رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للسلام، 21 سبتمبر 2013

21 سبتمبر 2013

رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للسلام، 21 سبتمبر 2013

يعد اليوم الدولي للسلام مناسبة للتأمل - فهو يوم نكرر فيه قناعتنا بنبذ العنف، وندعو إلى وقف عالمي لإطلاق النار. ونطلب من الناس في كل مكان الوقوف دقيقة صمت، عند الظهر بالتوقيت المحلي، لتكريم الذين قضوا في النزاعات والناجين الذين يعيشون وهم يعانون يوميا من الصدمة والألم.

وفي هذا العام نسلّط الضوء على التعليم من أجل السلام. فالتعليم أمر حيوي لتعزيز المواطنة العالمية وبناء مجتمعات تنعم بالسلام.

وفي حزيران/يونيه، جاءت إلى الأمم المتحدة التلميذة الباكستانية مالالا يوسفزاي، التي تعرَضت لمحاولة اغتيال قامت بها طالبان، بسبب نضالها من أجل الحق في التعليم. وقالت مالالا: ”يمكن لمعلم واحد، كتاب واحد، قلم واحد أن يُغيّر العالم“. وهذه هي أقوى أسلحتنا.

ولهذا السبب، فقد أطلقت في العام الماضي مبادرة التعليم أولا العالمية. فكل فتاة وكل فتى يستحقان الحصول على تعليم جيد وتعلّم القيم التي من شأنها أن تساعدهما على رؤية أنفسهما كجزء من المجتمع العالمي.

والحكومات والشركاء في التنمية يعملون من أجل التحاق كل طفل بالمدرسة وتلقي تعليم جيد لإعداده للحياة في القرن الحادي والعشرين. وثمّة قوة دفع جديدة في البلدان التي لديها احتياجات أكبر، كالبلدان المتضررة من النزاعات، وهي موطن لنصف الأطفال المحرومين من التعليم كافة. ولكن يجب علينا أن نفعل أكثر من ذلك - أكثر من ذلك بكثير. فهناك سبعة وخمسون مليون طفل لا يزالون محرومين من التعليم. وهناك ملايين علاوة عليهم في حاجة إلى تعليم أفضل.

إن تعليم الأطفال الأكثر فقرا وتهميشا يتطلب قيادة سياسية جريئة وزيادة في الالتزام المالي. ولكن المعونة المقدمة للتعليم قد انخفضت للمرة الأولى خلال عقد من الزمان. وعلينا أن نعكس اتجاه هذا الانخفاض وإقامة شراكات جديدة وتوجيه اهتمام أكبر بكثير لجودة التعليم
وفي هذا اليوم الدولي للسلام، فلنتعهد بأن نعلم أطفالنا قيم التسامح والاحترام المتبادل. ولنستثمر في المدارس والمعلمين، الأمر الذي من شأنه بناء عالم منصف وشامل للجميع يحتضن التنوع. ولنناضل من أجل السلام والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة.