مقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي عقده ليون بالتزامن مع استئناف جولة الحوار السياسي الليبي في المغرب

20 مارس 2015

مقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي عقده ليون بالتزامن مع استئناف جولة الحوار السياسي الليبي في المغرب

20 آذار/مارس 2015 - جميع الوفود موجودة هنا. وكما تذكرون، تم إعطاء جميع الوفود فترة استغرقت بضعة أيام للتحضير لهذه الجولة، والتي أخبرناهم أننا نتوقع أن تكون الجولة الحاسمة.

ولقد رأينا خلال الأيام الأخيرة مزيداً من القتال والغارات الجوية والمزيد من الأفعال من قبل داعش، ليس فقط في ليبيا ولكن في المنطقة. ولقد أعرب جميع المشاركين عن حزنهم وتعازيهم لما حدث في تونس. وتعد هذه إشارة تحذير أخرى لما يجري في المنطقة ويجب علينا أن نأخذها بعين الاعتبار. ولذا، فإن هناك إحساس بضرورة الاستعجال ونحن نعتقد أنه يجب لهذه الجولة أن تكون الجولة الحاسمة.

ونود الإشادة بهؤلاء الممثلين الذين قاموا بالتحضير وأتوا إلى هنا للمشاركة في مفاوضات اتسمت دائما بالتعقيد، لأنه يجب عليك دائماً تقديم حلول وسط، فيجب عليك أن تتنازل عن شيء ما في حال أردت التوصل إلى اتفاق. ولهذا يتوجب علينا الثناء عليهم ومدح أولئك الذين يعملون من أجل السلام وتذكيرهم أن العالم كله، وليس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فقط، يتوقع منهم القدوم بروح التسوية. وأنا أصر، يجب أن يكونوا مستعدين للاتفاق مع بعضهم البعض، وهذا يعني تقديم حلول وسط، وعدم محاولة الحصول على كل شيء، وعدم محاولة الفوز بنتيجة 100 بالمائة لصالحك، بل محاولة فهم أن هذه العملية هي عملية أخذ وعطاء.

وسنقوم خلال الثلاث أيام بمناقشة وثيقة الترتيبات الأمنية، ووثيقة حكومة الوحدة الوطنية التي تحتوي على المعايير، والمبادئ التوجيهية للإجراءات المستقبلية التي ستقوم بها الحكومة، وإطار عمل الحكومة. أيضاً، نود أن نناقش وثيقة تدابير بناء الثقة التي سوف يتم إرسالها إلى بروكسل الأسبوع القادم. وستكون هذه المرحلة الأولى من عملنا خلال هذه الأيام. وبحلول الأحد، نود أن تكون هذه الوثائق الثلاث جاهزة، وإن أمكن، أن يتم نشرها بالصورة التي تم الاتفاق عليها بحيث تكون جزءاً من الحزمة النهائية.

وفي يوم الإثنين، سأسافر إلى بروكسل لافتتاح اجتماع تدابير بناء الثقة للبلديات. وكما تعلمون، نحن لدينا مسارات مختلفة في هذه المفاوضات. فلدينا البلديات التي ستلتقي في بروكسل. ولدينا المسار الأمني ونحن نحاول ترتيب اجتماع بنهاية الأسبوع القادم حول الأمن وكل الجيش والمجموعات المسلحة...إلخ. وستتم مناقشة وثيقة الترتيبات الأمنية، غير أنه ستتم مناقشة القرارات التفصيلية، والقرارات الملموسة، والترتيبات الفنية المتعلقة بوقف إطلاق النار وكل العناصر الأخرى، في إطار فريق عمل المسار الأمني.

وطبعاً، سيكون هناك المزيد من الاجتماعات، ونأمل أن يتم ذلك خلال الأيام القادمة. نحن بدأنا الإعداد للاجتماع الثاني للأحزاب والقيادات السياسية. وكما تذكرون، فقد انعقد الاجتماع الأول منذ عدة أيام في الجزائر. كما أننا نقوم بالتحضير لاجتماع يضم شيوخ وقادة وممثلي القبائل الذي من المتوقع أن ينعقد في مصر خلال الأيام القادمة. وبهذا ستقوم كل المسارات بالاستمرار في عملها.

