السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم لدعوتي لإلقاء كلمة في هذه المناسبة العظيمة التي تشهد بداية مرحلة الاقتراع لانتخاب مجلس النواب. ويسعدني أن أحضر هذا الحدث بصفتي ممثلاً عن الأمم المتحدة.
وللأمم المتحدة باع طويل في مد يد العون والدعم في قطاع لانتخابات ونعلم جميعاً أن يوم الاقتراع هو الجانب الذي يراه الجميع من العملية الانتخابية ولكن هذه العملية لا يمكن اختزالها بجزئية واحدة فهي عبارة عن سلسلة من الحلقات المكملة لبعضها.
وهنا دعوني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من بذل مجهوداً في الأشهر الماضية لتهيئة الأجواء الملائمة لتنفيذ الانتخابات.
وأخص بالذكر المؤتمر الوطني العام والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات والمؤسسات الحكومية في ليبيا وخصوصاً وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات ووزارتي الدفاع والداخلية وكذلك أشكر المرشحين ومؤسسات المجتمع المدني وأخيراً أود أن أعبر عن تقديري للناخبين على مشاركتهم الفاعلة.

نعلم جميعاً أن الاقتراع أمر ينطوي على عمل مضنٍ ولكن بالنسبة للأمم المتحدة فإن أهمية هذا الاستحقاق الانتخابي تتجلى في التوقيت الذي تتم فيه.
فقد بدأت الشرارة الأولى لثورة فبراير المباركة قبل ما يزيد على ثلاث سنوات ولكن المرحلة الانتقالية امتدت لفترة طويلة خلافاً للتوقعات. وجدير بالذكر أن كل خطوة من خطوات العملية الانتخابية على نفس القدر من الأهمية إذ أنها جميعاً تحدد المسار الذي تتوجه نحوه البلاد.

ولذلك يجب أن يقول الشعب كلمته ويساهم في بناء الدولة الليبية الجديدة عبر الانتخابات القائمة على مبدأي الشمولية والمشاركة.
وأهنئ المؤتمر الوطني العام والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات والإعلام والمرشحين ومؤسسات المجتمع المدني على مساهماتهم في تعزيز المشاركة الشاملة واتخاذ القرارات المدروسة. وخير مثال على قولي هذا تسجيل ما يزيد على 470,000 ناخب إضافة إلى المواطنين المسجلين سابقاً أثناء انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور ونشرت السير الذاتية للمرشحين على شبكة الانترنت ليتسنى للمواطن الاطلاع عليها والتعرف على المرشحين وأتيح المجال للمرشحين للظهور عبر القنوات الإعلامية لطرح برامجهم الانتخابية.

وتشكل هذه خطوة نحو الأمام. ولكننا نعلم أن هذه الانتخابات لن تخلو من الصعوبات فالمرحلة التي نشهدها في أيامنا هذه دقيقة وحساسة وبالطبع بذلت جهود جمةّ من جانب جميع الأطراف المعنية لتهيئة المناخ الملائم لإنجاح عمليات الانتخابات ولكن لا تزال هناك عوائق سياسية وأمنية وعملياتية قد تواجه هذه المسيرة. فالطريق إلى الأمام لن يكون بالأمر الهيّن.

ولأجل ذلك تواصل الأمم المتحدة تقديمها للدعم بموجب تفويض مجلس الأمن.
وعلى صعيد العمليات الفنية تقدم الأمم المتحدة الاستشارات بشكل يومي بشأن كل ما يتعلق بالانتخابات. فقد ساعدنا المفوضية لشراء مواد الاقتراع الحساسة كأوراق الاقتراع والحبر الانتخابي من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وكذلك تعمل منظمة الهجرة الدولية التي تعد واحدة من شركاء الأمم المتحدة في هذه الجهود المتظافرة لتنفيذ عمليات التصويت خارج ليبيا والتي تفتح أبوابها يوم غد.
ويتعاون فريق الأمم المتحدة كذلك مع شركائنا من الجانب الليبي في تنظيم ورش العمل والحلقات الدراسية الموجهة للمرشحين بغية تعريفهم بحقوقهم وواجباتهم وما لهم وما عليهم.

وأخيراً وليس آخراً بعد انتهاء أعمال هذه الانتخابات سوف نواصل دعمنا ومساعدتنا خلال المرحلة المقبلة من الفترة الانتقالية في ليبيا.
ويسر الأمم المتحدة أن تدعم ليبيا في مسيرتها هذه وهذه المسيرة عصارة جهودكم أنتم وجميع أبناء هذا الوطن.
وسيحظى أبناء الشعب الليبي في الأيام المقبلة بفرصة اتخاذ القرارت التي تحدد مسار هذه المسيرة وتبني مستقبل البلاد.
يفتح باب الاقتراع يوم غد في 13 دولة وتليها الانتخابات في جميع أنحاء ليبيا يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري.
وأناشدكم جميعاً نساءً ورجال لاغتنام هذه الفرصة لقول كلمتكم بالتوجه لصناديق الاقتراع.

أشكركم على حسن إصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته