مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي يوسعان نطاق شراكتهما في ليبيا للوصول إلى المزيد من اللاجئين وطالبي اللجوء مع تزايد الاحتياجات الغذائية

21 سبتمبر 2020

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي يوسعان نطاق شراكتهما في ليبيا للوصول إلى المزيد من اللاجئين وطالبي اللجوء مع تزايد الاحتياجات الغذائية

طرابلس/تونس 21 أيلول/ سبتمبر 2020- تعمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على توسيع نطاق دعمهما المقدم للاجئين وطالبي اللجوء الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في ليبيا من خلال تقديم المساعدات الغذائية الطارئة استجابةً للتداعيات الاجتماعية والاقتصادية الشديدة لجائحة كوفيد-19 في البلاد بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن الصراع الدائر.

وتعتزم الوكالتان توسيع نطاق شراكتهما، التي انطلقت في شهر يونيو/ حزيران، لتوفير الدعم الغذائي للسكان في مناطق خارج طرابلس، وتشمل هذه المناطق: الزاوية ومصراتة وبنغازي وزوارة، وكذلك مواصلة العمل في طرابلس.

وتجدر الإشارة إلى أن حالات الإصابات بفيروس كورونا قد تزايدت في البلاد، حيث ارتفعت من 200 حالة في يونيو/حزيران إلى ما يقرب من 28000 حالة. وأدت القيود المفروضة على التنقل وحظر التجول بسبب جائحة كوفيد-19، فضلاً عن الصراع المتواصل والأزمة الاقتصادية، إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، وفي الوقت نفسه جعلت من الصعب على معظم اللاجئين وطالبي اللجوء العثور على عمل يومي لإعالة أنفسهم.

ووفقًا لأحدث مبادرة مشتركة لرصد السوق، كانت تكلفة سلة الإنفاق الأدنى التي تلبي الاحتياجات الأساسية للأسرة، بما في ذلك المواد الغذائية، أغلى بنسبة 19.2٪ في أغسطس/آب مقارنة بشهر مارس/آذار، عندما تم الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في ليبيا. كما ارتفعت أسعار وقود الطهي بنسبة 66.7٪ في أغسطس/آب مقارنة بالشهر السابق.

وقال سامر عبد الجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في ليبيا:"إن الوضع يزداد سوءا يومًا بعد يوم. ولا يستطيع الكثيرون الحصول على المواد الغذائية لعدة أسباب، من بينها ارتفاع الأسعار وشح المواد الغذائية في ظل وضع تكاد تنعدم فيه فرص العمل. هذا يرهق قدرة الناس على مواصلة التكيف مع الضغوط المتنامية. وفي مثل هذه الأوقات، عندما تصبح تلبية الاحتياجات الأساسية أمرًا صعبًا على نحوٍ متزايد، وفي أوقات كهذه، تزداد ضرورة الدعم الغذائي من أجل تلبية أبسط احتياجاتهم."

سيتلقى الأشخاص حزماً غذائية منتجة محلياً وجاهزةً للأكل، ما يحفز أيضاً الاقتصاد المحليّ. ولكون المساعدات الغذائية لا تتطلب أي طهي، فإن هذا يخفف عن الفئات الأشد ضعفاً عبء شراء غاز الطهي الذي لم يعد في متناولهم.

وتحتوي الحزم الغذائية الطارئة الغنية بالمغذيات الدقيقة والجاهزة للأكل التي تكفي لمدة شهر واحد، على الحمص والبقوليات المعلبة والتونة المعلبة والحلاوة الطحينية والتمر. كل حزمة تغطي 53 بالمائة من السعرات الحرارية اللازمة لشخص سليم (نحو 1,100 سعرة حرارية).

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أجرى مقابلات مع 10 في المائة من السكان المستهدفين بالمساعدة من أجل التحقق من الاحتياجات الغذائية في المناطق الجديدة التي سيركز عليها الدعم وذلك عبر القيام بتقييمات سريعة للاحتياجات والتي تقدّر مستويات الضعف. وأظهرت التقييمات أن واحداً من كل اثنين من المستجيبين في المتوسط يعاني من سوء أو محدودية الاستهلاك الغذائي. وأظهرت الأغلبية تواتراً أعلى بكثير من حيث اللجوء إلى استراتيجيات التكيف السلبية مثل تقليل عدد الوجبات للتكيف مع نقص الغذاء. وقال 73 في المائة من المستجيبين أنه ليس لديهم طعامٌ في البيت، بينما قال 69 في المائة أنه لم يكن لديهم نقود لشراء الطعام خلال الشهر الماضي.

وقال بشير، وهو لاجئ من السودان يبلغ من العمر 29 عاماً جاء إلى ليبيا للعمل كعامل باليومية، وكان من بين الذين أجريت مقابلات معهم: "لقد أثرت جائحة كورونا على وجباتنا اليومية. لم يعد هناك عمل، لذا لا يوجد مال. لم نعد قادرين على دفع ثمن الطعام. في بعض الأيام، إذا استطعنا اقتراض دينار، نشتري أرغفة من الخبز فقط لملء بطوننا. هذا هو الطعام الذي نعيش عليه."

وقد ذكرت الوكالتان تزايد الطلب على المساعدات الغذائية خلال الأشهر القليلة الماضية. وخلال الاجتماعات الافتراضية التي عقدها المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في يوليو/تموز مع رؤساء البلديات في جميع أنحاء ليبيا، تم إدراج الأغذية كأحد الاحتياجات الرئيسية في كل مناقشة، وذلك إلى جانب وجود طلبات مصاحبة للمساعدات الإضافية. وفي ليبيا، يدعم برنامج الأغذية العالمي أيضًا النازحين داخليًا المتضررين من الأزمة والعائدين وغير النازحين بما في ذلك المجتمعات المضيفة وأطفال المدارس.

ومن بين أولئك الذين سيستمرون في تلقي المساعدات في إطار المشروع المشترك للمساعدات الغذائية الذي تدعمه الوكالة، هناك لاجئون وطالبو لجوء تم الإفراج عنهم مؤخرًا من مراكز الاحتجاز. وقد تم تقديم المساعدة لأكثر من 20 شخصًا، بينهم قصَّر، في وقت سابق من هذا الشهر بعد إطلاق سراحهم من مركز احتجاز طريق السكة. ويدعم هذا النوع من المساعدة الحلول البديلة للاحتجاز من خلال المساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص خارج مراكز الإيواء.

وقال جان بول كافالييري، رئيس بعثة المفوضية في ليبيا: " المساعدة التي نقدمها في إطار هذا المشروع منقذة للحياة. إنها بالغة الأهمية بشكل خاص لمن أطلق سراحهم للتو، والذين يكافحون في البداية لإعالة أنفسهم في المناطق الحضرية."

بدأت عمليات توزيع المواد الغذائية الموسعة بدعم من صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني لحالات الطوارئ لأفريقيا، خلال عطلة نهاية الأسبوع في نقطة توزيع برنامج الأغذية العالمي في منطقة الزاوية. سيتم الوصول إلى 6000 لاجئ وطالب لجوء إضافي في هذه المرحلة الثانية، مع استهداف تقديم المساعدات لنحو 10000 شخص حتى نهاية هذا العام.

سيواصل موظفو برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤهم ضمان وجود تدابير احترازية من فيروس كورونا خلال عمليات التوزيع مثل معدات الوقاية الشخصية، والتباعد الاجتماعي، والتطهير، والسبل المعززة للتعامل مع الحشود.