وستحصل هذه المسارات على مدخلات هامة من الاجتماع الذي نعقده هذه الأيام، وكما قلت، يجب أن يرسل هذا رسالة قوية للشعب الليبي أن المفاوضون ليسوا هنا للكلام والاجتماع فقط، وهو أمر مهم أيضاً، بل هم هنا للتوصل إلى اتفاق كذلك. فلن يسنح لليبيا فرصة الخروج من الأزمة إلا من خلال هذا الاتفاق، ومن خلال حكومة الوحدة الوطنية وهذه القرارات التي يتخذها جميع الأطراف الفاعلين، السياسيون والجيش، والجماعات المسلحة.

لذلك، أود أن أتوجه بالشكر مرة أخرى، أولاً لمملكة المغرب، وجلالة الملك على استضافتنا. أنا على ثقة أنكم تتفقون معي أن المكان ممتاز حيث أننا نشعر وكأننا في بيتنا. وجميع المشاركين في هذه المباحثات يشاطرونا هذا الإحساس بالامتنان ويودون التوجه بالشكر للمجتمع الدولي على الدعم الذي يقدمه. ويوجد معنا ممثلون من البلدان العديدة التي تتابع الوضع في ليبيا عن كثب، ولقد جاؤوا خلال هذه الأيام لدعم هذه المباحثات.


سؤال: هل هذه جولة الحسم؟

ليون: حسن، أثناء المباحثات لا يعلم أحد متى تأتي اللحظة التي لا يعود بالمقدور إطالة العملية. فهناك شعور موجود لدى الأطراف دائماً، وهو أنه في حال وجدوا من خلال حساباتهم أن الاستمرار سيكون لصالحهم، فإنهم سيستمرون في إطالة العملية. غير أننا لدينا بعض المواعيد النهائية المقبلة والتي ليس بمقدورنا تغييرها. والمجتمع الدولي يتابع عن كثب وبقلق متزايد وضع الإرهاب. إذاً يجب أن يتم فعل شيء. فالأمر لا يتعلق بليبيا فقط، بل بالمنطقة، المنطقة الأوسع. غير أن ليبيا اليوم تعد قضية حيوية. إذا ينبغي القيام بعمل ما بخصوص الإرهاب. ونحن على أعتاب قمة عربية في غاية الأهمية ستنعقد خلال بضعة أيام. كما أننا بصدد اتخاذ قرارات من ضمنها حتى ذلك المتعلق بولاية بعثة الأمم المتحدة في نهاية هذا الشهر. إذاً، نحن لدينا عدد من المواعيد النهائية المقبلة. وأنا شخص لا أحب عادة أن أكون درامياً للغاية... لكن في هذه الحالة، أعتقد أننا وصلنا إلى لحظة حاسمة. ويجب على الأطراف أن يعوا أن هذه اللحظة هي لحظة حاسمة فإن لم يكن بمقدورهم اتخاذ القرار الصحيح ستعود ليبيا إلى الحرب مرة أخرى ونحن نعلم أن هذه حرب لن يكون بمقدور أي أحد أن يكسبها. فهذه حرب مثل الحروب التي رأيناها في بلدان أخرى في المنطقة والتي قد تستغرق سنين عديدة وقد تؤدي إلى معاناة لسنوات.


سؤال: حول شكل المباحثات؟

ليون: لقد أعربوا عن رغبتهم بالعمل بشكل منفصل وأن يستمروا بهذا النمط من المباحثات غير المباشرة. طبعاً، نحن نحترم مواقفهم. ونحن نعتقد أنه سيكون من المفيد أن يجتمعوا سوية في وقت ما ونأمل أن يتم ذلك في الأيام القادمة. غير أننا اتفقنا أن نستمر في المباحثات غير المباشرة، على الأقل خلال الأيام الثلاث القادمة، أي من الآن لغاية الأحد.