شباب ليبي إثر ورشتي عمل بالتزامن مع "قمة المستقبل": استخدام الأدوات الرقمية أمر أساسي لضمان شمول العملية السياسية.
طرابلس –23 أيلول / سبتمبر - تزامناً مع اجتماع رؤساء الدول في نيويورك لحضور قمة المستقبل للتوقيع على الميثاق العالمي للمستقبل، نظمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ورشتي عمل للشباب بمشاركة 40 شابةً وشاباً لمناقشة السبل التي تمكن السلطات والمجتمع في ليبيا وشركات الإعلام من ضمان مساحة رقمية أكثر أماناً وشمولاً للمواطنين، وكيفية استخدام الأدوات الرقمية لتعزيز مشارة الجميع في العملية السياسية.
وتتيح التقنيات الرقمية فرصة إحداث تحول كبير في العالم وفي المشاركة السياسية، كونها تنطوي على فوائد محتملة هائلة لرفاهية وتقدم الناس والمجتمعات ولكوكبنا بشكل عام، فضلاً عن إسهامها في الوفاء بوعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبذات القدر، فإن استخدام التقنيات الرقمية بشكل سيئ أو لأغراض غير سليمة قد يتسبب في ضرر بالغ. ولذا فإن ورشتي العمل ركزتا على كيفية تمكين ليبيا من الاستفادة من فرص التقنيات الرقمية، وسبل الحد من أضرارها المحتملة.
واعتبر أحد المشاركين في الورشتين أنه "لا يمكن استخدام المنصات الرقمية حالياً لإجراء عملية سياسية شاملة في ليبيا"، مضيفاً أن “الأمر غير آمن، والمنصات الرقمية تستخدم بطريقة سلبية في بعض الأحيان حتى من جانب مؤسسات الدولة".
واتفق جميع المشاركين على أن ليبيا لا تمتلك حالياً البنية التحتية اللازمة لتنفيذ أجندة رقمية شاملة. كما أكدوا أن التحدث بصراحة حول بعض الموضوعات أمر غير آمن بالنسبة للعديد من الأفراد، مستشهدين بأمثلة لأناس تعرضوا للاحتجاز التعسفي. وتم تسليط الضوء على تعرض النساء بشكل خاص لكثير من خطابات الكراهية عبر الإنترنت، ما يحدوهن لعدم الانخراط في النقاس على الفضاءات الرقمية لتجنب ذلك.
وفي سبيل تحسين هذا الوضع، قدم الشبان والشابات في ورشتي العمل عددا من التوصيات من أهمها:
- إنشاء هيئة تنظيمية مستقلة ومحايدة وشفافة للإشراف على الفضاء الرقمي في ليبيا، ووضع القوانين واللوائح القادرةعلى ضمان التزام مستخدمي هذه المساحات بهذه القواعد،
- تحديث التشريعات لحماية خصوصية الناس والحد من الجرائم الإلكترونية وتحسين الأمن السيبراني،
- تنظيم حملات توعية لتعزيز فهم خطاب الكراهية والإبلاغ عنه، وأهمية المساواة وحماية الفضاءات الرقمية الشاملةللجميع. وينبغي أن تستهدف هذه الحملات وجلسات الحوار أطفال المدارس وطلاب الجامعات ومجالس الشباب وقادة البلديات،
- تحديث المناهج الدراسية لتشمل فهم الفضاء الرقمي، وتعزيز التحليل النقدي، وتحديد المعلومات المغلوطة والمضللة ومواجهاتها، والأخلاقيات المهنية،
- تعزيز الوعي بدور منظمات التحقق من الوقائع والمعلومات وتمكينها وتمويلها للعمل معاً وبشكل مستقل عن الحكومة،
- تطوير القدرات الرقمية داخل المؤسسات الحكومية لاستخدام أدوات مثل الالتماسات والاستطلاعات عبر الإنترنت دون ذكر الأسماء، حتى يتمكن المزيد من المواطنين من المشاركة في العملية الديمقراطية،
- حث الأمم المتحدة على الاستفادة من الفضاءات الرقمية لتطوير نقاشات عبر الإنترنت وجمع الناشطين الشباب معا، من كافة المناطق، لتبادل المهارات وكسر الحواجز السياسية،
- تنفيذ نظام التصويت الرقمي للانتخابات،
- الاستثمار في البنية التحتية الرقمية في جميع أنحاء البلاد لضمان وصول جميع المجتمعات المحلية إلى الإنترنت،
- إعداد حملات إعلامية حول دور المرأة في المجتمع ومكان العمل مع إظهار تأثيرها الإيجابي على المجتمع،
- دعم الصحفيين لإعداد مدونة سلوك حول الإبلاغ عن المعلومات المضللة وتطوير القطاع لضمان وجود وسائل إعلام حرة ومستقلة،
- ضمان قيام شركات التواصل الاجتماعي بالتحقق من المستخدمين من خلال عمليات التحقق من الهوية ووضع ضوابط أفضل للحد من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة وإزالة الحسابات المزيفة.
وتعد قمة المستقبل حدثاً رفيع المستوى يعقد في نيويورك ويجمع قادة العالم معاً لصياغة توافق دولي جديد حول كيفية قيام المجتمع الدولي بضمان حاضر أفضل وحماية المستقبل، بما في ذلك الميثاق الرقمي العالمي.
وعلى حد قول أحد المشاركين، "ينبغي أن يكون الشباب الليبي هو الجسر الذي يوحد الشرق والغرب ويربط بينهما ويتجاوز كل الحواجز"، مضيفاً أنه "في حين أن كبار السن في المجتمع غالباً ما يكون لديهم انتماءات سياسية، فإن الشباب يمليون أكثر للحياد ويريدون العمل معاً لبناء مستقبل أفضل".