثات فعلينا مواصلة العمل مع كلا الوفدين. ويطلب منا معظم الليبيين الإسراع بإنجاز المحادثات ولكننا نرى بأن علينا مواصلة العمل مع الوفدين ومحاولة بناء الجسور بينهما وتقريب وجهات النظر لنتمكن من الدعوة للجولة الثانية من المحادثات.

وفي الوقت نفسه يستمر المجتمع الدولي والأمم المتحدة في العمل لأننا نريد وبوضوح أن ندعم العملية السياسية وباعتقادي أن هذا ما سيقوم به المجتمع الدولي في الأيام المقبلة، دعم الحوار وبوضوح تام ودعم كل من يعمل في سبيل إنجاح هذا الحوار. والتأكيد على أن المجتمع الدولي غير مستعد لتقبل أي شخص لا يرغب بدعم هذه العملية السياسية وأي شخص يعتقد أن استخدام القوة هو الحل لهذه البلاد.

إن الاستقطاب الحاصل في البلاد والذي يثير قلق المجتمع الدولي ليس بين المجتمعين في طبرق وبين الآخرين في طرابلس ومصراتة وليس بين من هم في الزنتان أو في المناطق الأخرى من ليبيا. إن الاستقطاب الذي يثير قلقنا هو ذلك الحاصل بين الجانب المعتدل والجانب المتطرف. ونوضح هنا أن كلا الجهتين تضمان معتدلين وهؤلاء من يرغب المجتمع الدولي بدعمهم.

وبالطبع سنواصل عملنا لدعم وقف إطلاق النار ونحن في تواصل مع أطراف مختلفة. وكنت اعتزم التوجه إلى الزنتان اليوم إلا أن عميد المجلس البلدي لن يكون متواجداً هناك لذلك قررنا تأجيل زيارتنا لحين عودة السيد الباروني. وسنواصل اتصالاتنا مع جميع المؤسسات والأطراف السياسية الفاعلة دعماً للحوار وكذلك المؤسسات القائمة على توفير الأمن لليبيا بالرغم من شدة هذه الأزمة إلا أنها لا تزال دولة مستمرة بالعمل. فهذه المؤسسات كالبنك المركزي وشركة النفط وهيئة الاستثمار كل هذه المؤسسات تعد حيوية لهذه البلاد وحيوية كذلك بالنسبة للمجتمع الدولي. ويجب أن تبقى هذه المؤسسات على الحياد. فهي الضمان لتقديم الخدمات لجميع الليبيين وسنحاول أن نؤمن ذلك ونضمنه أثناء اتصالاتنا مع هذه المؤسسات.

شكراً جزيلاً ويسعدني أن أرد على اسئلتكم.

سؤال: القوات الممثلة لمجلس النواب وحكومة طبرق وهي قوات حفتر تقوم بهجمات على بنغازي بمباركة الحكومة وتقوم بهدم البيوت أيضاً دون الاكتراث إلى أي شكل من أشكال الحوار . قوات الزنتان من جهة أخرى والتي وصفها المبعوث بالجيش قامت أيضاً بمهاجمة ككلة والتي تبعد عن الزنتان 60 كيلومتراً كيف يعلق المبعوث الأممي بشأن هذا الأمر وهذه المساعي لوأد الحوار في ليبيا؟

ليون: الوضع في بنغازي كما ذكرت سابقا خطير ومقلق. وهنا أوضح بشأن الثوابت التي يجب استحضارها فيما يتعلق في الوضع في بنغازي. في البدء حسبما نسمع فإن الهدف من هذه العمليات هو محاربة الإرهاب. وكما أسلفت أن محاربة الإرهاب أمر لا يمكن لأحد سوى الدولة أن يقوم به. لذلك ففي حال ضلوع أي مليشيا أو قوى غير نظامية في ذلك فإن ذلك لن يجدي في النهوض بقدرة هذه البلاد على تجاوز الأزمة. فالثوابت والقرارات يجب أن تكون هي نفسها بالنسبة للجميع. ونقول بوضوح على جميع المليشيات ترك المدن وإعطاء الفرصة للساسة لمعالجة هذا الأمر وهذه الأزمة.

وهنا لا أقول بأن على ليبيا ألا تحارب الإرهاب والإرهابيين ولا أقول أنه لا يوجد تهديد إرهابي في بنغازي بل يوجد تهديد إرهابي وهو أمر يثير القلق الشديد لدى المجتمع الدولي. ولكن في أي مكان في العالم محاربة الإرهاب تكون مجدية في حال كانت تستهدف الإرهابيين والجماعات الإرهابية تحديداً أما إذا استخدمت قوة كاسحة وتسببت العمليات العسكرية في معاناة المدنيين أو في حال كان العمل العسكري لا يوجه ضد الإرهابيين أو يستهدفهم بشكل واضح فإننا لا نعتقد أن ذلك سيكون السبيل الناجع للتعامل مع الإرهاب على المديين القريب والبعيد.

وبالنسبة لما ذكرت بشأن مهاجمة مجلس النواب لبنغازي. دعني أشدد بأنه لا اعتقد ثمة خلاف في مجلس النواب بالنسبة لهذه النقطة .أعلم أن هناك تصريحات صدرت ولكن حسب معلوماتي لم يصوت أعضاء المجلس أو يتفق على هذه المسألة. ويمكنني أن أقول إنني تحدثت مع عدد من أعضاء المجلس وقد أعربوا عن قلقهم حيال هذا الوضع. لذلك أعتقد يجب أن نكون حذرين حين نتكلم عن هذه المسألة.

وكذلك أقول نفس الأمر بالنسبة للوضع في جبل نفوسة. فالوضع مقلق جداً ويهدد العملية السياسية في البلاد. ودعوني أشدد على أهمية الإعلان الذي أصدره السيد عقيلة بعد الحوار الذي جرى بيننا يوم أمس مفاده دعم المساعدات الإنسانية. مهم جداً أن نقدم هذه المساعدات الإنسانية. ثمة معاناة إنسانية. وذكر يوم أمس أن على الجيش توفير الحماية للمساعدات الإنسانية لأنه واجب عليهم حماية جميع الليبيين وأنا أوافقه الرأي تماماً. وهذا ما نتمنى أن نرى، وقف لإطلاق النار يلتزم به الجميع والدولة وجميع المليشيات التي تجر هذه البلاد إلى وضع غاية في الصعوبة.

سؤال: سعادة ممثل الأمين العام، ذكرت أن هذه الزيارة الرابعة بالنسبة لك هل يوجد أجل زمني أو موعد نهائي لهذه العملية أم أنها مفتوحة؟ وهل تشكل لديك انطباع، فلدى بعض المحللين انطباع بأن هناك استخدام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي واستغلال لهما في الوقت الذي يواصلون، كما ذكرت، القتال بالرغم من مناشدتهم بوقف إطلاق النار، والأطراف تواصل عملياتها العسكرية محاولين تعزيز مواقعهم. هل تحرزون تقدماً، من حيث المبدأ في الأقل، بصورة عامة، أم أن هذه المحادثات مجرد محادثات على سبيل الكلام فقط؟

ليون: بدايةً، لا أعتقد أن على المجتمع الدولي أن يحدد أي آجال زمنية. وتحديد الآجال الزمنية أمر يرجع لليبيين أنفسهم. ورأيي الشخصي أعتقد أنه لا يوجد وقت أمام هذه البلاد. أعتقد أن الخطورة التي تواجهها البلاد نظراً للتصعيد الذي نرى في الأسابيع المنصرمة يكمن في أننا نقترب من نقطة اللا عودة. لذا فإن هذا الأمر يجب أن يتدبره الليبيين. ونحن نتسلم المئات بل لكي أكون دقيقاً الآلاف من الرسائل التي تصلنا من العديد من الليبيين من جميع المدن والأطراف والآراء السياسية تحثنا على الاستمرار في مساعينا قائلين نفس ما قلت لا يوجد وقت أمام هذه البلاد. ولذلك أعتقد أن الرسالة من الليبيين واضحة جداً. ولكني أكرر هذا أمر يرجع للأطراف الفاعلة من الليبيين. والذي سيحدد الآجال الزمنية ويخبرنا به هو كل من يعمل في هذا الاتجاه. فهو قرارهم هم. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يحل محل الليبيين.

وبالنسبة للسؤال الثاني، لا أعتقد أن أي أحد يستخدم الأمم المتحدة أو يستغلها. لا أعتقد ذلك. وأعتقد أن رسائلنا واضحة ومقترحاتنا جداً واضحة. وكذلك الأشخاص الذين ندعمهم والذين لا ندعمهم فهو أمر واضح جداً. وأعتقد لو كان هناك أدنى شك في هذه الاجتماعات ومن خلال أي من تساؤلاتكم فإننا مستعدين للتوضيح لنقطع الشك بشأن العملية نفسها والأشخاص الذين نحاول تقديم الدعم لهم.

أما عن السؤال الثالث كنت واضحاً جداً حين بدأنا الاجتماع في غدامس بأننا لا نهدف لعقد حوار لمجرد الحوار فقط. الشعب الليبي يتوقع أن يتمخض عن هذا الحوار قرارات وحلول واضحة للأزمة التي تمر بها البلاد وهذا ما نصبو إليه. وكما تعلم لم يعقد سوى الاجتماع في طرابلس لافتتاح العملية السياسية بشكل رسمي. إلا أننا فعلياً في بداية العملية السياسية.

أعرف أن الوقت ضيق بالنسبة لليبيا وأعرف أن الشعب يتطلع لرؤية النتائج بأقرب فرصة ممكنة. ولكن العملية السياسية لا تزال في بدايتها وعلينا إعطاء بعض الوقت لكلا الوفدين للخروج بمقترحاتهم إذا أردنا أن نرى نتائج.

سؤال: كيف ترى سيادتكم التدخل الخارجي المتمثل في استعمال الأراضي المصرية كنقطة انطلاق للطيران الذي يقصف أبناء الشعب الليبي والتدخلات الإماراتية بسجنها لرجال الأعمال الذين يحسبون على عملية فجر ليبيا. لم نر أي تصريح بخصوص هذه التصرفات غير الأخلاقية من الدول التي للأسف تعد شقيقة لليبيا؟

ليون: ليس لدي أي دليل على الأعمال التي ذكرت. ولا يمكننا العمل بناءً على الأقوال والادعاءات بدون برهان. وبعيداً عن أي إجراء بحق أي دولة معينة. ودعني أذكر قاعدة عامة هي أن على الليبيين إيجاد الحل بأنفسهم لمشكلاتهم وبأن التدخل الأجنبي يصعب الأمور. باعتقادنا أن علينا دعم الليبيين في البحث عن هذه الحلول إلا أن هذا الهدف وهذا المسعى يمكن أن يتحقق بشكل أفضل إذا لم يكن هناك تدخل من أطراف خارجية.

سؤال: يتساءل العديد من الليبيين إذا كانت الأمم المتحدة ستصل مرحلة تقول فيها "يكفي"، ليبيا يحكمها السلاح وعلينا أن نفعل شيئاً على الأقل الإجراء المقترح لفرض عقوبات على قادة المليشيات في جميع أنحاء البلاد الذين يحكمون في ليبيا، ومتى سيتم ذلك؟

ليون: حين تكون مواطناً في أي دولة وتتوجه للمحكمة وترفع دعوى قضائية فأنت متيقن بأن عليك أن تكون صبوراً فهذه الإجراءات القانونية تأخذ وقتها. وهنا فالأمر مشابه وربما أكثر تعقيداً. حين نتكلم عن الوضع القانوني على المستوى الدولي والإجراءات الدولية وخصوصاً الحساسة منها كالعقوبات.

ما أقصده أن هذا الأمر لن يتم فجأة وبين ليلة وضحاها. وإجراءات كهذه لن تبدأ وإنما بدأت بالفعل. فعجلة الأمم المتحدة تعمل وبدعم من الدول الأعضاء وبصدد دراسة الوضع ليس ما يحصل خلال الأيام السابقة بل ما تكبدته البلاد من معاناة خلال الأربعة إلى خمسة أشهر الماضية. وهذه المؤسسات والهيئات المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة تعمل بجد. إلا أن ذلك يستغرق وقتاً ولكنهم دائماً يعلمون ودائماً يقدمون نتائج ملموسة لذلك دعونا نتركهم يعملون ودعونا نقدم لهم الدعم لأن دعم عملهم جزء من تفويض بعثتنا. وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لا تعمل مباشرة في هذا الجانب ولكن علينا دعم هذا العمل. وتفويضنا الأساس هو دعم العملية السياسية. أن هذه الهيئات ولجنة العقوبات ومجلس الأمن ستخرج بالنتائج وتبت بشأن كل من يستعمل القوة وخصوصاً كل من يخرق وقف إطلاق النار وكل من يستخدم القوة العشوائية ضد المدنيين العزل في الأشهر الأخيرة وتحدد الأشخاص المسؤولين عن تقويض العملية السياسية.

