بيان من الممثل الخاص للأمين العام، السيد عبد الله باتيلي، في اليوم العالمي للمرأة: الاستثمار في المرأة اليوم يدفع خطى التقدم في الغد

8 مارس 2024

بيان من الممثل الخاص للأمين العام، السيد عبد الله باتيلي، في اليوم العالمي للمرأة: الاستثمار في المرأة اليوم يدفع خطى التقدم في الغد

طرابلس – 8 آذار/ مارس – ليس من المبالغة القول بأن هنالك حاجة ماسة للعمل من أجل تمكين المرأة والاستثمار فيها لدفع عجلة التقدم في ليبيا.

تقف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا متضامنة مع النساء في ليبيا تقديراً لصمودهن ومساهمتهن الثابتين في المجتمع، حيث تضطلع المرأة الليبية بدور حاسم في صياغة المشهدين السياسي والاقتصادي في ليبيا والنهوض بهما، كما أن مشاركتها الهادفة في المسارين السياسي والاقتصادي وعملية المصالحة الوطنية تعود بالنفع على المجتمع برمته. وتشيد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإنجازات المرأة الليبية في الماضي وجهودها المستمرة وتطلعاتها نحو المستقبل.

إن الانخراط الإيجابي للمرأة ومساهمتها المتكافئة في أدوار صنع القرار ومشاركتها في العمليتين السياسية والاقتصادية أمر أساسي لتعزيز استدامة السلام والتنمية في ليبيا.

ومع ذلك، ما تزال المرأة في ليبيا تواجه تحديات جمّة.

تعاني النساء بشدة من الصعوبات الاقتصادية الحالية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الناجم عن تراجع سعر صرف الدينار الليبي واستمرار حالة الانسداد السياسي وسوء إدارة الموارد العامة. كما أنهن يأتين في طليعة ضحايا انعدام الأمن.

ومن المؤسف أن القوانين الانتخابية التي تم اعتمادها قد فشلت في تلبية تطلعات المرأة إلى مشاركة سياسية هادفة على نحو كاف، ولا سيما في مجلس الشيوخ، حيث تم تخصيص 6 مقاعد فقط للنساء من أصل 90 مقعداً.

إضافة إلى ذلك، ووفقاً لتقديرات البنك الدولي (2022)، ما تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة محصورةً في 37 بالمائة مقارنة بـ 64 بالمائة للرجال. وبلغ معدل البطالة بين النساء 25.4 بالمائة، متجاوزاً بذلك المتوسط الوطني البالغ 19.3 بالمائة. وتشير دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة (2020) إلى أن النساء، عند توظيفهن، يحصلن على أجور أقل بثلاث مرات تقريباً من نظرائهن الرجال. 

أدعو اليوم جميع الأطراف الليبية المعنية إلى الاستثمار في المرأة وتسريع عجلة التقدم. كما أحثهم على دعم المرأة وتمكينها كي تؤدي دورها الأصيل كمحرك للتغيير الشامل للأوضاع في ليبيا. وتحث البعثة السلطات على تخصيص الموارد المالية الكافية الضرورية لتلبية احتياجات النساء والفتيات.

إن الاستثمار في المرأة اليوم هو استثمار في مستقبل ليبيا وازدهارها ورفعتها. ومن خلال توفير فرص متكافئة للنساء، فإننا نطلق العنان لإمكاناتهن الكامنة ونساهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وازدهاراً للجميع. 

ويمكن التصدي لكل هذه التحديات على نحو أفضل من خلال مؤسسات موحدة وشرعية تمثل بشكل كامل إرادة وتطلعات الليبيين من النساء والرجال على حد سواء. ولهذا السبب يبقى التزامي تجاه الانتخابات ثابتاً لا يتزعزع. واليوم هو فرصة أخرى لنا جميعاً لتجديد التزامنا من أجل ليبيا أكثر أماناً واستقراراً وازدهاراً قادرة على تلبية احتياجات جميع بناتها وأبنائها.