مقابلة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري مع راديو الامم المتحدة

13 أكتوبر 2013

مقابلة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري مع راديو الامم المتحدة

بعد الإفراج عن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، وفيما تواجه ليبيا تدهورا أمنيا، دعا الأمين العام بان كي مون كافة الأطراف إلى التوصل إلى توافق حول الأولويات الوطنية والعمل على بناء بلد قوي يحترم سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان.
في الحوار الإذاعي التالي الذي أجرته الزميلة مي يعقوب مع ممثل الأمين العام الخاص في ليبيا، طارق متري، نتطرق إلى دور البعثة في ظل الوضع الراهن وإلى فرص النجاح أمام عملية المصالحة الوطنية وبناء الديمقراطية في البلاد.

اختطاف رئيس الوزراء الليبي يوم أمس الخميس شكل صدمة كبيرة للأسرة الدولية. كيف تقيم ما حصل وإلى ماذا تعزوه؟
ما حصل هو دليل إضافي على ضعف الدولة لا سيما لجهة مؤسساتها الأمنية والعسكرية ولميل عدد من المجموعات المسلحة من الثوار وغيرهم لأخذ ما يعتبرونه حقهم بأيديهم من دون اعتبار كافي، إذا جاز القول، للعملية السياسية التي بدأت في ليبيا منذ انتخابات الصيف الماضي من ضمن مؤسسات ذات شرعية مثل المؤتمر الوطني العام والحكومة.

ما الدور الذي قامت به البعثة للإفراج عن رئيس الوزراء علي زيدان؟
البعثة ليس لها دور مباشر، أجرينا اتصالات بكافة الشخصيات الحكومية وغير الحكومية وأجرينا اتصالات ببعض قادة الثوار لحثهم، لحث الجميع على المساعدة في إنهاء هذه العملية التي تعرض ليس فقط سلامة رئيس الوزراء للخطر بل سلامة ليبيا. لعل الخاطفين لم يدركوا خطورة ما قاموا به، وكان لا بد من اقناع بل تشجيع الكثرين ممن يملكون وسائل الضغط المعنوي وغير المعنوي عليهم أن يدفعوهم نحو وعي خطورة ما قاموا به. والحمدلله أن ذلك تم خلال ساعات وتم الإفراج عنه.

هل تمكنتم من التواصل مع رئيس الوزراء عقب الإفراج عنه؟ كيف هو وضعه؟
بدا لي رئيس الوزراء ليس فقط في الاتصال الهاتفي القصير ولكن أيضا في المؤتمر الصحفي الذي عقده والذي تابعته عبر شاشة التلفزيون، متماسكا قوي العزيمة. يتمتع رئيس الوزراء بصلابة لا شك فيها وفي الوقت نفسه بمرونة واستطاع بعد الإفراج عنه أن يقدم نفسه لليبيين بصورة المتعالي عن صغائر الأمور، على افتراض أن حسابات الذين اختطفوه كانت صغيرة.

الأمين العام بان كي مون وصف اختطاف رئيس الوزراء الليبي بجرس إنذار للشعب الليبي ولجميع المناطق الأخرى التي تمر بفترات تحول سياسي. في ظل هذا الوضع الأمني الراهن ما هي فرص نجاح المصالحة الوطنية وبناء الديمقراطية؟
نحن نعمل من أجل بناء مؤسسات للدولة الديمقراطية السّيدة التي يريدها الليبيون، نعمل إلى جانبهم، نساعدهم. ولنا، مثل الكثير من الليبيين، ثقة بأن هذا ممكن وأن هذا يلبي الكثير مما يطلبه الليبيون أنفسهم ويتطلعون إليه. لكن، كل عاقل في ليبيا يعرف ضخامة الصعوبات التي توَاجَه في هذا الطريق، ومن هنا تكمن أهمية الحوار الوطني. فلا بد من حوار وطني يمهد للتوافقات للمرحلة الانتقالية ويذلل بعض العقبات. هناك قوى في المجتمع الليبي تطالب بأن يُعترف بها كشريكة في العملية السياسية وإنْ لم تكن مُمَثلة في المؤتمر الوطني العام. والحوار الجامع هو الوسيلة لإشراك هؤلاء في العملية السياسية. ما هي فرص النجاح؟ لا أعرف تماما لا سيما بعد الذي حصل. يحدوني الأمل أن يكون الذي حصل قد زاد من وعي الليبيين لجهة مخاطر الانزلاق نحو الفوضى وأن السبيل الوحيد لدرء مخاطر هذا الانزلاق هو بالتلاقي والاتفاق على الأولويات الوطنية وعلى قواعد ترعى عمل المجموعات الثورية وسائر المجموعات المسلحة بانتظار إيجاد حل يتطلب دمج هذه المجموعات في مؤسسات عسكرية وأمنية خاضعة لسيطرة الدولة.

طارق متري، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، شكرا جزيلا على هذا اللقاء.

رابط المقابلة على موقع إذاعة الأمم المتحدة:
http://www.unmultimedia.org/arabic/radio/archives/114459/