كلمة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في افتتاح مجلس النواب، القاها السيد ُُمعين شريم، مدير القسم السياسي

5 أغسطس 2014

كلمة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في افتتاح مجلس النواب، القاها السيد ُُمعين شريم، مدير القسم السياسي

طبرق، في 04 اغسطس 2014 - تتقدم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالتهنئة بمناسبة افتتاح أعمال مجلس النواب وبدء مزاولة أعماله في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا في هذه الايام والتي تتطلب الإصرار على الاستمرار في العملية السياسية رغم التحديات الجمة التي تواجهها.

كما تتقدم البعثة بالتهنئة لجميع السادة النواب الحاضرين منهم والغائبين على الثقة الغالية التي منحها لهم الشعب الليبي وتطلعهم في ان تكون أعمال ومداولات المجلس على مستوى عالٍ من المسؤولية والحكمة والحرص على المصلحة الوطنية التي تسمو على اي مصلحة اخرى. كما تتطلع البعثة الى أن يتجاوز المجلس سريعا ان شاء الله الإشكاليات المتعلقة بظروف ومكان انعقاده وان يلتئم شمله كاملا في أسرع وقت ممكن ليتمكن من القيام بأعماله في أفضل الظروف الممكنة .

كما لا يفوتني توجيه التحية للمؤتمر الوطني العام الذي قاد البلاد في ظروف استثنائية صعبة ولكن بالرغم من ذلك استمر في العملية السياسية الامر الذي سمح بانتقال السلطة إلى مجلسكم الموقر لتحمل المسؤولية من بعده في ترسيخٍ لمبدأ التداول السلمي للسلطة .

إن اجتماعكم اليوم يعكس الرغبة الحقيقية للشعب الليبي في العملية الديمقراطية ومخرجاتها، كما يعكس الإصرار على المضي قدما في استكمال بناء دولة القانون والمؤسسات المبنية على احترام قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة .

رغم التفاؤل الذي يسود أجواء اجتماعكم اليوم، إلا انه من الصعب إغفال الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا اليوم وهي تشهد منذ أسابيع معارك ضارية بين أبناء الشعب الواحد، شركاء الثورة والنضال، وترويع كبير للمدنيين والإصرار على حل خلافات سياسية الطابع بلغة العنف والسلاح في مشهد عبثي ينذر في حال استمراره وعدم تفاديه سريعا في دخول البلاد في نفق مظلم وفي ضرب الوحدة الوطنية وإضعاف النسيج الاجتماعي الذي طالما استند إليه الليبيون في اوقات المحن.

إن بعثة الامم المتحدة تدين بشدة استمرار هذه المعارك الدامية في طرابلس وبنغازي والآثار المدمرة التي تركتها على حياة السكان المدنيين وعلى البيئة وعلى مرافق الدولة الليبية وهيبتها وتُدكر كافة الفرقاء بإلتزاماتهم القانونية وفقاً للقانون الدولي تجاه المدنيين وتجنب تعريض حياتهم للخطر. وتُذكر البعثة كافة الاطراف بدعوة مجلس الامن إلى وقف فوري وشامل وغير مشروط لإطلاق النار. ونتطلع على هذا الصعيد أن يلعب مجلسكم دوراً قيادياً بناءاً في هذا المجال يحفظ للدولة هيبتها ويُمكّنها من الوفاء بإلتزاماتها تجاه مواطنيها.

إننا نتطلع أن يلعب مجلسكم الموقر دوره الطبيعي في قيادة الجهود المبذولة لمعالجة الاوضاع الامنية في البلاد من خلال التواصل والتحاور مع جميع الاطراف واتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على امن وسلامة ليبيا ووحدتها وسيادتها. وأن يسهم المجلس في خلق ديناميكية حوار سياسي لا تستثني احداً لخلق توافقات منشودة حول اولويات المرحلة القادمة.

إن طبيعة المرحلة الانتقالية التي تمر بها ليبيا تتطلب بذل اقصى الجهود لتغليب منطق التوافق والحوار والتواصل مع كافة مكونات الشعب الليبي.

إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة اللذين رافقا العملية السياسية منذ إنطلاقتها ما زال ملتزماً وبشكل كامل بدعم الشعب الليبي وخياراته الديمقراطية ومؤسساته، ونتطلع الى العمل مع مجلسكم ومع الحكومة القادمة بناءً على الاولويات التي تحددونها والآليات التي ترونها مناسبة وبشكل شفاف وفي حرص شديد على السيادة الليبية وامن واستقرار ليبيا.

وفقكم الله ونتمنى لاعمالكم كل النجاح والتوفيق