سؤال: متى سيتم إشراك الأطراف الأخرى كالثوار في الحوار القائم الآن بدلاً من أعضاء مجلس النواب. أيضاً اجتمعتم اليوم مع سماحة المفتي وهو يراكم منحازين للقوات اللواء المتقاعد حفتر هل ناقشتم هذا الأمر معه؟

ليون: بالطبع أعتقد من المهم أن تدعم عناصر من المجتمع المدني والأطراف السياسية والذين ليسوا على علاقة مباشرة بمجلس النواب الحوار السياسي. هذه المساعي لجميع الليبيين ولن تنجح ما لم تتلقى دعماً كبيراً من المجتمع الليبي من جميع صفوف الشعب الليبي.

بالنسبة للسؤال الثاني، اجتمعت صباح اليوم كما قلت مع سماحة المفتي. وقدمت له إحاطة بشأن الحوار ولم يقل أي شيء آخر عن أي تعاون مع أي أحد. وآسف أن أقول لك أنني لم أسمع أي شيء بهذا الخصوص. وهذه أول مرة اسمع بذلك. وكما ذكرت الهدف من هذا الاجتماع كان تقديم الإحاطة له بشأن سير الحوار ورؤيتنا بشأن الوضع عموماً في البلاد وقد أوضحنا مبادرتنا وهذا كل ما في الأمر وكان الاجتماع صباح اليوم.

سؤال: مجلس النواب وحكومته تتبنى عملية ما يسمى بالكرامة والسيد حفتر مع إن اعترافه بارتكاب مجازر في دولة تشاد في السابق واختراقه للشرعية حتى لتشكيل ما يسمى برلمان طبرق والذي أدى إلى تعليق مسألة الحوار فما هي الإجراءات التي ستتخذها الأمم المتحدة حيال ذلك؟ لا أرى أنكم تتصلون مع حكومة السيد الحاسي التي تسير أكثر من 70% من الليبيين والتي تسمى بحكومة الإنقاذ؟

ليون: أولاً دعني أكرر ما قلته سابقاً حسب علمي لم يصدر أي بيان رسمي من أعضاء مجلس البرلمان ولم يصوّت عليه في أي جلسة ولم يتم الاتفاق بشأن أي بيان. هذه المعلومات التي لدي. قد أكون مخطئاً ولكن هذا ما سمعت في طبرق يوم أمس حين طرحت هذا السؤال.

أما بالنسبة للمعلومات المتعلقة بالعقوبات وعلاقتها بأي إجراء فكما ذكرت، وهنا أقصد بشكل عام وليس حالات معينة. عموماً فإن هيئات الأمم المتحدة القائمة على هذا الأمر تعمل حالياً وعملهم يتسم بالسرية التامة لذلك ليست لدي أي معلومات عن أي حالة معينة. أعلم أنهم متابعين الوضع في البلاد ليس في الأسابيع الماضية فقط وإنما منذ أشهر. وهم جادون في عملهم ويتناولون الوضع كما أسلفت المتعلق بالجماعات المسلحة وكذلك العملية السياسية. ولكن طبيعة عملهم السرية ليست لدي أي معلومات عن حالات معينة.

أما بالنسبة لسؤالك الأخير فقد ذكرت مرات عديدة أن الأمم المتحدة ليس من شأنها الاعتراف بالحكومات بل أن الدول الأعضاء جميع أعضاء المجتمع الدولي التي تقرر أي الحكومات تعترف بها وأيها لا تعترف بها. وحسب علمي لا توجد أي دولة من الدول الأعضاء تعترف بالحكومة التي أشرت إليها. وحسبما فهمت جميع الدول الأعضاء في المجتمع الدولي تعترف بشرعية مجلس النواب. وبالطبع فهم مصرين على مبدأ أن يكون جامعاً. ولهذا السبب يدعم المجتمع الدولي وبشدة العملية السياسية ، عملية غدامس، آملين برؤية النتائج قريباً. ولكن الأمر الآن أنه لا يوجد أي تغيير حالياً ولا توجد أي أخبار في مسألة الاعتراف التي ذكرت وهذه إشارة مهمة لكل من يعمل في الأمم المتحدة.

***